سفير دولة فلسطين لدى البحرين خالد عارف

أكّد سفير دولة فلسطين لدى البحرين خالد عارف أن فلسطين هي أم الحضارات، أن فلسطين هي الأرض والقدس هي الهوية والثقافة، هي الطموح الحاضر نحو التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة ونبذ الانقسام ، إن دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس هي دولة لكل العرب وللإنسانية جمعاء.

جاء ذلك خلال جاء ذلك خلال إحياء سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، الذكرى الـ30 لإعلان الاستقلال، والـ14 لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات.

وكان في استقبال ضيوف الفعالية التي أقيمت بالمناسبتين، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطينية، اللواء جبريل الرجوب، وسفير دولة فلسطين لدى البحرين خالد عارف.

حضر الفعالية وكلاء من وزارة خارجية البحرين على رأسهم مساعد وزير الخارجية عبدالله بن فيصل الدوسري، ووكيل الوزارة للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون، السفير وحيد مبارك سيار، وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، منهم النائب الأول لرئيس مجلس الشورى جمال فخرو، ووكلاء من وزارات  عدة منهم وكيل وزارة الزراعة الشيخ محمد آل خليفة، وحضور سفراء الدول العربية الشقيقة، وعدد من سفراء الدول الصديقة، ورؤساء الجامعات، منهم: رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، ورئيس الجامعة الأهلية، عبد الله الحواج، ورئيس الجامعة التطبيقية، غسان عواد، ورجال دين مسلمين ومسيحيين على رأسهم عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامي الشيخ عبد الحسين بن الشيخ خلف آل عصفور، والشيخ عدنان القطان، ورؤساء المجالس، وممثلين عن غرفة التجارة والصناعة البحرينية، وعدد من رجال الأعمال، وممثلين عن الأمم المتحدة، ورؤساء البلديات، ورؤساء البنوك، وأبناء الجالية الفلسطينية.

و قال السفير عارف: في الخامس عشر من نوفمبر من العام 1988 وفي جمهورية الجزائر الشقيقة بلد المليون شهيد ,أعلن الزعيم الخالد ياسر عرفات استقلال دولة فلسطين، حيث ولد على أرض فلسطين المباركة الشعب العربي الفلسطيني ، ومن جيل إلى جيل، لم يتوقف الشعب العربي الفلسطيني عن الدفاع الباسل عن وطنه، ولقد كانت ثورات شعب فلسطين المتلاحقة تجسيدا بطوليا لإرادة الاستقلال الوطني.

وأكّد عارف أنه في ذكرى يوم الاستقلال ينكسر الاحتلال ويقوم الشهداء بحمل وعد السماء للذين ظلوا على العهد والوعد وعلى موعد مع الحرية والقدس العاصمة الأبدية ومع مفاتيح البيوت الأولى عائدون من خيام اللجوء ومن زنازين العذاب لأسرانا البواسل نربي الأمل ونبني المستقبل الحر وقد زال الاحتلال وسقطت صفقة القرن.

وشدد أنه في الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد قائدنا ورمز تاريخنا المعاصر نتذكر الرئيس الشهيد" ياسر عرفات " ابو عمار وإخوته و رفاقه المناضلين رحمهم الله. حيث كان ياسر عرفات الرئيس الخالد هو الفصل الأطول في حياتنا. وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة.

وأوضح السفير عارف أنه في ذكرى الاستقلال نؤكد لحامل الأمانة القائد الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الثابت على الثوابت إننا على العهد والقسم وسنستمر معه حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وتوجّه السفير بالشكر إلى مملكة البحرين الشقيقة ملكًا وحكومة وشعبًا على دعمهم الدائم للشعب الفلسطيني وقضيتنا العادلة، حيث لا يألوا الملك حمد بن عيسى آل خليفة جهدًا في دعم قضيتنا بكل السبل ، ففي خطابه السنوي في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يخاطب العالم سنويًا مذكرًا إياه بعذابات الشعب الفلسطيني و حقه المشروع في دولة مستقلة يقيمها فوق ترابه الوطني أسوة بسائر شعوب العالم.

وأكد سفير فلسطين أن هذا الموقف ليس غريبًا عليه، فالعلاقة الفلسطينية البحرينية متميزة وممتدة منذ العام 1917 وحتى يومنا هذا,مشيرًا أن العلاقات مميزة يسودها كل المودة والتقدير والاحترام بين بلدينا الشقيقين، مستذكرًا الاتفاقيات التي وقعت في مجالات متعددة بين بلدينا الشقيقين منها البروتوكلات والاتفاقيات الثقافية والصحية والبلدية والرياضية والإعلامية وغيرها، وزيارات العديد من الوفود البحرينية الرسمية والشعبية لفلسطين لدعم صمودنا على أرضنا وفِي القدس والمسجد الأقصى وكذلك زيارة وفود فلسطينية رسمية متتالية إلى البحرين الشقيقة، شاكرا القيادة البحرينية الرشيدة حكومة وقيادة وشعباً وعلى رأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر المحب لفلسطين و أهلها لرعايته ومباركته لهذا الحفل، وخالص الشكر إلى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين الداعم لعدالة قضيتنا.

