مواجهات مع الجيش اليمني
صنعاء ـ علي ربيع
قتل يمنيان وجرح خمسة آخرين، الجمعة، إثر لجوء الجيش لاستخدام القوة للإفراج عن ناقلات غاز احتجزها مسلحون قبليون في محافظة شبوة(جنوب اليمن). في حين قالت جماعة الحوثي(الشيعية) إنها أحبطت عملية انتحارية كانت تستهدف مظاهرة لأنصارها في مدينة صعدة(شمال اليمن) في ظل معلومات عن توترات
مسلحة تنذر باندلاع اشتباكات بين مسلحيها وأنصار حزب الإصلاح(الإخوان) في محافظة حجة(جنوب غرب).
وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" إن مسلحين قبليين احتجزوا ناقلات غاز تتبع الشركة اليمنية للغاز المسال بالقرب من ميناء بلحاف في شبوة على البحر العربي، للضغط على الحكومة للحصول على وظائف، قبل أن يتدخل الجيش للإفراج عن الناقلات مستخدماً القوة، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين وجرح خمسة آخرين بينهم جنديان".
وازدادت منذ نحو عامين حوادث قطع الطرقات وخطف الأجانب ومهاجمة خطوط نقل الطاقة وأنابيب تصدير النفط في اليمن على يد مسلحي القبائل على خلفية مطالب متنوعة لهم لدى الحكومة ترفض تلبيتها وهو الأمر الذي يسبب في انتقادات واسعة للحكومة تتهمها بالعجز في وضع حد لانفلات الأمن في البلاد.
على صعيد آخر، قالت جماعة الحوثي المسيطرة على مناطق صعدة في شمال اليمن، الجمعة، إنها أحبطت هجوماً انتحارياً كان يستهدف مظاهرة لأنصارها في مدينة صعدة، وذلك بعد يوم من تفجير دراجة مفخخة استهدف سوقاً شعبيا في المدينة نفسها وأدى إلى مقتل وإصابة 13 شخصاً.
وقال مصدر مقرب في الجماعة الشيعية المتهمة بقربها من إيران لـ"العرب اليوم" إن انتحارياً كان يرتدي حزاماً ناسفاً حاول التسلل اليوم(الجمعة) إلى وسط المظاهرة الأسبوعية التي ينظمها "أنصار الله"(الاسم الرسمي لجماعة الحوثي) قبل أن يتم اكتشافه وإلقاء القبض عليه".
وأضاف المصدر" حاول الانتحاري تفجير نفسه عندما تم كشفه، لكن عناصر اللجنة الأمنية المصاحبة للمظاهرة تمكنوا من الحيلولة دون حدوث ذلك" مؤكداً أنه "تم احتجازه لبدء التحقيق معه والكشف عن الجهة التي تقف وراءه".
وشددت الجماعة من إجراءات الحماية الأمنية حول مركز وجامع ديني لها وسط صنعاء، كانت السلطات الحكومية أعلنت عن إحباط محاولة لتفجيره، الاثنين، بواسطة سيارة مفخخة.
وقال شهود" إن عناصر مسلحين يتبعون مدير جامع ومركز بدر أحاطوا المكان قبل صلاة الجمعة وفرضوا تفتيشاً دقيقا على الأشخاص الداخلين إلى الجامع تحسباً لأي هجمات تستهدف المركز".
في السياق نفسه أفادت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" عن" تصاعد التوتر المسلح في محافظة حجة(جنوب غرب) بين مسلحي الحوثي ومسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح(الإخوان المسلمين) ما ينذر باندلاع مواجهات طائفية"
وقالت المصادر" إن تعزيزات حوثية تتابع وصولها إلى تلك المناطق، وسط تأهب لمسلحين موالين لحزب الإصلاح تم تجنيدهم للتمركز بامتداد المناطق المتاخمة لمديريات كشر ومستبأ وخيران من جهة الشمال".
ويخشى مراقبون أن يؤدي تصاعد التوتر بين مسلحي الجماعات الإسلامية المذهبية في اليمن(الحوثيون الإخوان السلفيون القاعدة) إلى اندلاع مواجهات طائفية على غرار"النموذج العراقي" ما يؤدي إلى إفشال العملية الانتقالية وعرقلة الحوار الوطني الدائر في البلاد منذ آذار/مارس الماضي، والرامي إلى توافق الأطراف السياسية على كتابة دستور جديد للبلاد، ووضع حلول تنهي آثار عقود من الصراع السياسي في اليمن، وصولاً إلى انتخابات عامة في شباط/فبراير2014.