القدس المحتلة - العرب اليوم
اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الإدارة الأميركية والسلطة الفلسطينية تخوضان المعركة لكسب الدعم العربي لمواقفهما تجاه خطة السلام الأميركية الجديدة المعروفة بـ"صفقة القرن".
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس، إلى أن كلا من الطرفين يحاول إقناع أكبر الدول العربية بالوقوف إلى جانبه تجاه مشروع السلام الذي من المتوقع أن يُعلن عنه بعد شهر رمضان، حيث تحاول إدارة الرئيس دونالد ترامب الفصل بين رد الفلسطينيين وباقي العالم العربي.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين عرب وأوروبيين تأكيدهم أن البيت الأبيض ينتظر أن يرفض الفلسطينيون خطة السلام الجديدة، غير أنه يأمل في أن تقبل بعض الدول العربية "صفقة القرن" كـ"أرضية للتشاور"، وتابعت مصادر الصحيفة أن الإدارة الأميركية تعتبر المبادرة مفيدة بالنسبة لجميع الأطراف وتثق بأن مشروع السلام قد يكسب الدعم الإقليمي بفضل "الفوائد" التي سيجلبها للفلسطينيين والدول المجاورة.
اقرأ أيضا:
"صفقة القرن" محور اهتمام اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية إشارتهم خلال لقاءات خاصة إلى "الرد العربي المتحفظ نسبيا" على قرار ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها من تل أبيب، معتبرين ذلك مؤشرا على أن العرب ربما لن يطرحوا موقفا موحدا رافضا لـ"صفقة القرن"، كمىا أشار الدبلوماسيون إلى أن موضع القلق الرئيسي للبيت الأبيض يتعلق برد الفعل الأردني والمصري المحتمل، خاصة وأن البلدين أعلنا مرارا عن رفضهما لأي مشروع سلام لا يشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
في الوقت نفسه، تشعر الإدارة الأميركية حسب الدبلوماسيين، بتفاؤل أكبر إزاء مواقف السعودية والإمارات تجاه "صفقة القرن"، وخاصة في ظل العلاقات الشخصية الطيبة بين صهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر الذي يعد مهندسا لمشروع السلام الجديد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وفي غضون ذلك، يبذل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساعيه لضمان عدم تخلي الزعماء العرب عن موقفهم الأصلي تجاه الاقتراحات الأميركية، حيث زار القاهرة مؤخرا للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي عقب زيارة الأخير إلى واشنطن.
وذكر دبلوماسيون عرب لـ"هآرتس" أن موضع القلق الرئيسي لعباس هو احتمال أن تتمكن الإدارة الأميركية من إقناع بعض الزعماء العرب بتغيير نهجهم من خلال منحهم امتيازات اقتصادية وأمنية، قائلين إن الرئيس الفلسطيني يعوّل على الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يعرف بموقفه التقليدي إزاء القضية الفلسطينية وتعهد بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين.
قد يهمك أيضا:
السلطة الفلسطينية تؤكد أن مصير "صفقة القرن" الفشل
"الخارجية الفلسطينية" تؤكّد أنّ أي خطة لا تُبنى على حل الدولتين مصيرها الفشل