صنعاء ـ علي ربيع وصف الكاتب الأميركي توماس فريدمان، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأربعاء، بأنه "مانديلا اليمن" في سياق إعجابه بجهود الأخير في إدارة المرحلة الانتقالية في اليمن، وسعيه لإقناع الفرقاء المتحاربين بالاحتكام إلى طاولة الحوار، في وقت كشف فيه سفير واشنطن بصنعاء، جيرالد فايرستاين، إجراء مباحثات حالياً  في الولايات المتحدة بشأن إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين في "غوانتانامو"، مؤكداً تمسك بلاده، باستكمال مدة السجن التي يقضيها صحافي يمني كان أدين قضائياً في 2010 بتعاونه مع تنظيم القاعدة.    في هذا السياق استقبل الرئيس اليمني، الأربعاء، في القصر الرئاسي بصنعاء، وفداً صحافياً أميركياً برئاسة الكاتب توماس فريدمان، واستعرض معهم آخر التطورات التي تمر بها بلاده على صعيد العملية الانتقالية والحوار الوطني الدائر في صنعاء، والخطوات التي قطعت لتنفيذ بنود "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".    وأكد هادي خلال إجابته على أسئلة أعضاء الوفد، أن بلاده "تمر بظروف دقيقة وصعبة وحرجة لم يسبق لها مثيل في تاريخها المعاصر أو الحديث"، وقال إن هذه الظروف "نتاج أزمات متلاحقة منذ خمسين عاماً من خلاف إلى خلاف ومن أزمة إلى أخرى".    وتطرق الرئيس اليمني، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إلى "آفة الإرهاب وما ألحقه باليمن من أضرار جسيمة في الاقتصاد الوطني على مختلف مناحيه، وقال "الفنادق الكبيرة مقفلة والعاملين بالسياحة بالآلاف بل، بعشرات الآلاف وشركات استخراج النفط والغاز بعضها خشيت من الإرهاب رغم قدراتنا الفاعلة على حمايتها ولكن هكذا أحياناً رأس المال يتوجس من أي مخاوف" .    من جهته وصف الكاتب الأميركي توماس فريدمان، الرئيس هادي بأنه "مانديلا اليمن"في سياق إعجابه بجهود الأخير في إدارة المرحلة الانتقالية في اليمن، وسعيه لإقناع الفرقاء المتحاربين بالاحتكام إلى طاولة الحوار، وخاطبه طبقاً للمصادر اليمنية الرسمية بالقول، "إني اعتبرك مانديلا اليمن فقد جمعت بين الأطراف، وتسامح الناس في ظل قيادتك، وفعلاً سأزور مقر الحوار وأعرب للعالم عن إعجابي بهذا الأسلوب وهذا الإنجاز".    في سياق آخر، كشف السفير الأميريكي في مؤتمر صحافي عقده، الأربعاء، في صنعاء عن "نقاشات" تجرى حالياً في الولايات المتحدة بشأن إعادة المعتقلين اليمنيين في سجن "غوانتانامو" وذلك في ضوء المباحثات التي أجراها الرئيس عبدربه منصور هادي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته إلى واشنطن في أيلول/ سبتمبر الماضي، مبيناً أن الرئيسين هادي وأوباما "اتفقا على مناقشة إطار يحدد كيفية إعادة المعتقلين اليمنيين".    وبشأن موقف الولايات المتحدة من استمرار حبس الصحافي اليمني عبد الإله حيدر شايع، أكد السفير فايرستاين أن بلاده تؤيد تطبيق العقوبة التي تضمنها الحكم الصادر بحق شايع بعد إدانته قضائياً بالانتماء لتنظيم "القاعدة" الإرهابي.    وعلّق فايرستاين على قرارات هادي الصادرة في العاشر من نيسان/أبريل الماضي بشأن إعادة هيكلة الجيش مشيداً بها وقال "نحن مسرورون جداً بطريقة تنفيذ قرارات إعادة هيكلة الجيش وتسمية المناطق العسكرية"، مؤكداً تجاوب قائد ما كان يسمى بـ"الحرس الجمهوري"، العميد أحمد علي عبدالله صالح، مع قرار تعيينه سفيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة .    وفي إجابته على سؤال بشأن موقف الدول الراعية لاتفاق نقل السلطة من الدعوات المطالبة بإلغاء قانون الحصانة الممنوحة لصالح  ومعاونيه، أوضح السفير الأميركي أن القانون الصادر أواخر كانون الثاني/يناير 2012، والذي قضى بمنح الحصانة للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن عملوا معه خلال فترة رئاسته لليمن هو جزء من اتفاق المبادرة الخليجية". في إشارة منه إلى عدم إمكانية إلغائه.    وأثنى السفير فايرستاين على سير أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي بدأ في 18 آذار/مارس الفائت، ووصف جلسات فرق العمل بـ"الإيجابية جدا".مُقلِّلا من أهمية انسحاب أفراد من مؤتمر الحوار الوطني، الذي يشارك فيه 565 شخصاً يمثلون ثمانية مكونات رئيسية، ومشدداً على أهمية الحوار الوطني في معالجة المشكلات التي يعاني منها اليمنيون بشكل عام.   وقال "نأمل أن يدعم أبناء الجنوب ممثليهم في مؤتمر الحوار لإيجاد حلول سلمية لمطالبهم" .. مشدداً على أهمية حل الخلافات كافة بين اليمنيين في إطار الحوار الوطني وتقويض التدخلات الخارجية الساعية إلى إفشال مؤتمر الحوار وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية.    وأكد أهمية الدور الذي ينبغي أن تضطلع به حكومة الوفاق الوطني لإنجاح العملية الانتقالية وفقاً لاتفاق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة الموقعة أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2011.    وفي رده على سؤال بشأن ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن قرب إجراء تعديل حكومي وتغيير رئيس الحكومة، نفى السفير الأميركي أن يكون لدى الدول الراعية للمبادرة الخليجية علم بأي تغيير حكومي وشيك.   وقال "لسنا مطلعين على أي جهود لتغيير حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوة، ورئيس الوزراء الحالي هو مرشح التوافق الوطني ونعتقد أنه سيبقى في هذا المنصب خلال المرحلة الانتقالية".    وكان رئيس مجلس الوزراء اليمني محمد باسندوة، الذي يزور القاهرة حالياً، غادر قبل أسبوعبن اليمن، لإجراء عملية جراحية في مستشفى أردني، وسط أنباء ترددت عن خلافات مع الرئيس هادي، ومشاورات يجريها الأخير لإجراء تعديل وزاري، يشمل تغيير باسندوة  وعدد من وزرائه، وتشكيل حكومة تكنوقراط، إلا أن هادي ظهر قبل أيام ونفى تلك الشائعات