رئيس الجمهورية ميشال سليمان
بيروت ـ جورج شاهين
أعلن رئيس "كتلة المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة، أن نصّ مذكرة "14 آذار" سلمها وفد منها الثلاثاء، إلى ، للمطالبة بالتدخل فورًا لسحب قوات "حزب الله" من سورية.
وقال السنيورة، إن توجه "14 آذار" للمرة الثانية إلى رئيس الجمهورية، يرجع إلى أن موضوع شكوانا الأولى
لا يزال على حاله، من حيث الخطر الشديد، وقد دخلنا اليوم مرحلة "الكارثة" على جميع المستويات، بما يزعزع الكيان والجمهورية والعيش المشترك، مضيفًا أن "الشكوى السابقة ركزت على معضلتين أساسيتين، هما انتهاك الحكومة السورية بلا رادع لحدودنا وسيادة دولتنا، في ظل تقاعس رسمي من قبل الحكومة، لا بل مع تأييد من قبل بعض الحكومة، وسعي دمشق إلى توسيع رقعة حربه في لبنان، في محاولة منه لابتزاز المجتمعين العربي والدولي الحريصين على سلامة لبنان، أما المعضلة الثانية فهي سلاح (حزب الله) غير الشرعي، الذي كوّن لنفسه سلطة أقوى من الدولة، وبسط سطوته على مؤسسات الدولة وقرارها السيادي، وأقام تحالفات إستراتيجية خارجية بما يتعارض مع سيادة الدولة، وأسهم في انتشار السلاح والمسلحين في مختلف المناطق اللبنانية، ولولا هذا السلاح العصي على قوانين الدولة وإرادة اللبنانيين، واتفاق الطائف والدستور، وقرارات الشرعيتين العربية والدولية، بل والناقض لكل الاتفاقات والتفاهمات والإعلانات الداخلية، من مقررات طاولة الحوار بدءًا من العام 2006 وصولاً إلى (إعلان بعبدا) في 2012، لما كان النظام السوري وإيران قد حققا أهدافهما".
وحذّرت المذكرة من أن "الأمر بلغ حد الكارثة الموصوفة، التي من شأنها أن تنقلنا من دولة مستضعفة إلى دولة مستباحة وفاشلة، وأن النظام السوري وسّع معركته نحو لبنان في محاولة يائسة لحماية نفسه أطول مدة ممكنة، وما جرى في عاصمة الشمال هو العينة الأشد بروزًا، إضافة إلى الجريمة الأخيرة التي ارتكبت في عرسال عبر إطلاق الصواريخ على المدنيين الآمنين بشكل فاجر لا يمكن السكوت عنه".
وأضافت المذكرة، أن "(حزب الله) ألقى بكل ثقله العسكري، بأوامر أو بتوجيه وتنسيق مباشر من قيادته الايرانية، في معركة النظام السوري ضد شعبه على الأراضي السورية، وقد تدرج هذا الحزب في غضون أسابيع قليلة، من التمويه على مشاركته، إلى الإعلان عنها جهارًا، مع تزايد قتلاه في سورية، وصولاً إلى خطاب السيد نصر الله في 25 أيار/مايو الماضي، حيث نعى الدولة ومؤسساتها والشعب اللبناني، ودعا من يعتبرهم خصومه من اللبنانيين إلى النزال والتقاتل على أرض سورية دفعًا لبلاء حرب أهلية في لبنان، وهو بذلك إنما يقترح معادلة مذهلة في تاريخ البلاء اللبناني، وهي الانتقال من حروب الآخرين على أرض لبنان، إلى حروب اللبنانيين على أرض الآخرين، وكل ذلك خدمة للنظامين السوري والإيراني على حساب لبنان".
وطالبت المذكرة الرئيس سليمان، بالطلب أولاً إلى "حزب الله" الانسحاب الفوري والكامل من القتال وإنهاء وجوده العسكري في سورية، تمهيدًا لمعالجة سلاحه في لبنان، مشيرة إلى أن تورطه يشكل خرقًا للدستور والقانون والمواثيق العربية والدولية، والأمر بانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود لمؤازرة "اليونيفيل" وضبط المعابر، وإعمال صلاحية رئيس الجمهورية لإنقاذ لبنان والعمل على تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف لتشكيل حكومة منسجمة، تتبع نهج الحياد والانحياز لمصلحة لبنان العليا، ويكون "إعلان بعبدا" برنامجها وتوجهها الوطني الوحيد، والمبادرة للتصدي للأخطار المحدقة قبل فوات الأوان، لأن وجود لبنان في خطر شديد.