بغداد ـ نهال قباني
تشهد بغداد حركة سياسية إقليمية تتركز على جملة مواضيع أبرزها مسألة النفط والكهرباء. ففيما يواصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته التي بدأها أول من أمس الأحد إلى العراق، والتي من المتوقع أن تستمر إلى الخميس، وصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس الاثنين إلى بغداد في زيارة رسمية.
المباحثات التي يجريها كل من الملك عبد الله الثاني وظريف تتمحور، طبقاً للمصادر العراقية، حول ملفات داخلية مشتركة، عناوينها الرئيسية النفط والطاقة والحدود، وخارجية تتمحور حول الموقف من قضايا المنطقة، لا سيما في ضوء بدء الانسحاب الأميركي من سورية، وإعادة تموضع القوات الأميركية في قواعد داخل الأراضي العراقية.
ويبدو أن ظريف بعد أن وجد أن الحضور الأردني إلى بغداد بدأ يتصاعد، لا سيما قيام الملك عبد الله الثاني شخصياً ومن قبله رئيس وزرائه عمر الرزاز بزيارة العراق، كُشف عن زيارة وشيكة للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العاصمة العراقية.
وكانت عَمَّان قد نفت أخباراً عراقية مؤخراً بشأن منع دخول المواطنين العراقيين إلى الأردن، ممن تحمل جوازاتهم الختم الإيراني أو الإسرائيلي، الأمر الذي عده المراقبون السياسيون محاولة من قبل جهات سياسية لعرقلة التقدم المتسارع في العلاقة بين بغداد وعَمان.
وبشأن الملفات التي بحثها العاهل الأردني مع الرئيس العراقي برهم صالح، يقول المتحدث باسم الرئاسة لقمان فيلي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، إن "النقطة الأساسية التي تم التركيز عليها في المباحثات هي تكملة الملفات التي جرى بحثها سابقاً، سواء خلال زيارة الرئيس صالح إلى الأردن، أو خلال زيارة رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إلى العراق"، مبيناً أنه "تم الاتفاق على استمرار الحوار بشأن قضايا أساسية، مثل الكهرباء والمنافذ الحدودية والمناطق الصناعية، بالإضافة إلى تقريب وجهات النظر بشأن قضايا السياسة الخارجية في المنطقة؛ خصوصاً في المسألة السورية".
اقرا ايضَا:
الرزاز يحدد أولويات الحكومة الأردنية في العام الجديد
وكان الرئيس صالح قد بحث مع الملك عبد الله الثاني أهمية أن تكون بغداد وعمان مرتكزاً أساسياً لتعزيز العلاقات بين الأشقاء العرب.
وقال بيان رئاسي إنه تم التأكيد "على عمق العلاقات التاريخية والأواصر المشتركة التي تربط العراق والأردن، وضرورة العمل من أجل الارتقاء بها وتطويرها، بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وتوسيع آفاق التعاون، بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة".
من جهته، يواصل وزير الخارجية الإيراني زيارته إلى العراق، التي تضمنت لقاءات مع معظم القوى السياسية والحزبية العراقية، بالإضافة إلى الرئاسات الثلاث. وتأتي زيارة ظريف إلى بغداد بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جورج بومبيو إلى بغداد وأربيل؛ حيث أجرى مباحثات وصفت بالناجحة مع القادة العراقيين، تصدرها الملف الإيراني، في سياق العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.
وطبقاً لما أعلنته السفارة الإيرانية في بغداد، فإن وفداً يضم نحو 35 شخصاً يرافق ظريف في زيارته التي ستستمر حتى الخميس. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها السفارة الإيرانية في بغداد تفاصيل كاملة عن حركة الوزير الإيراني، وطبيعة الوفد المرافق له، مما يعكس بالنسبة للمراقبين السياسيين قلق طهران من التحرك الأميركي الجديد حيال المنطقة، وكذلك من تكثيف زيارات كبار المسؤولين الأردنيين إلى العراق، وصلة ذلك بالعقوبات الاقتصادية التي تنوي واشنطن تكثيفها على إيران؛ فضلاً عن نهاية مهل التمديد الجديدة للعراق بشأن استيراد الكهرباء والغاز الإيرانيين.
وقال النائب في البرلمان العراقي عن كتلة المحور الوطني، عبد الله الخربيط، لـ"الشرق الأوسط"، إن "هناك امتعاضاً إيرانياً حيال الزيارات التي يقوم بها الأميركيون وغيرهم إلى العراق؛ لأنهم لا يريدون تحت أي ظرف خسارة العراق". وأضاف الخربيط أن "إيران من خلال تكثيف زيارات كبار مسؤوليها إلى العراق في الآونة الأخيرة، بعد زيارة بومبيو وبالتزامن مع زيارة الملك عبد الله الثاني، تريد أن تقول لكل هذه الأطراف، إنها ما زالت قوية في العراق، بينما يحاول الأميركيون تسويق مفهوم مختلف، يظهرون فيه كالطرف الأقوى بعد تغيير واضح في طبيعة استراتيجيتهم في المنطقة".
ودعا الخربيط القيادات العراقية إلى "استثمار هذا التنافس على العراق بين الأطراف المختلفة، عربية وإقليمية ودولية، لصالح البلاد، بشرط ألا يتطور إلى نوع من الصراع، بحيث نتحول نحن إلى ساحة لتصفية الحسابات".
وقد يهمك ايضَا:
السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان على مواجهة الإرهاب وترسيخ الاستقرار في المنطقة
الأردن ومصر يُشدّدان على تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي