بيروت ـ جورج شاهين شدد ، خلال استقباله شخصيات ووفوداً شعبية في مسقط رأسه طرابلس في شمال لبنان ، الاثنين، على أن استقالة الحكومة كانت لإحداث صدمة إيجابية في ظلّ الظروف الصعبة وهذا الأمر بدا واضحاً من خلال إعادة الحديث عن الحوار وفتح قنوات له. وأوضح  ميقاتي، في لقاء شعبي عقده في"بيت الفن" التابع لـ"جمعية العزم والسعادة الاجتماعية "في مدينة الميناء، أن قرار الاستقالة جاء بعد إقرار سلسلة الرتب والرواتب كي لا يُقال إنني تهرّبت من المسؤولية، لافتاً إلى أن السلسلة أُقرّت وتضمنت الكثير من الأمور الأساسية للدولة وسأحوّلها إلى مجلس النواب ليرى الجميع كيف حافظت على الإصلاحات والإمكانات في آن واحد .
وأشار إلى  أن الاستقالة هي لفتح ثغرة للحوار بين اللبنانيين، مشيرًا إلى أنه لا شروط لإعادة تكليفه تشكيل حكومة"، داعياً إلى البحث في ظروف نجاح الحكومة المقبلة قبل البحث عن تشكيلها".
وعن الأوضاع في طرابلس أشار إلى أن الأمور في المدينة تسير نحو الأفضل، مؤكداً أن الجيش يقوم بواجباته كاملة، نافيًا ماردده البعض عن ربط الاستقالة باعتبارات خارجية لا سيما بزيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، مشيرًا إلى أن هذا الكلام غير صحيح وهو من باب التحليلات الصحافية ليس إلا، مؤكدًا أنه اتخذ القرار بناء على معطيات تكونت لديه حول استحالة استمرار الأمور كما كانت عليه".
وأضاف: " قرار استقالتي هو لفتح ثغرة في هذا الحائط السياسي المسدود، وقد فتحت هذه الثغرة، وبدأنا نتحدث عن الاستشارات النيابية والقيام بالحوار، والموضوع الطبيعي هي السياسة الدفاعية التي تعني الأمن الذي يجب أن يتخذ فيه قرارًا ونبدأ بسحب السلاح من كل المناطق، على أن يواكب الجيش اللبناني الموضوع".
أضاف: " لا يمكن تشكيل حكومة جديدة من دون معرفة عنوان المرحلة المقبلة، وعنوان الحكومة الجديدة يجب أن يكون  الإنقاذ وتمثيل الجميع، لأن البلد يهم الجميع بالتساوي، وكلنا سنكون يدًا واحدة، مؤكدًا أن الوطن هو الأساس والمطلوب تحقيق وحدته والسلام لجميع اللبنانيين.
من جهة أخرى عقد عدد من النواب والشخصيات السياسية المسيحية المستقلة اجتماعًا في مكتب النائب بطرس حرب، على رأسهم رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون، ميشال فرعون، هنري حلو وأنطوان سعد، والنائبان السابقان جواد بولس والياس عطالله، وأمين سر حركة "التجدد الديمقراطي" الدكتور أنطوان حداد، وناقش المجتمعون الوضع العام في البلاد في ضوء استقالة الحكومة.
وبعد انتهاء ، أذاع النائب أنطوان سعد بيانا باسم المجتمعين، أكد خلاله أن استقالة الحكومة، التي كنا نطالب بها منذ مدة، أزالت المخاوف من إسقاط النظام من داخل السلطة، ومن قبل بعض أفرادها المرتبطين بمخططات إقليمية معروفة، كما يؤمل أن تكون قد وضعت حداً لموجة الفساد غير المسبوقة التي سادت في بعض الوزارات والمؤسسات، إلا أن هذه الاستقالة لم تُسقط المخاوف من عودة أهل السلاح غير الشرعي إلى العمل على ترويع البلاد لفرض إرادتهم على اللبنانيين وضرب وحدة البلاد، من خلال خلق الفتن المذهبية وإسقاط النظام الديمقراطي عبر سلب المواطنين حقهم في انتداب ممثليهم الحقيقيين إلى السلطة ومصادرة حرياتهم في اختيارهم، ولا سيما أن الاستقالة جاءت في مرحلة دقيقة يمر فيها لبنان والمنطقة.
وأكد المجتمعون على وقوفهم إلى جانب رئيس الجمهورية ودعمهم لتشكيل حكومة قادرة على ملء الفراغ وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، بعد تسريع التوافق على قانون جديد للانتخابات، وقانون يوفّق بين صحة التمثيل من جهة، ووحدة اللبنانيين من جهة أخرى.
وأعرب المجتمعون عن ترحيبهم بالدعوات إلى الحوار في هذه المرحلة لتسهيل تشكيل الحكومة، مؤكدين في الوقت ذاته على على وجوب احترام الآليات الدستورية لتشكيل الحكومات، بما يحفظ صلاحيات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ويجنب تسجيل سابقة مشاركة أي شخص لهما في ممارسة هذه الصلاحيات.
وأشار المجتمعون إلى أن انفلات الأمن وعودة الاشتباكات إلى مناطق حساسة مثل طرابلس، والمتزامنة مع استقالة الحكومة، يدعو إلى القلق والحذر،  ويكشف مخططات البعض لتعطيل فعالية الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تجلت في الأزمة التي وقعت فيها الحكومة برفض أكثريتها ملء الفراغ فيها، ما قد يسمح لبعض الجهات المعروفة الاستفادة من الفراغ الحاصل على صعيد الحكومة وتنفيذ مخططاتها الرامية إلى إشعال الفتنة المذهبية في البلاد، وهو  ما يدعو المجتمعين إلى مطالبة حكومة تصريف الأعمال بتحمل مسؤولياتها في دعم القوى العسكرية والأمنية للضرب بيد من حديد كل محاولات زرع الفتنة في البلاد تفادياً للانفلات الكامل للأمن.