الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق يبدأ وفد سوداني رفيع المستوى، الجمعة، زيارة عمل إلى جوبا، تهدف رمي إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، في أعقاب اتهامات وجهتها الخرطوم إلى بعض الأطراف في حكومة الجنوب والجيش الشعبي بشأن تقديم مساعدات للجبهة الثورية وللحركات المسلحة، فيما تعهدت الحكومة السودانية العمل على إجهاض  مخططات الجبهة الثورية من خلال توحيد الجبهة الداخلية.  ويضم الوفد الرسمي السوداني إلى جوبا كلاً من: وزيرالخارجية علي كرتي، ومدير جهاز الامن والمخابرات الفريق أول محمد عطا، ومدير إدارة جنوب السودان في الخارجية السودانية السفير بدرالدين عبدالله، ومن المقرر أن ينقل الوفد رسالة من الرئيس عمر البشير إلى نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت، تتناول العلاقات بين البلدين، بعد اتهامات وجهها السودان لبعض الاطراف في حكومة الجنوب والجيش الشعبي  بتقديم مساعدات للجبهة الثورية وللحركات المسلحة، بعد اتفاق الجانبين على توقيف ذلك الدعم خلال إتفاقهما الأخير في آذار/مارس الماضي. وأكد وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، الدكتور أحمد بلال عثمان،    أن الحكومة تعي جيدًا مخططات الجبهة الثورية، وستعمل على إجهاضها من خلال توحيد الجبهة الداخلية. وقال الوزير السوداني، في برنامج بثته الإذاعة الرسمية، الجمعة، "إن الجبهة تمارس عدوانها على أساس إثني في أبو كرشولا، وأنها تحاول أن تجر الحكومة للدفاع عن أراضيها على الأساس نفسه، وهو أمر مرفوض، وأن الدولة واعية لذلك المخطط، وأن المتمردين يجدون الدعم اللوجستي والفني من قبل دولة الجنوب، وبخاصة في اعتداءاتهم الأخيرة على منطقتي أم روابه وأبو كرشولا، مشيرًا إلى عدم مشاركة قوات من دولة الجنوب في هذا العدوان". وأوضح عثمان، أن الحكومة أعلنت إدانتها لهذه الخطوة، وحثت جنوب السودان على فك الارتباط بينها و"الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال" (من مكونات الجبهة الثورية ) بصورة عملية وجادة، فيما كشف عن أن زيارة  وزير الخارجية السوداني علي كرتي  ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا إلى جوبا، الجمعة، تأتى في إطار الطلب من  حكومة دولة الجنوب على تجاوز الخروقات في اتفاق التعاون الموقع بين البلدين، والتوقف عن تقديم أي نوع من الدعم للمتمردين، مطالبًا القوى الدولية بممارسة المزيد من الضغوط على المتمردين من حركات دارفور للانضمام إلى مسيرة السلام. ودعا وزير الإعلام إلى التراضي بين مكونات المجتمع، وإعمال الحوار من أجل تجاوز التحديات الراهنة،  مضيفًا أنه "لا حوار مع المتمردين في ظل اعتداءاتهم على أم روابه وأبو كرشولا، ونهب الممتلكات وترويع الآمنيين"، متهمًا الجبهة الثورية بقتل الناس على الهوية في أبو كرشولا، ومحاولات جر الحكومة إلى التعاطي عرقيًا مع القضية، موضحًا أن المعركة الدائرة مع المتمردين هي معركة كل السودانيين، وبخاصة وأن المتمردين يريدون فرض أجندتهم بالسلاح، على الرغم من فرص الحوار المتاحة لهم لمعالجة القضايا، وأن القوات المسلحة تملك زمام المبادرة، وأنها قادرة على حسم التمرد،. وطالب بلال بضرورة استمرار دعم القوات المسحة ومؤازرتها للحفاظ على سيادة البلاد،  مؤكدًا أنها "ستدك كل مواقع التمرد، وأنها ستقوم بمهاجمة مواقعهم ولن تنتظر حتي يعتدي هؤلاء على منطقة من المناطق لتحاربهم، وأن هناك غرفة إعلامية لاطلاع الرأي العام على المعلومات والحقائق وإجهاض الشائعات"، فيما اتهم بعض الأطراف الدولية بتحريك المؤامرات من على البعد ضد السودان، واستخدام البعض لتنفيذ هذه المؤامرات. وأكد رئيس حكومة جنوب السودان، حرصه على إزالة التوتر على الحدود بين بلاده والسودان، وأعرب عند لقائه وفدًا من تحالف أحزاب المعارضة السودانية، الذي زار جوبا للمشاركة في واجب عزاء، عن شكره العميق لوفد المعارضة، وتعهد الحفاظ على العلاقات الأزلية بين الشعبين.  وضم وفد قوى المعارضة، الذي زار جوبا، أخيرًا، والتقى سلفاكير كلا من صديق يوسف من الحزب الشيوعي، وكمال عمر المحامي من "المؤتمر الشعبي"، وعبدالجليل الباشا من حزب "الأمة". وقال عضو تحالف المعارضة السودانية، ساطع الحاج، لـ"العرب اليوم"، إن الزيارة ليست حزبية، إنما تأتي بتكليف من التحالف لتقديم واجب العزاء على المستوى الإنساني في سلطان دينكا نقوك كوال دينق، الذي قتل في أبيي أخيرًا، بالإضافة إلى تقديم رسائل سياسية مفادها أن قوى التحالف ترفض حل القضايا بواسطة الاغتيال واستخدام الرصاص، وأنها مع حل سلمي لقضية أبيي المتنازع عليها بين البلدين، مؤكدًا أن "القضية تحل بواسطة أبنائها، وليست بأيادي أجنبية، وأن هناك رسائل لتطييب الخواطر وللتباحث فعلاً في الوصول إلى حل، بإعتبار أن قوى التحالف لن تقف مكتوفة الأيدي وتترك الأمر لحكومة المؤتمر الوطني (الحاكم)، التي عجزت عن إيصال المنطقة إلى سلام دائم". وفي تعليق على زيارة كرتي إلى جوبا ، أضاف ساطع "إنها لا تعني شيئًا، لأن المؤتمر الوطني ظل ينقض العهود والمواثيق مع جنوب السودان، فالقصة ليست في الزيارة، ولكنها في إمتلاك إرادة حقيقية للوصول إلى بر الأمان، والمؤتمر الوطني لا يمتلك هذه الإرادة، ولا يريد أن يمتلكها أصلاً، فقد وقع اتفاقات مع الحركات الدارفورية ولم يلتزم بها، ووقع   اتفاقًا مع التجمع الوطني في القاهرة، ولم يلتزم باتفاقه، إذن القضية في توافر الإرادة".