صنعاءـ علي ربيع أقدم ،  على إقالة عدد من قادة القوات الجوية في بلاده، على خلفية  تزايد حوادث تحطم المقاتلات في الفترة الأخيرة، في وقت عاد رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة إلى صنعاء، الأحد بعد غياب خارج البلاد استمر نحو شهر سادت خلاله  الكثير من التكهنات بشأن اعتزام هادي تعيين رئيس جديد لحكومة، كما تجددت بالتزامن مع عودته هجمات المسلحين القبليين على خطوط نقل الطاقة  الرئيسية في مأرب، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن العاصمة صنعاء ومدن أخرى.
في هذا السياق، أكدت القوات الجوية اليمنية، الأحد، إطاحة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعدد من قادتها، وتعيين آخرين في أماكنهم، في أول إجراء يتخذه هادي على خلفية تزايد حوادث تحطم الطائرات العسكرية في الآونة الأخيرة على أحياء سكنية في العاصمة صنعاء.
وكان هادي، ألقى، السبت خطاباً مطولاً بحضور مئات من منتسبي سلاح الجو اليمني في العاصمة صنعاء، مؤكدا وجود "بؤر جرثومية" تهدف إلى تدمير القوات المسلحة والقوات الجوية والقضاء على وحدتها، مطالباً بتقرير مفصل عن أسباب تحطم  الطائرات المقاتلة خلال الفترة الأخيرة.
وأطاحت قرارات هادي، طبقاً للناطق  الرسمي باسم سلاح الجو اليمني، مهدي العيدروس، بالعقيد ركن طيار عدنان محمد الأصبحي من قيادة قاعدة العند الجوية، وعين خلفاً له العميد ركن طيار  علي عتيق العنسي، كما تم تعيين العقيد الركن علي قاسم رئيساً أركان قاعدة العند الجوية، والعقيد الطيار علي عبدالله رئيس عمليات للقاعدة.
كما قضت القرارات بتعيين العقيد المهندس صالح حمود محسن نائباً فنياً لقاعدة العند، والعقيد سعد الشهاري قائداً لفرع الشرطة الجوية في العند، بدلاً عن العقيد ركن رضوان صلاح، وفي العاصمة صنعاء، عيّن بموجبها العقيد طيار الركن إبراهيم الشامي مديراً لمديرية للتدريب في القيادة، بدلاً عن العميد طيار ركن علي الضمين.كما أقيل أركان حرب الشرطة الجوية العقيد الركن عبدالإله المغني، وعيّن بدلاً عنه العقيد حميد الجعدبي. بالإضافة إلى تعيين العقيد منصور عبدالرب، رئيساً لعمليات قوات الشرطة الجوية في صنعاء.
وفي حين لم تشمل قرارات هادي إقالة قائد القوات الجوية  أو أركان حربه، نفى العيدروس أن تكون عملية التعيينات خضعت لأي محاصصة سياسية، مؤكدأ أن المعيار الأول والوحيد الذي استندت عليه هو القدرة والكفاءة للقيادات الجديدة التي تم تعيينها.
وتزامنت قرارات الرئيس اليمني، مع عودة رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة إلى صنعاء، بعد غياب دام نحو شهر خارج البلاد، حيث أعلن عن خضوعة لعملية جراحية في "البروستاتا،  أجريت في مستشفى أردني، ولقي بعدها العاهل الأردني، كما زار القاهرة والتقى برئيس الوزراء المصري في زيارات غير رسمية.
وسادت تكهنات كثيرة  خلال فترة غياب باسندوة، وتسربت أنباء عن إجراء هادي مشاورات لتكليف رئيس جديد لحكومة من الكفاءات، وهو ما ما عاد هادي ونفاه، في ظل اتهامات للحكومة بعجزها عن تلبية متطلبات البلاد وضبط الأمن، بالإضافة إلى عدم قدرتها على استيعاب مساعدات الدول المانحة لليمن وتخصيص أوجه إنفاقها.
في غضون ذلك، تجددت، الأحد، هجمات المسلحين القبليين، على خطوط نقل الطاقة الرئيسية القادمة من محطة التوليد الغازية في مأرب،  بعد ساعات من هجوم سابق، ما أدى إلى أن يعم الظلام العاصمة صنعاء ومدن أخرى، وقالت السلطات إن مسلحين قبليين من آل جردان في مأرب، اعتدوا ظهر اليوم الأحد - على خطوط نقل الطاقة الكهربائية بين مارب و صنعاء ، في ثاني اعتداء على الشبكة في أقل من 12 ساعة.
وأوضح مسؤولو الكهرباء طبقاً لما نقلته المصادر الحكومية، أن  هجوم الأحد" تم باستخدام الخبطات الحديدية بين الابراج 388 و389 في آل حتيك بمحافظة مأرب الساعة 11 ظهرا، بتوقيت صنعاء، وقالت إن الإعتداء جاء بعد أن بدأ المهندسون بإعادة إدخال محطة مأرب للخدمة بشكل تدريجي بعد إزالة الخبطات التي تعرضت لها خطوط نقل الطاقة مساء أمس(السبت) من قبل مسلحين من آل الجرادي في المنطقة الواقعة بين خلقة نهم ونقيل ابن غيلان بمحافظة صنعاء(شرق العاصمة).
إلى ذلك وعلى صعيد آخر، أمر النائب العام بإلقاء القبض القهري على نجل زعيم قبلي يمني وأحد مرافقيه، متهمين في مقتل شابين من جنوب اليمن، أطلقا عليهما النار في أحد شوارع صنعاء، الأربعاء الماضي،  ما تسبب في إثارة الرأي العام،  وجعل الحادث يأخذ منحى سياسيا، على خلفية حساسية الأوضاع القائمة في الشارع  الجنوبي الذي تتزايد في أوساطه مطالب الانفصال عن شمال اليمن.