الميليشيات الحوثية

اندلعت حرب شوارع اليوم الأحد، في "حي 22 مايو" شرقي مدينة "الحديدة" اليمنية للمرة الأولى، بعدما تمكنت القوات الموالية للحكومة من دخول الحي في مدينة تضم ميناء يمثل شريان الحياة لملايين اليمنيين، فضلاً عن تهريب الاسلحة الى الميليشيات الحوثية.

وقال مسؤولون في القوات الموالية للحكومة اليوم الأحد، إن "قواتهم المدعومة من التحالف العربي بقيادة سعودية، تعمل على "تطهير" المناطق السكنية التي دخلتها في شرق المدينة من الحوثيين الذين يسيطرون على الحديدة منذ 2014.

ويقع الحي السكني جنوب "مستشفى 22 مايو"، الأكبر في المدينة، والذي سيطرت عليه القوات الموالية للحكومة السبت، وشمال طريق سريع رئيسي يربط وسط المدينة بالعاصمة صنعاء. وتضم المدينة ميناء تصل عبره معظم المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة، في بلد يواجه نحو نصف سكانه خطر المجاعة حسب الأمم المتحدة.

وأعربت منظمات انسانية مراراً عن خشيتها من سقوط ضحايا مدنيين في هجوم الحديدة. وقالت مواطنة تدعى مروة وتسكن في جنوب مدينة الحديدة عبر الهاتف لوكالة "فرانس برس" أن أصوات الاشتباكات والانفجارات لم تتوقف طوال الليل، وقد تكثّفت صباح الاحد. وأوضحت مروة التي طلبت تغيير اسمها خوفا من الملاحقة "تم اسعاف ثلاثة من جيراننا خلال نهاية الاسبوع الجمعة والسبت بعدما أصيبوا بشظايا"، مضيفة "نحن متعبون جدا. الوضع غير آمن، ولم نعد نملك المال".وتابعت "هذه المرة، لا يقدر أحد على المغادرة. لا نستطيع تحمل تكاليف ذلك والوضع خطير جدا".

وقال مسؤولون عسكريون في القوات الموالية للحكومة الأحد، إن هذه القوات تعمل الأحد على "تطهير" المناطق السكنية التي دخلتها في شرق المدينة من المتمردين الحوثيين. وهذه المرة الاولى التي تندلع فيها معارك في حي سكني في مدينة الحديدة منذ بداية العملية العسكرية على ساحل البحر الاحمر. وبحسب المسؤولين العسكريين، فإن المتمردين يستخدمون القناصة بشكل كثيف ويتعمدون على الألغام وعلى القصف المكثف بقذائف الهاون لوقف تقدم القوات الموالية للحكومة. وقال سكان لـ"فرانس برس" ان الحوثيين يستخدمون أيضا المدفعية.

لكن رغم الهجوم، لا يزال الميناء الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين يعمل "بشكل طبيعي"، بحسب نائب مديره يحيى شرف الدين. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي "الميناء مفتوح حتى الآن، الجميع هنا ونحن نعمل بشكل طبيعي".

ووجهّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نداء جديدا السبت لوقف الحرب التي تسببت منذ بدء علميات التحالف في آذار/مارس 2015، بمقتل نحو عشرة آلاف شخص، بينهم أكثر من 2200 طفل، بحسب الأمم المتحدة. وكتبت ممثلة اليونيسف في اليمن مريتشل ريلانو على حسابها على تويتر "أدعو كل أطراف النزاع في اليمن لوقف الحرب. من أجل أطفال اليمن. أعطوهم فرصة للعيش. أرجوكم".

وزير إعلام الحوثيين المنشق يؤكد أن الجماعة في آخرتها

وسط ذلك، قال وزير إعلام الحوثيين المنشق عبد السلام جابر، الأحد، إن "الانقلابيين (الحوثيين) أضحوا في النفس والنزع الأخير".  وأشار  في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض، وحضره قادة عسكريون بالتحالف العربي، إلى أن "المليشيات الحوثية يائسة، تحاول تنفيذ مشروع وأجندة خارجية غريبة عن اليمن وشعبه (...) وارتكبت جرائم شنيعة".

وأضاف "الوضع في اليمن كان من الممكن أن يتغير إلى الأسوأ، لولا تدخل القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن". وشدد على أن "مستقبل اليمن هو في يد أبنائه الشرفاء في داخل اليمن، الذين يحتاجون لتحرك جاد، لمواجهة هذه القوى من الداخل، وترتيب أوضاعهم، بالتنسيق والتواصل مع حكومة الشرعية، وقيادة التحالف العربي".

ووفق وسائل إعلام سعودية، بينها وكالة الأنباء الرسمية، قال جابر، إنه "كان أحد راسمي سياسات التضليل، خلال الفترة التي أجبر فيها على العمل مع جماعة لا تمت بصلة إلى عادات وتقاليد اليمن العربية". فيما بثت فضائية "الحدث" السعودية، مقطع فيديو يشير إلى إلقاء حذاء في وجه جابر، أثناء حديثه قبل أن يرتبك، دون توضيح تفاصيل أكثر حول الواقعة.

وأمس السبت، أفاد مصدر في الحكومة اليمنية الشرعية، للأناضول، أن عبد السلام جابر، وزير ما يسمى بحكومة "الحوثيين" غير المعترف بها دوليا، انشق عن الجماعة، ووصل إلى العاصمة السعودية الرياض.

من جهتها أعلنت حكومة "الحوثيين" المشكلة في العاصمة صنعاء، أمس أيضا تعيين عضو "المكتب السياسي" للجماعة، ضيف الله الشامي، "وزيرا للإعلام"، خلفا للوزير المنشق عبد السلام جابر.