بيروت – جورج شاهين عززت الوقائع الأمنية المتنقلة المخاوف الأمنية التي عبرت عنها مراجع عليا عبر "العرب اليوم" قبل أيام وسجّلت أحداثاً متنقلة بين المناطق كافة، وعلى هذه الخلفيات استعادت طرابلس مساء الاثنين بعض التوتر بإلقاء قنبلة يدوية في شارع سورية الفاصل بين بعل محسن العلوية وباب التبانة السنية جعلت قوة من الجيش تطارد مطلقيها وخصوصاً عندما تبعتها رشقات نارية أعادت التوتر إلى المنطقة لبعض الوقت.
  وسبق التوتر الأمني قطع طرق عند مستديرة أبو علي احتجاجاً على تأخر تطبيق الوعود بصرف التعويضات للمتضررين كما وعد رئيس الحكومة ووزراء طرابلس في المرحلة التي بوشر فيها بتطبيق الخطة الأمنية الجديدة في المدينة.
 وفي هذه الأجواء استمرت أجواء التوتر في مناطق بعلبك وعرسال والقرى المحيطة لم تصل إلى حدود الإخلال بالأمن بفعل التدابير الأمنية المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش لمواكبة مراسم دفن القتلى الأربعة الذين قتلوا الأحد في جرود عرسال في مسقط رأسهم في بلدتي القصر واللبوة الشيعيتين وسط دعوات أطلقها زعماء العشائر للتهدئة وعدم الانجرار إلى شكل من أشكال الفتنة المذهبية.
  غداة جريمة "وادي رافق" الرباعية التي أودت بحياة مواطنَين من آل جعفر وثالث من آل أمهز ورابع تركي الجنسية من والدة لبنانية، سادت منطقة البقاع الشمالي حالة من الهدوء المشوب بالقلق، حيث غابت المظاهر المسلّحة التي كانت انتشرت بشكل واسع الأحد، وانتشر فوج المجوقل واللواء السادس من الجيش اللبناني بشكل كثيف، وسيّرا دوريات على طول خط بعلبك الدولي.
 وترافق ذلك مع تشييع آل جعفر ضحيتيهما في بلدة القصر الحدودية وسط غضب وحزن شديدين وألقى النائب السابق حسن يعقوب نجل الأمام الشيخ محمد يعقوب المختفي مع الإمام موسى الصدر كلمة خلال التشييع دعا فيها الأهالي إلى ضبط النفس، وحث القوى الأمنية والجيش اللبناني على التحرك بقوة لكشف ملابسات الجريمة، لافتا إلى أن الضحايا الأربعة لم يقتلوا الأحد، بل قتلوا يوم اغتيل الرائد بيار بشعلاني والمعاون إبراهيم زهرمان.
  ولفت رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز إلى أن أهالي عرسال معنيون بكشف حقيقة الجريمة، وعليهم أن يتعاونوا مع التحقيق والسماح للأجهزة الرسمية بالدخول إليها وتوقيف الفاعلين قطعا لدابر الفتنة.
  بدورهم، شيع آل أمهز فقيدهم عند السادسة مساء، في اللبوة، وكانت المساعي السياسية التي بذلتها حركة أمل وحزب الله اللتين أوفدتا ممثلين عنهما، كان بينهما عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، إلى أهالي الضحايا ساهمت في تطويق الغضب الشعبي وتهدئة الأوضاع بقاعا.
  واعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي المقداد "إننا نجونا من فخ كبير كان يعدّ للبنان، بفضل وعي وحكمة أهالي وعشائر وعائلات البقاع، فما جرى كان كبيراً جداً ولم يتعود أهالي المنطقة السكوت عن هكذا أفعال، لكنهم رأوا أن مصلحة الوطن هي من أولى الأولويات ولذلك عضوا على الجراح والتزموا أعلى درجات ضبط النفس والتهدئة".
  وأضاف "هذا لا يمنع متابعة هذه القضية الخطيرة والحساسة جدا، بكشف ملابساتها والاقتصاص من المجرمين، لأنهم لم يرتكبوا جريمة بحق آل أمهز وآل جعفر وآل حيدر فحسب، بل ارتكبوا جريمة بحق الوطن".
  وأوضح أنه خلال الاتصالات مع الأهالي، كان شرطهم الرئيسي للتهدئة أن تتابع هذه القضية بجدية عالية، مضيفاً "هذه ليست المرة الأولى، فعندما استشهد عناصر من الجيش اللبناني وتم الاعتداء عليه أكثر من مرة، لم يردع أحد المجرمين، ولذلك يتمادون اليوم، ونرى أن توقيفهم أساسي لوقف هذا المسلسل".
  وعن الفريق الذي يوجهون أصابع الاتهام نحوه، قال "معروف أين تقع المنطقة، ومن أين تأتي السيارات".
   وعن احتمال إعلان حال الطوارئ في منطقة البقاع أجاب "منذ العام 1997، كلف الجيش أن تكون منطقة البقاع منطقة عسكرية، وهي كذلك اليوم" وأضاف "كل جهد، صغيرا كان أو كبيرا يجب أن يبذل من أجل توقيف الفاعلين، القضية لا تحتاج حال طوارئ، المطلوب العمل ليل نهار من قبل القيادة العسكرية ومن قبل أهالي عرسال الذين لا يريدون الفتنة، لكشف ملابسات الجريمة، وهذه مسؤولية كل من يعيش مع المجرمين لأن حمايتهم ستسمح لهم بتكرار فعلتهم".
