المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء

غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء، أمس، متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء كبار المسؤولين اليمنيين وفي مقدمهم الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد يومين قضاهما في المساعي لدى قادة الجماعة "الحوثية" من أجل تنفيذ اتفاق السويد، والترتيب لجولة جديدة من المشاورات، وسط حالة من الصمت الأممي إزاء تعنت الجماعة واستمرارها في تعزيز تحصيناتها بالخنادق والأنفاق وقطع الشوارع. وقال مصدر مطلع: إن المبعوث من المرتقب أن يلتقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وسيبحث معه ملفات استوكهولم والمشاورات المقبلة.

وبحسب المصادر الحوثية الرسمية، توج غريفيث لقاءاته في صنعاء بلقاء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي زعمت وسائل إعلامه أنه أشار إلى العراقيل والإعاقات والخروقات التي تواجه اتفاق ستوكهولم من قِبل الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.

وزعمت الميليشيات الحوثية، أن اللقاء بين زعميها وغريفيث تطرق إلى الاستعدادات للجولة القادمة والتحضير لها والتهيئة اللازمة بما يؤدي إلى عقد حوار سياسي ناجح يسوده الجدية والحرص على تحقيق السلام.

أقرأ يضًا

- الحكومة اليمنية الشرعية تؤكد رفضها كلَّ ما ينتقص من سيادة الدولة على أراضيها

وكان غريفيث وصل السبت إلى صنعاء للضغط على الجماعة الحوثية لإلزامها بتنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، وسط محاولة من قبل الجماعة للمناورة بملف مطار صنعاء ولإقناع غريفيث بمسرحية الانسحاب الصوري من ميناء الحديدة.

وشملت لقاءات المبعوث الأممي كبار قيادات الجماعة، ومن ضمنهم رئيس مجلس حكمها مهدي المشاط، ورئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، إضافة إلى وفد الجماعة في مشاورات السويد، ورئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور، ووزير خارجية الانقلاب هشام شرف.

ووفقاً للأخبار البروتوكولية التي بثتها المصادر الحوثية للقاءات غريفيث مع قادتها، سيطر الحديث عن الجوانب الإنسانية وفتح مطار صنعاء ورواتب الموظفين على مجمل النقاش، مع اعتبار أن الجماعة أوفت بالتزامها فيما يخص تسليم ميناء الحديدة وإعادة الانتشار.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلها رئيس فريق المراقبين الدوليين ورئيس اللجنة المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار الجنرال الهولندي كوميرت باتريك، منذ وصوله المدينة في 24 من الشهر الماضي، فإن الجماعة أصرت على موقفها بخصوص ما قامت به من انسحاب صوري، إلى جانب منعها فتح الطرق أمام مرور المساعدات الإنسانية المتجهة من الحديدة إلى صنعاء عبر المنفذ الجنوبي الشرقي.

وفي الوقت التي تحدثت فيه مصادر سياسية عن اعتزام غريفيث التنسيق لاجتماع بين ممثلي الشرعية والحوثيين لإكمال النقاش حول الملف الاقتصادي ومطار صنعاء ورواتب الموظفين، توقعت مصادر رسمية كويتية أن تكون الكويت مكاناً لاستضافة أي جولة مشاورات يتم التوقيع فيها على اتفاق للسلام. وتستبعد المصادر الحكومية اليمنية الرسمية الذهاب إلى جولة جديدة من المشاورات قبل أن تقوم الجماعة بتنفيذ اتفاق السويد بشأن الأسرى والمعتقلين، وحول الانسحاب من الحديدة وموانئها، وإعادة الانتشار تحت إشراف أممي.

ويرجّح الكثير من المراقبين، أن الجماعة الحوثية تلعب على عامل الوقت فقط دون نية الانسحاب الفعلي من الحديدة، بخاصة مع ما رصده المراقبون المحليون وعدسات الصحافيين من استمرار الجماعة في بناء التحصينات وحفر الخنادق داخل المدينة وإغلاق شوارعها بالحاويات الحديدية التي استولت عليها من الميناء بعد نهب ما فيها من بضائع.

