واشنطن ـ يوسف مكي صرح وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يواجه الآن "أخر فرصة" لعقد اتفاق سلام عربية إسرائيلية، وحذر الوزير البريطاني من ضياع الفرصة لاسيما وأن الوقت المتبقي لتحقيق "حل الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية يمضي بسرعة، فيما أشار إلى أن تزامن إعادة انتخاب أوباما لفترة ولاية ثانية مع نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد فتح باب أمل ضيئل أمام إجراء تسوية سلمية، حيث أن الإدارة الأميركية الحالية يمكن أن تكون صاحبة آخر فرصة لتحريك العملية السلمية المطلوبة.
وقال هيغ في حديث له في حفل عشاء توديع وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون التي استقالت من منصبها، "إن معدل سرعة بناء المستوطنات الإسرائيلية إلى جانب السياسات اليمينية المتشددة في إسرائيل يؤذن بأن فرصة السلام المقبلة ، إن ظهرت بعد أربع سنوات من الآن ، ستكون بعد فوات الآوان".
وأضاف أيضًا "إننا بحاجة ماسة إلى قيام الولايات المتحدة بدفعة قوية جديدة مع بداية فترة الرئاسة الثانية لأوباما وبعد نتائج الانتخابات الإسرائيلية لاسيما وأن حل الدولتين يواجه خطر التلاشي على أرض الواقع في الشرق الأوسط".
و من جانبها تقول صحيفة "الديلي تلغراف" "إن تصريحات هيغ قد تكون بمثابة استشعار بتجدد الجهود الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط على يد جون كيري وزير الخارجية الأميركي القادم الذي سبق وأن قال في الأسبوع الماضي خلال جلسات الاستماع بمجلس الشيوخ الأميركي أنه يعتقد بوجود فرصة لاستئناف محادثات السلام".
و علق  هيغ على ذلك قائلاً "إنه ناقش هذا الموضوع كثيرًا في الماضي مع جون كيري وأعرب عن اعتقاده بأن كيري يتفهم جيدا الموضوع ويقدر مدى الحاجة إلى القيام بعمل ما في هذا المجال ، والوقت المتاح أمام تحقيق ذلك ، وأكد على أنه في حال عدم القيام بعمل ما الآن فإن حل الدولتين سوف يصبح أمرًا مستحيلا".
ومع ذلك فإنه من غير الواضح ما إذا كان أوباما، الذي تشغله أكثر مسألة الانسحاب من أفغانستان ومسألة الخطر النووي الإيراني، سوف يقتنع بمنح عملية السلام بعض من وقته وجهوده لاسيما وأن العديد من المراقبين يرى أن عملية السلام قد ماتت بالفعل.
و على صعيد آخر يقوم أوباما منذ إعادة انتخابه بتركيز جهوده وفكره على الشؤون الداخلية الأمر الذي بات يثير المخاوف من أن فترة الرئاسة الثانية سوف تشهد انحسارًا في التعامل مع الشؤون الخارجية وتراجع الدور القيادي للولايات المتحدة في العالم.
و على جانب آخر  أعرب هيغ عن قدر قليل من الثقة في حدوث تغيير في نغمة وأسلوب أوباما خلال الفترة الثانية من رئاسته واعتبر أنه من المبالغة الاعتقاد بأن الولايات المتحدة سوف تصبح أكثر انعزالية مستشهدا في ذلك إلى التدخل الأميركي في ليبيا والعمل على تطويق واحتواء الطموحات الإيرانية النووية.
و أردف "إنه غير مقتنع بان أميركا تتحول نحو الداخل" مشيرًا إلى أهمية ما يسمى بمحور آسيا في السياسة الخارجية الأميركية، وأعرب عن اعتقاده بأن أميركا سوف تظل تشارك في بدور رئيسي في القضايا الدولية في العالم وأن الغرب بلا ادني شك بحاجة إلى ذلك وإلى الزعامة الأميركية.
وفيما يتعلق بالمسألة الإيرانية قال هيغ "إنه لم ير أي مؤشر على وجود انفراجه محذرا الحكومة الإيرانية من تشديد العقوبات".
و على الصعيد السوري ، استعرض هيغ التعقيدات المرتبطة بأي تدخل عسكري في سورية، و عبر عن تحمسه لزيادة المساعدات الإنسانية ، كما أشار إلى بعض الضعف الذي ألم بالموقف الروسي من نظام الأسد، وأنه يلمح شرخا في الموقف الروسي وأكد على أن كل ما يخشاه الروس سوف يتحقق إذا ما استمر الوضع على هذا النحو .
و بشأن  احتمال انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهو أمر أعربت أميركا علنا عن انزعاجها بشأنه ، أفاد  هيغ "إنه لم يلمس أي "رد فعل سلبي" على خطاب ديفيد كاميرون الذي تعهد فيه بإجراء استفتاء في عام 2017 على عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.
و أضاف أيضًا "إن كل ما لمسه في الجانب الأميركي أنه ينظر إلى ذلك الموضوع من المنظور الصحيح وأنه يتفهم بصفة عامة احتياجات بريطانيا الديمقراطية في وقت يشعر فيه الشعب البريطاني بأنه حرم طويلا من مناقشة الاتحاد الأوروبي".