صورة من أحداث مذبحة بوسطن
واشنطن ـ يوسف مكي
تواصل المباحث الفدرالية الأميركية، التحقيقات الرسمية في مذبحة بوسطن على قدمٍ وساق، فيما يسير أعضاء مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي في طريق مواز لتلك التحقيقات، حيث قرروا إجراء تحقيقات خاصة بهم من خلال عرض مئات الصور التي التقطت لمسرح المذبحة التي راح ضحيتها 3 أشخاص وأُصيب 183 آخرين، من
أجل التوصل إلى الفاعل الحقيقي.
ورجح عميل المباحث الفدرالية الأميركية في بوسطن، ريتشارد ديزلوريز، أن العبوات الناسفة المستخدمة في تفجيرات الماراثون من النوع الذي يعتمد على أواني الضغط التي تستخدم في الطهو السريع للمأكولات، يتم تعبئتها بالمواد المتفجرة وإعدادها للتفجير، وأن العبوات كانت في اثنين من أواني الضغط مزودين بمواد شديدة الانفجار، بالإضافة إلى بلي معدني ومسامير وغيرها من الأجسام الصلبة المدببة، وفقًا لمحققين يعملون على القضية في الوقت الراهن، وتضمنت المعلومات التي تم التوصل إليها أيضًا أن سعة الواحد من الإنائين المستخدمين في التفجيرات 6 لتر، وبالفعل حصلت المباحث الفيدرالية على صور للعبوة الناسفة التي كانت عبارة عن الحاوية الخارجية التي تمثلت في إناء طهو سريع بالضغط قذفته المواد المتفجرة أعلى سطح أحد المباني، وتم تصويرها ونشر الصورة على بعض المواقع الإلكترونية.
وقد قام أعضاء موقع "4chan" الإليكتروني بنشر صور لعدد من الأشخاص زعموا أنهم مشتبه بهم في القيام بهذه التفجيرات، التي أودت بحياة ثلاثة ضحايا مع إصابة 183 آخرين، وعلى الرغم من تأكيدات رواد الموقع أن هؤلاء الأشخاص الذين التقطت لهم الصور، هم المشتبه بهم في التفجيرات، وأن التحقيقات الفيدرالية لابد أن تمسك بطرف الخيط من هذه الصورة، إلا أنها جميعها لا تزال تندرج تحت تصنيف التكهنات التي لا تستند إلى أدلة مادية.
وأشار تقرير أذاعته CNN إلى أن الشرطة تمكنت من التعرف على المشتبه بهم في تفجيرات بوسطن من خلال مقطعين من مقاطع الفيديو التي تم تصويرها في الموقع تم تسليمهما إلى السلطات بعد الحادث مباشرةً، فيما رجحت الصور التي تداولها الأعضاء المسجلون على موقع "Reddit" أن يكون المشتبه بهم في تنفيذ هذا الحادث الإرهابي هم من ركزت عليهم الصور التي تم التقاطها أثناء فاعليات الماراثون الذي شهد التفجيرات.
وأثارت تلك المجموعة من الصور، التي تم تسريبها من مواقع تبادل صور مثل "4chan" و"Reddit" ونشرها على قنوات إخبارية مثل CNN، تضاربًا في التقارير الصحافية، حيث قال مذيع CNN جون كينج إن المشتبه به رجل داكن البشرة، بينما أشار تقرير أذاعته CBS الإخبارية إلى أن المشتبه به إمرأة بيضاء ترتدي قبعة بيسبول، في حين لم تفصح التحقيقات عن هوية المشتبه بهم في التفجيرات.
وكشفت التحقيقات الأميركية، عن أن عبوتين ناسفتين تم استخدامهما في التفجيرات بعد وضعهما في حقيبة ظهر أو حقيبة من القماش، وفقًا لما أسفرت عنه معاينة الموقع، وعلى الرغم من أن هذا هو كل ما توصلت إليه التحقيقات حتى الآن، رأى مستخدمو مواقع تبادل الصور ومواقع التواصل الاجتماعي أن يمدوا يد العون للمحققين من خلال تخصيص صفحة فرعية من موقع ""Reddit بإسم "FINDBOSTONBOMBERS"، وهي الصفحة التي أسسها المستخدم الذي يظهر باسم مستعار Oops777، هو لاعب بوكر محترف يقيم في بوسطن، حيث استهدفت بالأساس تحميل الصور الخاصة بعدد كبير من الأشخاص كانوا في مسرح الأحدث يحملون حقائب ظهر وحقائب من القماش ويتصرفون بغرابة تُثير الريبة.
