جانب من الاشتباكات بين الأمن ومحتجين في بورسعيد
القاهرة ـ أكرم علي
أحدثت قرارات الرئيس محمد مرسي بفرض حظر التجوال وإعلان الطوارئ شهرًا في محافظات السويس والإسماعلية وبورسعيد، والحسم بالقانون ضد الخارجين عليه، حالة من الجدل بين السياسيين، فيما وجه الرئيس محمد مرسي الدعوة إلى رؤساء 11 حزبًا و4 مرشحين سابقين للرئاسة إلى حضور اجتماع الرئيس، الإثنين
في قصر الإتحادية.
واعتبر أحد علماء النفس تحذيرات الرئيس مرسي وقصر خطابه تأكيدًا على توتره، وشعوره بالقلق من الأحداث الحالية.
وقال نائب رئيس مجلس الدولة محمود العطار لـ "العرب اليوم"، "أعتقد أن هذه الخطوة جادة، وتستهدف المحافظة على حساسية هذه المنطقة، التي توجد فيها منشأت حساسة وأهمها قناة السويس، التي تعتبر من الأهداف القومية لمصر".
أضاف العطار "كما أن حالة الطوارئ تتيح لرئيس الجمهورية وضع قيود على حرية الأشخاص والانتقال في أوقات معينة، والقبض على المشتبه فيهم والخارجين عن القانون، بحق القانون الذي أقره الدستور".
وطالب العطار بـ "مراقبة الرسائل، وكشف الاجتماعات السرية لنشر الفوضى، خاصة في منطقة القناة".
أضاف العطار أن دعوة الحوار للرئيس محمد مرسي هي الفرصة الأخيرة أمام المعارضة لإنقاذ مصر.
فيما قال رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان علي السمان "إن قرار الرئيس محمد مرسي صائب، لأن الوقت الذي يقتل فيه المواطنون يتطلب الحزم، وهو من أولويات الأمر".
وأشار السمان لـ "العرب اليوم" إلى أن "قرار الرئيس مرسي يردع الخارجين عن القانون، بفرض حظر التجوال، والسيطرة على الأوضاع".
ومن جانبه، قال عضو جبهة الإنقاذ الوطني، أحمد دراج، "إن الرئيس مرسي لم يُعطِ إجابة صريحة عما يحدث، وعن القتلى الذين سقطوا في جميع أنحاء مصر، وأعلن الطوارئ وحظر التجوال بحجة السيطرة على الموقف، بعدما ترك الأمر 3 أيام".
وقال دراج "إن فكرة الحوار ستكون عبيثة إذا كان الهدف هو الحوار من أجل الحوار، وسيكون ليس له قيمة إذا لم يكن هناك إطار واضح ومحدد".
فيما قال عضو جبهة الإنقاذ الوطني عزازي علي عزازي "إن الرئيس مرسي حوّل مدن القناة إلى سجن بعد إعلان حالة الطوارئ، وإن حالة الطوارئ تعني حملة اعتقالات واسعة، إضافة إلى موت الحياة المدنية في المحافظات".
أضاف عزازي لـ "العرب اليوم": إن دعوة الرئيس أيضًا للحوار الوطني لم تكن جادة، فنحن نذهب للحوار ولم نجد أي نتائج مرضية للطرفين، إنما نجد رئيسًا لا يستمع إلا لنفسه ولنظامه.
وأكد عزازي أن الجبهة لم تقرر حتى الآن الموافقة أو مقاطعة الحوار مع الرئيس، الإثنين، وسوف يعقد اجتماع عاجل لدارسة الأمر.
وأصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا صحافيًا قالت فيه "إنه في إطار متابعة رئاسة الجمهورية لتطورات ما يجري في عدد من المحافظات المصرية، ومنها بورسعيد والسويس وقلب القاهرة، وللمبادرات السياسية التي صدرت طوال الأحد، من عدد من القوى الوطنية المحترمة، وتأكيدًا لما ورد في قرارات مجلس الدفاع الوطني التي صدرت، السبت، في ما يتعلق بالحوار الوطني، وما ورد في كلمة رئيس الجمهورية من دعوة قادة ورموز القوى السياسية إلى لقاء عاجل برئاسة الجمهورية".
وأضاف البيان، أن رئيس الجمهورية يوجه الدعوة إلى رؤساء الأحزاب ورموز التيارات السياسية الآتية: البناء والتنمية، التحالف الشعبي الاشتراكي، الحرية والعدالة، الدستور، الحضارة، المصريين الأحرار، النور، الوسط، الوفد، مصر القوية، المصري الديمقراطي الاجتماعي، إضافة إلى الدكتور أيمن نور وحمدين صباحي وعمرو موسى والدكتور محمد سليم العوا، المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية، وذلك للبحث في الأوضاع الراهنة ومستجدات المشهد السياسي للبحث في آليات الحوار، والاتفاق بشأن الموضوعات المتضمنة في أجندة الحوار.
ويعقد اللقاء في مقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، الإثنين، في تمام السادسة مساءً.
وبشأن تهديد الرئيس مرسي أثناء إلقاء خطابه واستخدام نبرة عالية، قال الخبير النفسي محمد المهدي لـ "العرب اليوم" إن تهديد الرئيس محمد مرسي للشعب في خطابه يؤكد أنه في موقف حرج، ويشعر بالقلق والخوف بسبب الأحداث".
أضاف المهدي أن اختصار خطاب الرئيس لدقائق ولم يطول مثل الخطابات السابقة يشير إلى أن الرئيس يشعر بالتوتر الزائد، ويؤكد على ضعف الموقف لديه".
وشددت أستاذ علم النفس على أن حركة يد الرئيس والإشارة بسبابته "ليست تحذيرًا أو إنذارًا، بل تعبر عن عدم تمالكه للموقف، وما أكد ذلك ارتفاع صوته، وخروجه عن حالته الطبيعية التي اعتاد الظهور بها دائمًا في الهدوء والإطالة في الحديث".