رام الله - العرب اليوم
ذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ صعوده إلى الحكم في العام 2009، رفض جميع الخطط والمشاريع السياسية الهادفة إلى الوصول لخط النهاية في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق السلام النهائي بين الجانبين، ولتنفيذ كامل مخططاته الاستعمارية التوسعية لا يتردد نتنياهو منذ عودته إلى الحكم في العام 2009 في بناء أبواب ومسارات للهروب من الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام، عبر إفشال أي شكل من أشكال المفاوضات، تارةً عن طريق رفع مستوى الهاجس الأمني واللجوء إلى التصعيد العسكري، وأخرى حاضرة بشكل دائم في براغماتية نتنياهو ودعايته التضليلية تتعلق بمسار "الانتخابات المبكرة" لبعثرة الأوراق السياسية وإجهاض أية فرصة مهما كانت ضعيفة وشكلية لتحقيق السلام. في هذا السياق يأتي ما تناقله الإعلام العبري من أن "نتنياهو يسعى لتأجيل نشر صفقة القرن خشية من تأثيراتها على فرصه في الانتخابات المبكرة".
وأكدت الوزارة أن محاولات نتنياهو وفريقه بهذا الخصوص، تحمل عدداً كبيراً من الدلالات والمؤشرات التي تؤكد رفض نتنياهو واليمين في إسرائيل لأية حلول مهما كانت منحازة وخاوية من أية مضمون حقيقي، وأبرز تلك الدلالات حالة التطرف والعنصرية التي تُسيطر على الشارع الانتخابي في إسرائيل، والناتجة بالأساس عن الدعاية الموجهة التي تقودها ماكينة الإعلام اليميني بهدف توسيع وتعميق التأييد للاحتلال والاستيطان والتطرف والعنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي أولا، ومن ضمنها أيضا محاولة تكريس الوهم بأن خطة السلام الأميركية تحمل في طياتها تنازلات قد تُفرض على الجانب الإسرائيلي، في محاولة لتلميع وتسويق "صفقة القرن" المشؤومة ثانيا، هذا بالإضافة إلى دلالة أساسية أخرى تتعلق برفض اليمين الحاكم في إسرائيل وجمهوره من المتطرفين والمستوطنين تقديم أية تنازلات مهما كانت شكلية لتحقيق السلام، حتى لو كانت "فُتاتاً" للفلسطينيين على طريقة خطة السلام الأميركية المزعومة، خاصة في ظل القرارات والوعود المشؤومة التي اتخذتها إدارة ترامب لصالح إسرائيل واحتلالها واستيطانها.
وأخيراً تبقى بوصلة نتنياهو وفريقه تتجه نحو محاولة ضمان البقاء في الحكم، ولم تكن في يوم من الأيام تؤشر نحو سعي لتحقيق السلام وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وهنا، تتساءل الوزارة: ألم يدرك العالم بعد أن نتنياهو وفريقه يرفضون أية صيغ لحل الصراع وتحقيق السلام؟، ومتى يقرر المجتمع الدولي تحميل نتنياهو وحكوماته المتعاقبة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إفشال جميع أشكال المفاوضات في العشرية الأخيرة؟!.