وأكّد السفير في ذكرى الاستقلال والحرية وقوف فلسطين مع مملكة البحرين الشقيقة في الإجراءات التي تتخذها ضد التطرف و لحماية أمنها و استقرارها ونؤكد رفضنا للتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.

وهنأ السفير عارف المملكة بعرسها الديمقراطي والوطني المتمثل بإجراء الانتخابات النيابية والبلدية، وبمناسبة قرب عيدها الوطني المجيد وعيد جلوس الملك حمد بن عيسى ال خليفة حفظه الله ورعاه.

وأكّد أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جِبْرِيل الرجوب أنه قبل ٣٠ عامًا صدح صوت القائد الراحل ياسر عرفات في جمهورية الجزائر العظيمة وأعلن عن استقلال دولة فلسطين واليوم فإن الإقرار من جانب المجتمع الدولة والاعتراف بدولة فلسطين على ارض فلسطين وفي قرارات الشرعية الدولية في ذلك الوقت كان رسالة لهذا الاحتلال العنصري الفاشي ومن يقف من ورائه انه آن الأوان لان يكون هناك عدالة وان يتم إنصاف هذه الشعب الذي كان وما زال يتعرض لعملية نفي له كشعب وارض .وتاريخ ودين من الخارطة السياسية حيث جاء ذاك الإعلان ليكون النقيض لهذا المشروع الصهيوني التوسعي الذي يشكل خطرا على كل المنطقة العربية ويشكل خطرا على السلم العالمي لتنكره للشرعية الدولية لممارسته للارهاب الرسمي في محاولة لطمس هذا الشعب.

وقال الرجوب "ولكننا اليوم في هذا البلد الحبيب والعزيز على قلوبنا في مملكة البحرين في الخليج العربي نحيي هذا اليوم ومازال تجسيد الحلم قائم عندنا على أمل أن نحتفل ونحتفي بكم ومعكم في العام القادم في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة رغما على تطرف نيتنياهو وترامب تجاهنا، فنحن موجودون ونحن هناك باقون ولا مكان لنا الا فلسطين ونؤكد لكل الفلسطينيين أن خلفكم شعب و ٦ مليون ونصف المليون فلسطيني موجودين في فلسطين التاريخية لديهم شيفرة جينية واحدة هي ن الدولة والهوية الوطنية الفلسطينية هي المدخل لتحقيق الأمن والاستقرار في الإقليم وفي العالم وإرادتنا وقيادتنا الشرعية وعلى رأسها أبو مازن رمز وحدتنا ومن أراد أن يصنع السلام وان ينهي الصراع اعتقد له شريك واحد اسمه ابو مازن ".

وأوضح أن الانقسام عار ويجب أن ينتهي، وباسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وعلى رأسها ابو مازن نؤكد ان حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني ونحن نريد ان نبني معها شراكة وأن نلتقي على كلمة سواء لنبني وحدة وطنية ولنبني شراكة وطنية تبدأ بإنهاء مظاهر سلطتكم في قطاع غزة وتمارس الحكومة سلطاتها من جنين لرفح بسياسة واحدة وبايقاع واحد وبمنهجية واحدة كي نذهب إلى حوار وطني شامل للولوج إلى مسيرة نبني فيها وحدة وطنية وحدة يقبلها العالم وحدة يتحملها العالم ترتكز على برنامج الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وترتكز على وحدة مفهوم نضالي لدولة المستقبل بسلطة واحدة وقانون واحد دولة حرة ديمقراطية ولنذهب إلى صندوق الاقتراع لحسم هذه التعارضات الثانوية التي لا يجب ان تبقى تناقضا مركزيا بيننا، فلا تناقض بيننا الا مع الاحتلال ولا عدو لنا الا هذا الاحتلال.

وعبّر الرجوب عن سعادته بالحضور الرسمي والشعبي ومن سفراء الكثير من الدول مؤكًدا أن هذا الحضور الحاشد في الحفل يعكس مكانة فلسطين في قلب الإنسانية في كل القارات، هذه نموذج حي وبرهان ودليل على أن فلسطين مازالت القضية المركزية لكل العرب والمسلمين، وان كل حملات التشويه التي يشنها علينا نتنياهو وترامب محاولين الايهام للجميع ان العرب والمسلمين قد نسوا قضية فلسطين، هي محاولات مضللة، وان هذا الحشد الكبير في هذه المناسبة الوطنية هو احد تجليات ان فلسطين مازالت ان القضية المركزية للعرب وللمسلمين واعتقد ان ما صادر قبل يومين عن خادم الحرمين الشريفين يؤكد ذلك وهذا الموقف ليس بجديد عليه ولا على السعودية ولا على السعوديين ولكن أن يأتي في هذه المرحلة هو رسالة لكل من يعتقد بان هناك عربي واحد ممكن ان يتلاعب في المبادرة العربية التي أكدها كذلك جميع الزعماء العرب في قمة السعودية في شهر آذار الماضي هذه رسالة للجميع ورسالة لترامب ورسالة الي نيتنياهو ان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهذة القدس عربية ببعدها الاسلامي والمسيحي غصبا عن امنيات نيتنياهو وغيره، وذلك بإرادتنا وبإرادة هذا العمق العربي الصادق والمؤمن وايضا ما قاله قبل ايام الرئيس السيسي الذي قال على الدولة الفلسطينية وعن القدس ما لا يخضع لاي نقاش او تشكيك في الموقف العربي الرسمي من الخليج الى المحيط.

