واشنطن - تونس اليوم
أبلغت سفارة الولايات المتحدة في كابول موظفيها إتلاف الوثائق الحساسة والرموز الأميركية التي يمكن أن تستخدمها حركة طالبان لأغراض دعائية، مع اقتراب متمردي الحركة من العاصمة الأفغانية. وفي مذكرة تم تسريبها ،أبلغ مسؤول في السفارة الموظفين مكان وجود المحرقة وغيرها من معدات إتلاف الوثائق. وجاء في المذكرة أن الإتلاف يجب أن «يتضمن الأغراض التي تحمل شعار السفارة أو الوزارة والأعلام الأميركية والأشياء الأخرى التي يمكن استخدامها لأغراض الدعاية».
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية أن هذا إجراء طبيعي في حالة تقليص الوجود الدبلوماسي للولايات المتحدة في بلد ما. وقال: «إن تقليص عدد الموظفين في ممثلياتنا الدبلوماسية في كل أنحاء العالم يتبع إجراء معيارياً». وتشعر الولايات المتحدة بقلق حيال التقدم السريع لعناصر طالبان الذين سيطروا على أكبر المدن في البلاد وباتوا قريبين من كابول. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن كابول لا تواجه على ما يبدو «خطراً وشيكاً» رغم التقدم السريع لطالبان.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، للصحافيين إن «كابول لا تشهد حالياً أجواء خطر وشيك»، رغم إقراره بأن طالبان «تحاول عزل كابول». مسؤولين أميركيين لوكالة «رويترز» للأنباء، إن إدارة الرئيس جو بايدن تجري محادثات سرية مع عدد من الدول أكبر مما هو معروف في محاولة يائسة لتأمين اتفاقات توفر المأوى بشكل موقت للأفغان المعرضين للخطر، الذين كانوا يتعاونون مع الحكومة الأميركية. وتسلط المناقشات التي لم يُسمع عنها من قبل مع دول مثل كوسوفو وألبانيا الضوء على رغبة إدارة بايدن في حماية الأفغان الذين ارتبطوا بالولايات المتحدة من انتقام «طالبان» لحين استكمال الموافقة على تأشيراتهم الأميركية.
وفي الوقت الذي تُحكم فيه «طالبان» قبضتها على أفغانستان بسرعة مذهلة، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الخميس، أنها سترسل 1000 فرد إلى قطر، لتسريع إجراءات حسم طلبات الحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة. ويحق للأفغان الذين عملوا مترجمين فوريين وفي وظائف أخرى لصالح الحكومة الأميركية التقدم للبرنامج. وأُجلي حتى الآن حوالي 1200 أفغاني إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يرنفع العدد إلى 3500 في الأسابيع المقبلة بموجب «عملية ملاذ الحلفاء»، وذهب البعض إلى قاعدة عسكرية أميركية في فرجينيا لاستكمال أوراقهم، فيما توجه آخرون مباشرة إلى مضيفين أميركيين.
وبدافع من الخوف من أن تؤدي مكاسب «طالبان» إلى زيادة التهديد لحياة المتقدمين للحصول على التأشيرات وما زالوا ينتظرون درسها، تبحث واشنطن عن دول ثالثة لاستضافتهم لحين الانتهاء من نظر أوراقهم ليتسنى لهم السفر إلى الولايات المتحدة. وقالت كريش أومارا فيناراجاه رئيسة المنظمة اللوثرية لخدمات الهجرة واللاجئين، «من المقلق للغاية غياب خطة حقيقية لإجلاء الحلفاء الذين أصبحوا عرضة للضرر». وأضافت: «إنه لأمر محير لماذا استغرقت الإدارة كل هذا الوقت في تأمين هذه الاتفاقات».
وقال مسؤولان أميركيان، طلبا عدم الكشف عن اسميهما، إن الدول مترددة في استقبال الأفغان بسبب مخاوف بشأن دقة الفحص الأمني والفحص الصحي الخاص بـ«كوفيد - 19» قبل السماح لهم بالتوجه إليها. وكانت إدارة بايدن تستكشف إقناع قازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان باستقبال آلاف المتقدمين لكن هذه الجهود لم تُحرز تقدماً يُذكر. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، «هناك مخاوف قد تتوقعها، وهي من هم هؤلاء الأشخاص؟ كيف تعرف هؤلاء الأشخاص؟ هل يمكن أن تضمن حصولهم على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة؟ من الذي سيرعى هؤلاء ويقوم بإطعامهم؟ ماذا يحدث إذا خرج هؤلاء الأشخاص من هذه المنشأة التي نقلوا إليها؟».
وامتنع المسؤول عن تأكيد الدول التي تجري محادثات مع الولايات المتحدة. وقال مسؤول أميركي ثان وشخص آخر مطلع، إن اتفاقاً لإيواء نحو ثمانية آلاف أفغاني في قطر، التي تستضيف قاعدة عسكرية أميركية كبيرة، كان وشيكاً منذ أسابيع لكن لم يتم الإعلان عن اتفاق رسمي بعد. ويحذر المسؤولون من أن وتيرة أي اتفاقيات محتملة قد تتعثر بسبب الوضع الذي يتغير بسرعة في أفغانستان. وقال مسؤولون إن إحجام بعض الدول دَفَع الإدارة إلى مناشدة دول أخرى قد تكون على استعداد للمساعدة إذا قدمت واشنطن بعض الدعم.
وقالت مصادر إن الولايات المتحدة عرضت امتيازات اقتصادية وسياسية على كوسوفو لاستقبال عدة آلاف من الأفغان، لكن هناك مخاوف في واشنطن بشأن قدرتها على إيواء الأفغان. ولم ترد وزارة الخارجية في كوسوفو على طلب للتعليق. ولم ترد سفارات ألبانيا وقازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان على الفور على طلب للتعليق. ولا يمثل 1200 أفغاني تم إجلاؤهم سوى جزء بسيط من 21 ألف شخص تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة، ولا تزال إدارة بايدن تواجه صعوبة في العثور على أماكن مؤقتة لمن تم إجلاؤهم.
ويقدر البعض العدد الإجمالي للأشخاص المؤهلين للإجلاء في إطار برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة بما يتراوح بين خمسين ألفاً وثمانين ألفاً عندما يتم تضمين أفراد الأسرة.
قد يهمك ايضا:
إدانة أميركية "للفظائع" الرمتكبة في إقليم تيغراي الإثيوبي
الخارجية الأميركية تؤكد أن واشنطن ما زالت مصممة على علاقتها بالسعودية