باريس ـ مارينا منصف أكدت محكمة فرنسية، أن ""، لعب "دورًا أساسيًا وحقيقيًا داخل شبكة دولية للدعارة"، فيما اتهم محاميه القضاة، بـ"التحيز"، واصفًا الاتهامات بأنها "كريهة وبغيضة". وقالت المحكمة:"إن شتراوس، الذي كان يومًا يستعد إلى خوض انتخابات رئاسة فرنسا ، لم يكن فقط على علم بأن المرأة التي كان يمارس معها الجنس في إحدى حفلات العربدة عاهرة، تمارس البغاء مقابل أجر، وإنما كان يقوم بدور المحرض على الرذيلة داخل هذه الشبكة الشائنة".
ويواجه شتراوس ـ كان، البالغ من العمر "64 عامًا"، إمكانية الحكم بسجنه 20 عامًا، بعد أن أمرت محكمة في شمال فرنسا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بإجراء تحقيق رسمي بشأن "دوره في توسيع نطاق أنشطة الجنس الجماعي".
وقد اعترف شتراوس ـ كان، بأنه "كان يحضر سهرات ماجنة وخليعة في كل من فرنسا والولايات المتحدة"، ولم ينكر أنه كان على علم بـ"تلقي بعض النساء اللاتي كن يحضرن مثل هذه الحفلات أجرًا مقابل مشاركتهن في الفجور"، فيما قال محاميه:" إن شتراوس ـ كان لم يكن يستطيع أن يعرف ذلك، لأن كل النساء المشاركات في تلك السهرات كن عاريات طوال الوقت".
وفي الـ19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي رفضت محكمة في مدينة دواي الفرنسية طلبا من محامي شتراوس ـ كان، يدعو إلى "عدم إجراء تحقيق في ما يسمى "فضيحة كارلتون"، نسبة إلى اسم فندق في مدينة ليل الفرنسية، حيث كان موظفو الفندق يقومون بدور في شبكة الرذيلة".
وكشفت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، عن بعض التفاصيل، قائلة:" إن قضاة المحكمة عثروا في القضية على براهين جادة تشير إلى قيام شتراوس ـ كان بدور فعال وهام كقواد، وهذا الدليل يوحي بأنه لا يمكن أن يكون غافلاً عن حقيقة النساء المشاركات في مثل هذه السهرات الماجنة".
وأكد قضاة التحقيق تلك الاستنتاجات، من خلال الاستشهاد بسلوكيات النساء المشاركات في تلك الحفلات وملابسهن التي كانت مبتذلة وبذيئة ومهيجة، كما استشهد القضا بأقوال خبيرة اقتصادية وعشيقة سابقة، قالت أن "العاهرات كن يعرفن بعضهن ولم يشاركن في الحوارات المتبادلة أو تناول الطعام، وأنهن كن عاريات منذ بدء السهرة، وكن يمارسن الجنس دون أية مداعبات تسبق الجماع".
واستشهد القضاة كذلك بأقوال عاهرة تدعى جايد، وصفت جلسات السهرة بأنها كانت "ممارسات جنسية محضة وصريحة".
واتهم قضاة التحقيق شتراوس ـ كان، كذلك بـ"استغلال شقة صديق له في باريس لقضاء سهرات جنسية بحضور عاهرات بأجر يتراوح ما بين 500 إلى ألف يورو لكل مومس". وقالوا:" إن شتراوس ساعد عن وعي، ولعب دور المبادر في تكوين نظام يعتمد في الأساس على توريط وإشراك حاشيته بهدف إشباع احتياجاته الجنسية".
يذكر أن شتراوس خان، واحد من بين 9 أفراد يواجهون اتهامات بـ"تكوين شبكة رذيلة لجلب البنات لحفلات العربدة الجنسية في باريس ونيويورك وواشنطن"، وفي حين تسمح القوانين الفرنسية بالدعارة وممارسة البغاء، إلا أنها تفرض عقوبة تصل إلى عشرين سنة سجناء لكل من يقوم بأعمال القوادة والتحريض على البغاء".
وتقول "لوموند"، إنه "من المنتظر أن يخضع شتراوس ـ كان إلى استجواب مساء الخميس"، فيما اتهم محاميه القضاة، بـ"التحيز"، واصفًا الاتهامات الموجهة إلى شتراوس ـ كان بأنها "كريهة وبغيضة".
يُذكر أن حكم قضاة التحقيق في مدينة دواي هو الأخير، في قضية الفضائح الجنسية التي تحوط شتراوس ـ كان، بعد إلقاء القبض عليه في نيويورك بتهمة اغتصاب خادمة فندق. وكانت المحكمة قد أفرجت عنه بكفالة قدره 85 ألف يورو حتى تحديد موعد جلسة جديدة لمحاكمته أمام محكمة النقض الفرنسية.