الرئيس اللبناني ميشال عون

أكد الرئيس اللبناني، ميشال عون، مساء الأربعاء، أن بلاده لم تعد تمتلك رفاهية إضاعة الوقت في أزمة تشكيل الحكومة.  ودعا في كلمة وجهها الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى 75 لاستقلال لبنان التي تصادف اليوم الخميس، كل المسؤولين والأحزاب والتيارات والمذاهب في البلاد لنبذ الخلافات، ووضع "مصالحنا الشخصية جانبا، ونبرز حس المسؤولية تجاه من أوكلنا مصيره".

واعتبر عون في خطابه، أن "المواطن اللبناني "سئم كل الوعود ويكاد ييأس من تناتش المصالح، ومل عدم اكتراث أصحاب القرار بمخاوفه وبطالته وحقوقه وأحلامه المكسورة"، وأضاف مشددا: "من واجبنا أن نطمئنه إلى غده، أن نتآلف في المجلس النيابي والحكومة وننكب ليلا ونهارا على التخطيط والعمل لإنقاذ وطننا اقتصاديا، واجتماعيا، وبيئيا وأخلاقيا".

وأكد أن لبنان يعيش اليوم "أزمة تشكيل حكومة" سبق أن مر بها في السنوات الماضية و"تحصل في دول عريقة في الديمقراطية والحضارة"، وتابع: "لكنها تخسرنا الوقت الذي لا رجعة فيه... وإذا كنتم تريدون قيام الدولة، تذكروا أن لبنان لم يعد يملك ترف إهدار الوقت".

وأشار إلى وجوب الانصراف لمعالجة الوضع الاقتصادي الضاغط، موضحا أن "قوة الأوطان الحقيقية لا تقاس فقط بإمكاناتها العسكرية بل باقتصادها الحقيقي ونموه المستدام ومدى تأقلمه مع التطور والتحديث". وتعهد عون بأنه سيعمل شخصيا على "دفع عجلة الاقتصاد قدما، وترشيد النفقات، وسد مزاريب الهدر، وتحسين الخدمات والبنى التحتية"، بالتعاون مع رئيس الوزراء، سعد الحريري، لافتا إلى أنه يعتزم أيضا متابعة الانكباب على ملاحقة ملفات الفساد.

وعلى الرغم من مرور أكثر من 6 أشهر على الانتخابات البرلمانية في لبنان، إلا أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لم يتمكن بعد من تشكيل الحكومة الجديدة بسبب شروط ومطالب يطرحها الأفرقاء اللبنانيون وأبرزها اشتراط "حزب الله" توزير أحد نواب السنة المقربين منه ومن الحكم السوري والمعارضين للرئيس الحريري. وأثار التأخير مخاوف بشأن الاقتصاد اللبناني المثقل بالديون، فضلا عن زيادة الخلافات مع إسرائيل حول حقول الغاز والنفط في مياه متنازع عليها في المتوسط. 

ويتعين تشكيل حكومة جديدة قبل أن يشرع لبنان في إصلاحات مالية كبرى قال صندوق النقد الدولي في يونيو/ حزيران إن "هناك حاجة ماسة لها لعلاج مسألة ديون البلاد".