 وتابع المقداد "نحن مع أي إجراء يعطي أهل الضحايا حقهم في معرفة الجناة، وذلك لا يعني أننا ندعم إعلان حال الطوارئ، لكن قيادة الجيش وقوى الأمن تملك الخبرة الكافية للتحرك في هذا الموضوع بالتنسيق مع الجميع طبعا".
  وقال مصدر أمني لـ"العرب اليوم" إن حال الفلتان طالت محيط كلية الهندسة في محيط الجامعة العربية في بيروت عندما سمعت رشقات نارية غزيرة لبعض الوقت ظن المواطنون أنها اشتباكات بين فصيلين ليتبيّن لاحقاً أنها أعقبت خلافاً على موقف سيارة بين شخصين مسلحين تواريا عن الأنظار بعد وصول قوة من الجيش.
  وكان محتجون قطعوا الطرق لبعض الوقت في محيط المدينة الرياضية عصر الاثنين بعدما أوقف الجيش الشيخ بلال جزيني في منطقة الطريق الجديدة السنية بتهمة إثارة الفتن.
  وفي مخيم عين الحلوة أطلق مجهولون النار باتجاه أحمد شيخان وهو عنصر من حركة فتح فقتل على الفور، وجاء في التقرير الأمني أن مطلق النار ينتمي إلى مجموعة بلال بدر التي تعارض قوة فتح في المخيم وهو ما أدى إلى توتر أمني وسمعت رشقات نارية لبعض الوقت.
  كما شهدت صيدا توتراً ليل الأحد، الاثنين، بعدما استدعى الإشكال الذي وقع في عبرا والفيلات والشرحبيل في صيدا وتخلله إطلاق نار بين سرايا المقاومة التابعة لحزب الله ومناصرين للشيخ السلفي أحمد الأسير، تدخلاً فوريا للجيش اللبناني الذي قام بتطويقه وحصر تداعياته.
   وفي وقت أعربت مصادر أمنية لـ"العرب اليوم" عن تخوفها من تجدده، مشيرة إلى أن الاتصالات تسارعت لِلجْم أي توتر أو تصعيد خصوصاً أن صيدا يوجد فيها مخيم عين الحلوة، أكبر المخيمات الفلسطينية الذي يتداخل مع المدينة، وأعلنت أن الجيش اللبناني أوقف على مدخل المخيم شخصاً يدعى محمد أحمد هواش وينتمي إلى "جبهة النصرة" وكان يشارك في القتال في سورية إلى جانب المعارضة السورية، وتردد أنه من أنصار إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، ما ولد استنفاراً لدى مناصري الأسير في عبرا، كما تم توقيف شخص آخر قرب مخيم الرشيدية جنوب صور يدعى أحمد – ع، وكان بالتنسيق مع هواش يخططان لأعمال أمنية في محيط المخيمين الفلسطينين لزجهما في أتون الصراع الدائر في سورية وتجري التحقيقات معهما.
  وفي تفاصيل الحادث الصيداوي، أشارت مصادر أمنية إلى "العرب اليوم" إلى أن إشكالاً وتلاسنا وقعا بين مناصري الشيخ أحمد الأسير وأحد شباب سرايا المقاومة المدعو محمود الصوص في عبرا داخل أحد محلات المواد الغذائية، ما أدى إلى تلاسن وتضارب بالأيدي وتحطيم لبعض المحتويات في المحل. وعلى الأثر أطلق صاحب المحل عياراً نارياً في الهواء فعمد الصوص إلى اصطحاب عدد من مناصريه وتوجهوا إلى "سوبر ماركت" الشرحبيل التابع لمناصري الأسير وعمدوا إلى تحطيم بعض المحتويات الموجودة في الخارج، وعلى الفور حصل استنفار في المربع الأمني لمسجد بلال بن رباح واتخذ الجيش إجراءاته الأمنية.
  وصدر بيان عن المكتب الإعلامي للشيخ أحمد الأسير الحسيني وفيه "عند الرابعة والنصف من عصر الأحد أقدم أحد عناصر ما يسمى بـ "سرايا المقاومة" في صيدا، المدعو محمود الصوص بتوجيه السباب والشتائم لعدد من مناصري الشيخ أحمد الأسير، وذلك خلال وجوده قرب مسجد بلال بن رباح في عبرا، ما أدى إلى وقوع تدافع وتعارك بالأيدي بينه وبين المناصرين، قام على إثره الجيش اللبناني بتطويق الإشكال وفضه.
 وعلى إثر الحادثة، قام الصوص بالاتصال بأحد المناصرين، مهدداً بأنه سيقوم بالاعتداء على متاجر ومحلات تابعة لمناصري الشيخ الأسير، وكذلك بهجوم مسلح على مسجد بلال بن رباح، وبالفعل، قام الصوص مع مجموعة من عناصر من سرايا المقاومة بالاعتداء على سوبر ماركت الشرحبيل التابعة لأحد المناصرين، وأطلق النار عليها أثناء وجود الزبائن، تبعه اعتداء آخر على "عربة لبيع القهوة" تابعة أيضا لأحد المناصرين حيث قام بتحطيم محتوياتها كافة.