القوات الأميركية في أفغانستان

اقتربت الولايات المتحدة الأميركية وحركة "طالبان" الأفغانية، من التوصل إلى اتفاق سلام يسمح للقوات الأميركية بالانسحاب من أفغانستان، وفق ما أعلنه المفاوضون من الجانبين.

وذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية، أن الخطة التي تم إعدادها يمكن أن تشكل الأساس لانسحاب أميركي كامل من أفغانستان ، بعدما كانت الولايات المتحدة تقاتل جماعة "طالبان" منذ 17 عاماً . وبعد ستة أيام من محادثات جرت في قطر الأسبوع الماضي ، توصل المفاوضون الى اتفاق أبدت فيه "طالبان" تأكيدها على منع الجماعات الدولية المتطرفة وأولها تنظيم "داعش" من استخدام أفغانستان لشن هجمات في البلاد، وبالتالي الالتزام بوقف إطلاق النار وبدء المحادثات مع الحكومة الأفغانية.

وقال خليل زاد، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الاثنين:  "لدينا مسودة لإطار العمل الذي يتوجب تجسيده قبل أن يتحول لاتفاق". وأضاف  :"طالبان التزمت بشكل مرض لنا بالقيام بما يلزم لمنع تحول أفغانستان لمنصة للإرهابيين الدوليين". وتابع زاد:  "لقد شعرنا بثقة كافية بأننا بحاجة لإنهاء هذا الأمر"

أقرا أيضًا: مقتل 8 من أفراد الجيش الأفغاني وأسر 10 آخرين في هجوم لطالبان

من جانبه قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، إن "المفاوضات لا تزال جارية، وأن الإطار الذي تمت صياغته ليس سوى الخطوة الأولى نحو التوصل إلى اتفاق سلام".

وأضاف المسؤول الذي لم يذكر اسمه، إن "ممثلي طالبان طلبوا مهلة للتحدث مع قيادة الحركة واتخاذ موقف نهائي من الاتفاق".ومع ذلك ، يبدو أن جميع الأطراف يقتربون من التوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي تعد سلسلة من سلسلة محادثات السلام المتعثرة منذ حوالي تسع سنوات.

وعلى الرغم من أن تقارير الأسبوع الماضي اقترحت موافقة الولايات المتحدة على الانسحاب الكامل لقواتها ، إلا أن المسؤولين الأميركيين صرحوا بأنه لم يتم تحديد بنود معينة في هذا المجال. كما أوضح ممثلون أميركيون كبار أن المحادثات الجديدة رفيعة المستوى ستبدأ في أواخر فبراير/شباط ، حيث قد يسبق العمل على التفاصيل الفنية الخاصة بصفقة مستقبلية.

وبعد ستة أيام من المحادثات في الدوحة ، قطر ، عاد خليل زاد إلى كابول للتشاور مع الحكومة الأفغانية التي لم تكن ممثلة في المحادثات لأن طالبان تعتبر حكومتها دمية بالنسبة للولايات المتحدة.

 و في سلسلة من التغريدات يوم السبت ، أعلن خليل زاد أنه أطلع الرئيس الأفغاني أشرف غني بشأن ما توصلت إليه المفاوضات، مؤكدا أن أي اتفاق يجب أن يشمل محادثات بين الأطراف الأفغانية، ووقفا شاملا لإطلاق النار.

وكتب زاد يقول: "لن يتم الاتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء"، وأضاف أن "كل شيء" قد يتضمن حوارًا بين الحكومة الأفغانية وطالبان".

وفي خطاب وطني ، قال غني أنه "لا يجب التسرع في الموافقة على أي اتفاق سلام"، رغم أنه أعرب عن رغبته في إنهاء القتال. وأضاف غني: "نريد السلام سريعا ونريده قريبا لكننا نريده بحذر.. الحكمة مهمة حتى لا نكرر أخطاء الماضي".

ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس" ، أضاف الرئيس الأفغاني: "هناك قيم غير قابلة للنزاع ، مثل الوحدة الوطنية ، السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية". وحذر غني من أن أي "مناقشات حول أي حكومة مؤقتة مستقبلية أو أي اتفاق آخر لتقاسم السلطة يجب أن يتم بحثه فقط في المحادثات المباشرة بين ممثلي أفغانستان وطالبان".

وقال خليل زاد لصحيفة "التايمز" إنه كان "يحاول إقناع طالبان بالتفاوض على العلاقة المستقبلية مع كابول مباشرة"، ونفى أن تكون فكرة تشكيل حكومة مؤقتة قد ناقشها ممثلو الولايات المتحدة.

وقد يهمك أيضًا: 

مقتل الملا يعقوب نجل مؤسس "طالبان" بباكستان

مقتل قائد عسكري في شبكة حقاني ومسؤول في حركة "طالبان"