وطالب الرجوب حركة حماس بالتجاوب مع الجهود المصرية لإنهاء الانقسام وقال : اتمنى ان يدرك اخواننا في حماس انه ان الأوان كي تنهي هذا الانقسام، ونحن نثق في مصر وفِي موقفها وهي المفوضة من قبل الجامعة العربية لإنهاء هذا الملف، ويجب ان نكون نحن جميعاً المبادرين في انهاءه وآمل ان يدركوا حقيقة موقف حركة فتح بإجماع قيادتها باننا نحن فلسطينيون وطنيون صادقون مؤمنون بمنطق ومبدأ التسامح والحب الذي يجب ان يسود في ما بيننا، فلا يمكننا إنهاء هذا الانقسام بيننا بدون هذه السياسة الحكيمة وهذه السياسة الملتزمة بقضية فلسطين.

وقال الرجوب" لن نقبل سوى بدولة غير منقوصة ولن نقبل بترامب وكيلًا حصريًا لانهاء قضيتنا وتدميرها خاصة بعد نقله للسفارة الأميركية للقدس المحتلة وبعد محاولته لشطب قضية اللاجئين وبعدما حاول أن يشرعن الاستيطان متماشيا مع المنهجية الاسرائيلية اليمينية الفاشية، فالقدس فيها ٣٥٠ ألف صخرة ستكون عبئًا على صدر هذا الاحتلال، وكل فرد من أفراد شعبنا لديه ملحمة من الصمود والتصدي ومن النضال، فلن تجدوا بيتا في فلسطين ليس به شهيد، أو ملحمة بطولية، ونحن بهذا الخصوص أوفياء لمسيرة هؤلاء الشهداء والأسرى ولن نقبل بأقل من دولة مع حق العودة للاجئين والمشتتين في المنافي فانتم ضيوف ولا مستقر لكم الا في فلسطين في دولة نستظل فيها وبها ونحن نقول إننا متماسكون صامدون، والضغط الذي نواجهه كبير جدا ونتمنى من إخواننا العرب ان يعفونا من التجاذبات العربية الداخلية فالقضية الفلسطينية هي قضيتكم جميعا ونحن نحب ونحترم جميع الدول العربية ونحن بحاجة جميع العرب شركاؤنا في معركة النضال ونحن لن نكون في أي محور خارج نص الدولة، هي الحل ومنظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، كون هذا العدو يسعى لضرب مناعتنا الوطنية باساليب كثيرة منها الانقسام، والتضليل.

وعبرّ الرجوب عن ثقة القيادة الفلسطينية في النظام الرسمي العربي وفي مواقفه سواء الصادرة عن خادم الحرمين الشريفين أو من الملك الأردني أو من رئيس الجمهورية المصرية كون هذه الدول دول محورية في حسم هذا الصراع، فنحن نثق بما يقولوه لنا وما يقولوه عنا في كل مكان موجهاً التحية لهم ولشعوبهم الشقيقة مؤكدًا أن فلسطين امتداد للعرب ونحن نيابة عن الأمة في الخندق الأول ندافع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية وعن كنيسة القيامة المقدسة لكل المسيحيين، وبلا شك أن البحرين من الدول الاستثنائية في موضوع التسامح الديني ولكن فلسطين كانت وستبقى كذلك رائدة في مسالة التعايش والتسامح الديني، والكل سيكون تحت مظلتها، نحن وحماس والشعبية والديمقراطية والكل الفلسطيني شعب واحد وفي وطن واحد وقضيتنا قضية سياسية وقضية وطن وهوية واحدة ويجب ان تكون قيادتنا واحدة وجميعنا يجب ان نكون في نفس المركب وفي نفس الإطار، فهذه المنظمة الي شكلت على مضار ٥٣ سنة الماضية وطنًا معنويًا للفلسطينيين وشكل هذا الاستقلال بوثيقته نبراسا ويجب ان تتجسد على أرضنا.

وشكر الرجوب السفير عارف وحرمه وطاقم السفارة والجالية الفلسطينية على تنظيم هذا المهرجان الوطني الحاشد، كما شكر مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعبًا لرعايتها للجالية الفلسطينية.