طبقاً لمصادر محلية في المدينة تحدثت إلى "الشرق الأوسط"، يعاني قادة الميليشيات من مخاوف كبيرة، يرجح أنها هي التي دفعتهم إلى تعزيز تحصيناتهم خشية نفاد صبر القوات الحكومية واتخاذ قرار من قبل الأخيرة باستمرار العمليات العسكرية لانتزاع المدينة والميناء بالقوة. وذكرت المصادر، أن الجماعة استمرت في الأيام الماضية في استقدام المسلحين إلى المدينة، والقيام بعمليات إحلال شاملة لعناصرها في أجهزة الأمن وأقسام الشرطة، بعد إلباسهم زي قوات الأمن الرسمي، بالتوازي مع عمليات حفر الأنفاق والخنادق. وقامت الجماعة باستئجار المئات من العمال في المدينة من أجل المشاركة في حفر الخنادق والأنفاق، مقابل أجر يومي قدره 4 آلاف ريال (أقل من 10 دولارات) و6 آلاف ريال، للعمل قرب المناطق القريبة من خطوط التماس.

ويقدر المراقبون أن مغادرة المبعوث الأممي صنعاء صامتاً دون الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام، يشي بأنه تلقى ردوداً مخيبة للآمال من قبل قيادات الجماعة الحوثية التي تمكنت من التقاط أنفاسها في الحديدة، وأعادت ترتيب صفوفها للصمود أكثر في مواجهة القوات الحكومية حال تجدد العمليات العسكرية.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء، أن غريفيث رفض خلال لقاءاته مع قيادات الجماعة، أمس، الإجراء الأحادي والصوري الذي زعمت أنها قامت خلاله بتسليم ميناء الحديدة، وطالب بأن تتم الخطوات بناءً على الخطة التي وضعها رئيس فريق المراقبة ولجنة تنسيق الانتشار برئاسة كوميرت. وأفادت المصادر، بأن غريفيث ناقش مع قيادات الجماعة الحوثية النقاط الخلافية في الاتفاق؛ في مسعى منه لبلورة مخرج توافقي بعد زيارته المرتقبة إلى الرياض للقاء الرئيس هادي وقيادات الحكومة الشرعية.

وتوقعت مصادر يمنية عودة الجنرال الهولندي كوميرت إلى الحديدة، لمواصلة الجهود الأممية تنفيذ اتفاق السويد، وفق الخطة التي كان اقترحها على ممثلي الجماعة الحوثية والحكومة الشرعية، بعد أن كانت اصطدمت مساعيه بتصلب حوثي خلال اللقاءات التي انتهت الجمعة الماضي دون إحراز أي اختراق.

التحالف يرصد 368 خرقاً حوثياً لوقف إطلاق النار في الحديدة

أكد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران غير جادة في تطبيق اتفاق السويد، والذي ينص على انسحابها من الحديدة، وتسليم كل الموانئ للشرعية.

وأوضح العقيد المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس (الاثنين)، في الرياض، أن الانقلابيين في اليمن يقومون بحفر الخنادق في محافظة الحديدة، وهو ما يدل على نيتها عدم تطبيق اتفاق السويد، وعرض خلال المؤتمر صوراً لعمليات حفر الأنفاق في الخوبة التابعة للحديدة.

وكشف المتحدث باسم التحالف أن الميليشيات الحوثية استخدمت العديد من الأسلحة المحظورة منذ توقيع اتفاق السويد، إلى جانب نشر القناصين، كما تم إطلاق صاروخين باليستيين في بداية تنفيذ الاتفاق. وتابع المالكي خلال المؤتمر الصحافي أن التحالف رصد 368 خرقاً من جانب الحوثيين لوقف إطلاق النار في الحديدة منذ توقيع اتفاق السويد.

وبخصوص فتح الممرات الإغاثية الوارد في اتفاق السويد، أشار المالكي إلى أنه تم إصدار 486 أمر تأمين لتحركات المنظمات الإغاثية في الداخل اليمني، مؤكداً في ذات الوقت تقديم الدعم الكامل للمنظمات الإنسانية وبرنامج الغذاء العالمي، وكل التسهيلات للفريق الأممي في الحديدة.

