وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو

عاد الملف اليمني بقوة إلى الواجهة، بعد دعوة أميركية لاستئناف المشاورات السياسية في السويد خلال شهر، بالتزامن مع هدنة جديدة تستبق اجتماع الفرقاء الذين لم يجلسوا حول طاولة واحدة منذ تعطيل الحوثيين الحل الأممي خلال مشاورات الكويت في أغسطس/آب 2016.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان: "حان الآن وقت وقف الأعمال القتالية بما في ذلك الضربات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون على السعودية والإمارات". وأضاف في بيان: "بعد ذلك، ينبغي أن تتوقف الضربات الجوية للتحالف في كل المناطق المأهولة باليمن".

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس الأربعاء، أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر، وذلك غداة دعوة أميركية مماثلة. وقال غريفيث في بيان نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ما زلنا ملتزمين جمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، لكون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل".

وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس دعا الثلاثاء إلى وقف لإطلاق النار في اليمن ومشاركة جميع أطراف النزاع في مفاوضات تعقد في غضون الثلاثين يوماً المقبلة. كما طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في البيان الذي نشر فجر الأربعاء، إلى وقف الأعمال القتالية في اليمن، وقال إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل.

وكان وزير الخارجية الأميركي أبلغ الكونغرس الأميركي بأن السعودية والإمارات تعملان على تقليص الخسائر في صفوف المدنيين باليمن، بينما أشار ماتيس سابقا إلى إبداء السعودية والإمارات استعداد تبني مساعي غريفيث بهدف إيجاد حل للصراع عن طريق التفاوض.

وقال: "ينبغي أن نتحرك صوب مساع للسلام هنا. ولا نستطيع القول إننا سنفعل ذلك في مرحلة ما من المستقبل. علينا أن نقوم بذلك خلال الأيام الثلاثين المقبلة". ورحّب غريفيث في بيانه بالدعوات الأميركية، وقال: "أحثّ جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بنّاء في جهودنا الحالية لاستئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة".

بدورها، أيدت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا دعوة الولايات المتحدة إلى وقف التصعيد في اليمن. وقالت للبرلمان أمس الأربعاء: "بالتأكيد... ندعم الدعوة الأميركية لوقف التصعيد في اليمن... لن يكون لوقف إطلاق النار في أنحاء البلاد تأثير على الأرض إن لم يرتكز على اتفاق سياسي بين الأطراف المتحاربة"، وفقا لما أوردته "رويترز"، في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "هذا إعلان محل ترحيب شديد لأننا نعمل منذ وقت طويل من أجل وقف الأعمال القتالية في اليمن".

وأعلنت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم بدورها، استعداد بلادها لاستضافة محادثات ترعاها الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والانقلابيين الحوثيين في اليمن. وقالت فالستروم في تصريح للإذاعة السويدية، خلال زيارة للعاصمة النرويجية أوسلو: "تلقينا استفسارا من الأمم المتحدة بشأن إمكانية أن تكون البلاد مكانا يستطيع المبعوث الأممي جمع الطرفين فيه".

وأضافت: "علينا أن نتذكر أن هذه هي أكبر أزمة إنسانية في العالم، ولطالما دعمنا في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، جهود مارتن غريفيث، ومن الجيد محاولة بذل جهد لترتيب محادثات سياسية". ورفضت فالستروم التعليق على موعد المفاوضات، وقالت إن العملية من المفترض أن تبدأ بعد وقف إطلاق النار.

وأعادت التصريحات الغربية والأممية بإمكانية استئناف المشاورات مع الميليشيات الحوثية هذا الملف إلى رأس أولويات نقاشات الحكومة وقيادة الشرعية في سياق الاستعداد للجولة المقبلة.

وأفادت المصادر الرسمية بأن نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر التقى أمس في الرياض وزير الخارجية خالد اليماني، للاطلاع على سير عمل وزارة الخارجية وأداء البعثات الدبلوماسية والجهود المبذولة لإيصال صوت الشرعية للخارج.

وفيما استمع الأحمر إلى تقرير عن الجهود المبذولة والأنشطة والفعاليات المختلفة للوزارة، شدد على ضرورة مضاعفتها والتأكيد دوماً على حرص الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي على إحلال السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث وعدم التنازل عن أي منها بما يحقق إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية. وأشار نائب الرئيس اليمني إلى تجاوب الشرعية مع دعوات السلام وحضور الوفد الحكومي مشاورات جنيف الأخيرة بناءً على دعوة المبعوث الأممي، في حين رفض الحوثيون الحضور مما يعكس حالة استهتارهم بجهود السلام وإصرار الجماعة على المضي في زيادة معاناة المواطنين.

وأوضح الأحمر - بحسب وكالة "سبأ" أن المعركة التي يخوضها اليمنيون اليوم بدعم التحالف هي حرب دفاعية فرضتها الميليشيات الانقلابية واقتضتها ضرورة الموقف ومستوى التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي على مرجعيات اليمنيين وأمن اليمن والمنطقة. وأفادت المصادر الرسمية اليمنية بأن الأحمر ناقش مع اليماني المستجدات على مختلف الأصعدة وتجاوب الشرعية المستمر مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وحرص القيادة السياسية والحكومة الشرعية على التخفيف من معاناة اليمنيين التي تتضاعف يوماً بعد آخر بفعل استمرار الممارسات الهمجية للحوثيين.

يشار إلى أن المبعوث الأممي أورد في بيانه أنه سيواصل العمل مع جميع الأطراف للاتفاق على خطوات ملموسة لتجنيب كل اليمنيين النتائج الكارثية لاستمرار الصراع، وللتعامل على وجه السرعة مع الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، مضيفا: أحث جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بناء مع جهودنا الحالية لاستئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة، من أجل التوصل لاتفاق على إطار للمفاوضات السياسية وعلى تدابير لبناء الثقة، والتي تتضمن على وجه الخصوص: تعزيز قدرات البنك المركزي اليمني وتبادل الأسرى وإعادة فتح مطار صنعاء. وما زلنا ملتزمين بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، لكون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل.

وذكر البيان أن المبعوث الخاص يعبر عن تفاؤله بالانخراط الإيجابي لكل من الحكومة اليمنية وأنصار الله مع جهوده، ويؤكد عزمه مواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية في المنطقة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة لإنهاء الصراع في اليمن.