وقامت بعض المصادر بالاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالية في بوسطن، للتأكد من صحة ما يتداوله مستخدمو الإنترنت على مواقع الصور والتواصل الاجتماعي، إلا أن المكتب الفيدرالي لم يرد ولم يبد أي استجابة للاتصال، فيما ذكرت التعليقات التي نُشرت مع الصور أن شخصًا كان يرتدي قبعة بيسبول بيضاء ويحمل حقيبة تتناسب في حجمها ومواصفاتها مع حقيبة يمكن أن تحتوي على اثنتين من العبوات الناسفة المضغوطة، ورجح المستخدمون على موقعي 4chan وReddit أن تكون الحقيبة التي كان يحملها الرجل ذو القبعة البيضاء، ذات حجم كبير نسبيًا، وكان بها انتفاخات تُثير الشكوك بشأن محتوى الحقيبة، وكذلك دوّن المستخدمون أن الرجل كان يرتدي معطفًا أسود طويل وسروالاً من الجينز، وأشار بعض المستخدمين إلى أن هذا الرجل ظهر في صور أخرى عدة من دون الحقيبة التي كانت على ظهره.
وظهرت مجموعة أخرى من الصور ركزت على وجه رجل كان يرتدي قميصًا أبيض اللون بغطاء رأس، بدا وكأنه غير مكترث بالسباق، كما كان يسير بهدوء شديد من دون أن تظهر عليه علامات الخوف بعد انفجار أول عبوة ناسفة، بينما كان الهلع يسيطر على الجميع في موقع الحادث، وكذلك رصدت الصور التي نشرها المستخدمون أيضًا رجل بمعطف أزرق اللون كان بالقرب من موقع التفجير الثاني، وكان يحمل حقيبة ظهر، علاوةً على شخص آخر كان يرتدي ملابس خضراء اللون ويقف بالقرب من مسرح الأحداث حاملاً حقيبة ظهر أيضًا.
يُشار إلى أن ماراثون بوسطن من الأحداث العامة التي يحضرها آلاف المهتمين، من بينهم المئات من المشاركين في مشاهدة هذا الحدث يحملون حقائب ظهر، وهو ما يلقي الضوء على الجهد المضني الذي يبذله مكتب التحقيقات الفيدرالية في بوسطن أثناء البحث بين آلاف الصور التي تم الحصول عليها لموقع الحادث، أما المعلومة الوحيدة المؤكدة التي توصلت إليها التحقيقات، فتحمل إشارات واضحة إلى أن هذا العمل الإرهابي يمت بصلة لتنظيمات سبق وأن ثبت تورطها في أعمال إرهابية، وتتمثل هذه المعلومة في أن العبوتين الناسفتين كانت من النوع الذي يعتمد على أواني الضغط المستخدمة في الطهو السريع، وتم تصنيعهما بالطريقة نفسها التي صُنعت بها العبوات الناسفة التي استخدمت في محاولة تفجيرات تايم سكوير على يد فيصل شاهزاد، والتي تم إحباطها في 2010، كما أنها العبوات الناسفة نفسها استخدمت في تفجيرات شهدتها الهند، باكستان، نيبال وأفغانستان.
وكان من بين شهود العيان بن ليفاين، أحد الموظفين في مكتب يقع في شارع بوليستون، الذي كان يقف بجوار النافذة في مكتبه الكائن بالدور الثاني من أحد المباني، والذي أكد أنه بينما كان يراقب الأحداث ويلتقط الصور للمتسابقين في ماراثون بوسطن، انفجرت العبوة الناسفة الأولى ثم الثانية محدثةً دويًا قويًا وكأنها انفجرت في وجهه.