وعن موقف العمليات العسكرية، كشف العقيد تركي المالكي عن تدمير منظومة اتصالات تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة صعدة بمديرية رازح في الأيام القليلة الفائتة، مؤكداً أن الجيش الوطني اليمني مستمر في عملياته التعرضية الهجومية، حيث يحاصر الجيش في محور باقم مركز المديرية استعداداً لاقتحامها، فيما تمكنت قوات الجيش بدعم من التحالف في محور كتاف من السيطرة على سلسلة جبال رصيفات، كما تواصل طريقها للسيطرة على مركز مديرية كتاف.

وعلى غرار ذلك، نفذت قوات الجيش الوطني في محور البقع عمليات تعرضية هجومية جرى السيطرة خلالها على وادي سلبا، بينما جرى تنفيذ عمليات تعرضية من قبل الجيش الوطني في محور الظاهر حيث سيطر الجيش خلالها على المديحيم وأم نعيرة، فيما تستمر عمليات الجيش اليمني الهجومية في محور منبه، حيث جرى خلال العمليات السيطرة على بقعة بني صفوان ومعتق العلم وقرية آل علي.

وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني اليمني بدعم من التحالف نفذت عمليات تعرضية في حجة، جرى إثرها السيطرة على جبال الحصنين، والمحصان، وقرية الحوثلة، والراحة، وعرس الوهاب، مفيداً بأن العمليات العسكرية مستمرة في محور الملاحيظ باتجاه مران.

وأوضح أن قوات الجيش الوطني «تقوم باشتباكات مع ميليشيا الحوثي الإرهابية في جبهة صرواح»، مشيراً إلى أن الجيش في يوم الاثنين 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تمكّن من إسقاط طائرة استطلاع تابعة لميليشيا الحوثي في أتياس، كما جرى تنفيذ عمليات تعرضية في جبهة أطهف كبّد فيها العدو خسائر في العتاد والأرواح، كما جرى الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة تابعة لميليشيا الحوثي.

وتطرق إلى العمليات الهجومية التي نفذها الجيش الوطني على مواقع العدو في محور فرضة، جرى خلالها السيطرة على موقعين في شرق العصيدة، فيما لا تزال وحدات الجيش الوطني في الحديدة تحافظ على الأراضي التي جرى تحريرها سابقاً، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تدعم الجيش الوطني اليمني لإعادة الانتشار في الحديدة، حسب اتفاق استوكهولم.

واستعرض جملة من العمليات الهجومية لاستهداف بعض عناصر ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران ومواقع تابعة لها في عدد من المحافظات.

يذكر أن عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقت باتجاه المملكة منذ بداية العمليات العسكرية حتى الآن بلغ 213 صاروخاً، كما وصل عدد المقذوفات إلى 69414 مقذوفاً، فيما بلغ إجمالي خسائر ميليشيا الحوثي التابعة لإيران من مواقع وأسلحة ومعدات، 398، خلال الفترة من 24 ديسمبر (كانون الأول) 2018 حتى 7 يناير (كانون الثاني) 2019، بينما وصل عدد القتلى إلى 1162 قتيلاً.

وفي جازان، زار الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد، نائب أمير منطقة جازان، طفلاً سعودياً تعرض لإصابة جراء انفجار لغم أرضي من ألغام الميليشيات الحوثية في جازان جنوبي البلاد، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وكان الدفاع المدني بجازان قد أعلن، أول من أمس، تلقيه بلاغاً عن تعرض عائلة لانفجار لغم أرضي من الألغام التي تزرعها الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران بالداخل اليمني.

وأضاف الدفاع المدني أن اللغم جرفته السيول المنقولة إلى داخل حدود المملكة، في أثناء مرور العائلة بمركبتهم في محافظة العارضة مما نتج عنه وفاة طفل يبلغ 10 أعوام، وتعرض طفلان آخران لإصابات خطيرة، وأصيبت امرأة بإصابة متوسطة. وقال الدفاع المدني إن جميع الضحايا سعوديون، وتم نقلهم إلى المستشفى، كما تم تنفيذ الإجراءات المعتمدة في مثل هذه الحالات.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- عبدربه منصور هادي يناقض مع السفير السعودي مستجدات الأوضاع في اليمن

- "الرئاسة اليمنية" تؤكد هادي بصحة جيدة ولا صحة للأكاذيب مطلقا