صورة من الارشيف للرئيس المصري محمد مرسي
القاهرة ـ أكرم علي
أكد الرئيس المصري محمد مرسي، أن ثورة 25 كانون الثاني/يناير صارت علامة فارقة في تاريخ مصر، وهذه الثورة التي قادت مصر من عصر الفساد والاستبداد لعصر جديد لا مجال فيه للظلم أو الطغيان، مشيدًا بدور الجيش المصري، مؤكدًا أن الجيش المصري، الذي يحمي أمن مصر، يستحق كل الدعم والتقدير لكي تتمكن
مصر من القيام بدورها الإقليمي والدولي، وأضاف أن الاستعداد دائما يكون لمنع العدوان لا للعدوان ذاته، و تابع الرئيس، خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، "حققنا حرية بلا حدود، ودستورا قلص صلاحيات رئيس الجمهورية، وحرية الأحزاب والصحف، وسلطة تشريعية انتقلت إلى مجلس الشورى مؤقتا".
و أردف مرسي، في كلمته خلال احتفالية وزارة الأوقاف لمناسبة المولد النبوي الشريف، "نريد أن نأخذ العظة والعبرة من الماضي وننطلق للأمام وننتج ونعمل لمصر"، فيما ودعا إلى بحث أزمة مالي، والعمل على تحقيق مصالحة والحوار الجاد، فلا مجال لحل المشكلة عسكريًا.
كما قال مرسي إنه قرر "نقل قضية القصاص للشهداء إلى النائب العام، وسيكون تحت تصرف النائب العام لتفعل النيابة العامة فيه ما تشاء، تحقيقا للعدالة الاجتماعية وقصاصا للشهداء والمصابين".، مضيفًا "يؤلمني كمواطن مصري قبل أن أكون رئيسا عدم توفير المسكن الملائم لملايين المواطنين، وتحدثت مع المسؤولين لحل مشكلات هذه الفئات".
و حث الرئيس كل فئات المجتمع على المشاركة في برنامج التنمية الشامل لمصر، قائلا "فالتنمية ليست برنامجا انتخابيا للرئيس فحسب بل هي برنامج لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج".
وأكد أن حجم التحويلات كان مليار دولار في العام السابق ثم ارتفع حجم التحويلات في عام 2012 إلى أكثر من 19 مليار دولار، لذلك أتوجه إليهم بالتحية والتقدير، للمسؤولين، و تابع قائلا " فهم يشاركون معنا في تحمل هذه المسؤولية".
كما أوضح أنه يرفض التدخل العسكري في جمهورية مالي، وأضاف "قد أكدت من قبل أن التدخل العسكري في مالي لا يأتي إلا بسوء، وهذا أدى بالسوء ليس بأهالي مالي فحسب بل لقارة إفريقيا كلها وربما يؤدي إلى مأساة جديدة".
و في السياق ذاته أعرب عن استيائه بسبب المواطنين الذين يسكنون المناطق العشوائية، مشيرا إلى أنه مهتم بتوفير مسكن ملائم لهم.
و قال في هذا الخصوص "يؤلمني كمواطن مصري قبل أن أكون رئيسا للجمهورية، عدم توفير المسكن الملائم لملايين المواطنين، وخاصة ممن يقطنون المناطق العشوائية، وتحدثت مع المسؤولين لحل مشكلات هذه الفئات ليجدوا مسكنا ملائما وأتابع ذلك ليلا نهارا".
وألقى الرئيس محمد مرسي التحية لرجال الصحافة والإعلام الشرفاء، ودعا الإعلاميين لإعلاء مصلحة الوطن والجد في النقد الموضوعي البناء. وأردف مرسي قائلا "أنا لا أضيق قط من المعارضة أو من النقد البناء، فالوطن بعد ثورتنا العظيمة يستوعب كل المواطنين المصريين".
واستكمل مرسي "أكرر ما قلته إني لا أبحث عن حقوق لنفسي لكنني أحاول جادا أن أحاول أن أؤدي ما على من واجبات". وأضاف أنه لن يضار صاحب رأي أو رؤية في ذلك العصر، وذلك في إطار القانون واحترام أحكام القضاء.
وشدد الرئيس محمد مرسي، على ضرورة أن تتبوأ المرأة مقاعد في البرلمان لتمكينها لما يليق بها وبدورها التاريخي المصري. كما دعا منظمات المجتمع المدني والأحزاب بنشر الوعي ورفع مستوى الإيجابية لدى الشعب المصري، وأضاف "نحرص على إنجاح الحوار الوطني وتجاوز العقبات التي تحيط به خاصة في هذه اللحظات"، وأعرب عن عدم رضائه بحصيلة ما تحقق في الفترة الماضية، مؤكداً أن هناك أهداف كثيرة لم تتحق، وننتظر عودة الأمن والتصدي للثورة المضادة.
و تابع "مازلنا نسعى لتطهير البلاد من الفساد الذي تمدد في أركان الدولة منذ النظام السابق، ونسعى بكل جد للتخلص من الفساد وإصلاح المرافق العامة وإقامة المشروعات القومية الكبيرة للقضاء على البطالة والفقر".
و لفت مرسي إلى دعمه للشرطة وتغيير العقيدة الأمنية لتدعيم الانتماء للوطن والمواطن، بدلاً من الانتماء للنظام السياسي، و أن مصر تتطلع لإقامة مشروعات قومية كبيرة للقضاء على الفقر.
و أفاد بأن ذلك يحتاج إلى تكاتف جميع فئات الشعب، حكومة ومعارضة، وشعبا ورجالاً، مشيراً إلى أن هذا لن يتحقق إلا إذا تخلينا عن الأنانية والخلافات السياسية ووحدنا جهودنا لمصلحة مصر .