الخرطوم ـ جمال إمام
أعلنت حكومة ولاية "نهر النيل" شمالي السودان، عن زيارة سيقوم بها الرئيس عمر البشير، غداً الثلاثاء، لمدينة "عطبرة" مهد الاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد. جاء ذلك في تصريح لوالي حاكم نهر النيل بالإنابة، حسن عمر، مساء الأحد، لتلفزيون "الشروق" .
وقال عمر إن "البشير سيحضر ختام فعاليات مهرجان الرماية القومي الـ 55 الذي تستضيفه قيادة سلاح المدفعية في مدينة عطبرة بالولاية". وكانت هذه المدينة أولى التظاهرات المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث أحرق المحتجون مقر الحزب الحاكم في المدينة.
وسط ذلك، أفادت مصادر إعلامية بأن السلطات السودانية أطلقت سراح جميع الأساتذة في "جامعة الخرطوم" الذين اعتقلوا أمس الأحد على خلفية مشاركتهم في وقفة تضامنية. وفي وقت سابق قال أستاذان جامعيان إن الأمن السوداني اعتقل عددا من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الخرطوم بعد مشاركتهم في احتجاجات ضد الحكومة.
أقرا أيضًا:الصادق المهدي يؤكد أن الحوار مع الحكومة السودانية وارد
وجاءت الاعتقالات ضمن موجة جديدة من المظاهرات في الخرطوم و"ود مدني" استجابة لدعوة من تحالف نقابات مهنية. وأكد شهود عيان أن قوات الأمن منعت أساتذة في الجامعة ومحاضرين من الخروج للتظاهر خارج الجامعة واعتقلت ثمانية منهم على الأقل. وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها أقدم وأعرق المؤسسات التعليمية السودانية في الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي.
وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها أقدم وأعرق المؤسسات التعليمية السودانية في الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي. وقد أجبرت السلطات باقي المتظاهرين على العودة إلى المبنى الاجتماعي للجامعة الذي حاصرته قوات الأمن وبداخله نحو 100 من أساتذة الجامعة والمحاضرين لنحو ثلاث ساعات.
وجاءت الاعتقالات ضمن موجة جديدة من المظاهرات في الخرطوم وود مدني، استجابة لدعوة من تحالف نقابات مهنية بالضغط على الرئيس عمر البشير للتنحي. كما شملت المسيرات (دنقلا وعطبرة وبورتسودان) ومدن أخرى، في حين عمدت الشرطة إلى فض التظاهرات التي توجهت للقصر الرئاسي، كما طاردت المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع. في المقابل، أكد المتظاهرون على "سلمية التظاهرات في هتافاتهم"
يذكر أن تلك الاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع تمثل أكبر حركة معارضة يواجهها البشير منذ توليه السلطة في انقلاب دعمه إسلاميون قبل نحو 30 عاماً.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، اعتمد الأحد، ترشيح 9 شخصيات لعضوية مفوضية الانتخابات. وقال وزير الإعلام، المتحدث باسم الحكومة جمعة بشارة، إن"اللجنة التنسيقية العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني اعتمدت في اجتماعها الأحد برئاسة رئيس الجمهورية ترشيحات أعضاء مفوضية الانتخابات"، وفقاً لوكالة السودان الرسمية للأنباء "سونا". ولم تشر الوكالة إلى أسماء الشخصيات التي اعتمدها الاجتماع.
وأضاف بشارة أن "الاجتماع اعتمد أيضاً ترشيح 9 أعضاء مجلس شؤون الأحزاب السياسية". وأشار إلى أن "رئيس الجمهورية سيدفع بأسماء المرشحين للمفوضية والمجلس للبرلمان للموافقة عليها"، دون تحديد موعد محدد.
وأضاف بشارة أن الاجتماع "أكد على المضي قدماً في الحوار الوطني حتى الانتخابات المقبلة في 2020". واعتبر أنه "لا بديل لواقع البلاد غير الحوار، وأي حديث خلافه تهديد للامن الوطني ومرفوض". ووفق المتحدث باسم الحكومة السودانية، فإن اللجنة وافقت على تشكيل مفوضية لمكافحة الفساد. وأشار إلى أن "اللجنة ناقشت الإجراءات الخاصة بالأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد، وتطرقت لـ"المؤامرات التي تحاك ضد السودان".
ومجلس شؤون الأحزاب السياسية معني بتسجيل الأحزاب السياسية في البلاد واعتمادها، وأيضا بفض النزاعات داخل تلك الأحزاب. وتشكلت اللجنة التنسيقية العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ويترأسها رئيس البلاد.
وأطلق البشير مبادرة للحوار الوطني في 27 يناير / كانون الثاني 2014، وتقول الحكومة إن عدد الأحزاب المشاركة فيه تتجاوز 100 حزب وحركة مسلحة. وقاطع الحوار الوطني، قوى سياسية ذات ثقل، وحركات مسلحة.
وقد يهمك أيضًا:
الرئيس عمر البشير يُؤكِّد أنَّ السودان يتعرّض لمؤامرة "خارجية"