الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائرية عبدالعزيز بلخادم والراحل عبدالرزاق بوحارة
الجزائر ـ حسين بوصالح
أكدت كتلة "جبهة التحرير الصامتة" في الجزائر، والتي تمثل غالبية اللجنة المركزية، ضرورة تمرير أي قرار على صندوق الاقتراع، معلنة رسميًا "كسر جدار الصمت ومحاربة كل أشكال الانحراف والفساد"، فيما تتواصل اللقاءات والمشاورات بين أطراف "جبهة التحرير الوطني" المعروفة باسم الأفلان، للفصل
في تزكية مرشح إجماع أو اللجوء إلى صندوق الاقتراع لحل الأزمة التي زادت تعقيدًا عقب وفاة السياسي عبد الرزاق بوحارة، والذي كان مرشحًا بقوة لخلافة الأمين العام السابق عبدالعزيز بلخادم، وبتزكية غالبية أعضاء اللجنة المركزية من طرفي النزاع.
وكشفت مصادر من بيت الحزب، أن مشروع بيان من وزراء الحزب قوبل بالرفض المطلق، كان مؤداه أن "اللجنة المركزية تختار الأمين العام، في الوقت الذي برز اسم عضو مجلس الأمة محمد بوخالفة بقوة كمرشح إجماع لقيادة الأفلان، حيث عارض غالبية أعضاء المكتب السياسي للحزب، مشروع البيان وتم استبدال كلمة اختيار بانتخاب، وحدثت مناوشات بين الموالين لبلخادم الذين اتهموا وزراء الحزب المنقلبين على الأمين العام السابق، بنية تعيين أحد الوزراء الثلاثة عمار تو أو رشيد حراوبية أو الطيب لوح، لتولي منصب الأمين العام بالنيابة حتى انعقاد المؤتمر، مثلما حدث مع "التجمع الوطني الديمقراطي" بعد استقالة أحمد أويحي.
وأكد المكلف بالإعلام في الأفلان قاسة عيسى، في تصريح صحافي السبت، أن "اجتماع المكتب السياسي حضره جميع الأعضاء الـ 14 بمن فيهم الوزراء، وأن المكتب السياسي اجتمع بغرض التداول في القضايا ذات الصلة بمهامه حتى انعقاد الدورة الطارئة للجنة المركزية المخصصة لانتخاب الأمين العام الجديد، بينما شدد على أن ''كل تصريح من أي عضو كان لا يلزم إلا نفسه، والمخول بالحديث هو المكلف بالإعلام والاتصال''، في إشارة منه لمختلف التصريحات الصادرة سواء من التقويميين أو من غالبية اللجنة التي خرجت عن صمتها في بيانها الصادر الجمعة.
وبرز مقترح تشبيب منصب الأمين العام بقوة بين غالبية الأعضاء من الجيل الثاني، وهو ما اتضح أكثر بتقديم 8 أسماء ترشحها لقيادة الحزب العتيد، وقدم "الغالبية الصامتة والقوة الهادئة في الحزب" رؤية ثالثة في بيان عنون بـ"البيان رقم 1"، الصادر الجمعة، أوضحوا فيه أنه "بعد الدراسة الموضوعية للوضعية التنظيمية والسياسية الحالية للحزب بالتطرق إلى كل الحلول الممكنة لإخراج الحزب من الأزمة التي يعيشها، يؤكدون على أن أي قرار يتم اتخاذه في هذا الشأن لابد أن يمر عبر صندوق الاقتراع الذي نعتبره الوسيلة الوحيدة لتجسيد الممارسة الديمقراطية المسؤولة بالتعبير الحر والسيد".
وأعلن الأعضاء في بيان "غير موقع"، أرسل عن طريق الفاكس من لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان، أن الكتلة الصامتة داخل الأفلان "عازمة على المضي قدمًا لتكريس المسار الديمقراطي في تسيير شؤون الحزب وتجسيد القطيعة مع الممارسات السلبية التي قادت الحزب إلى هذه الأزمة، ونحن الإطارات الشابة للحزب، المناضلين الأوفياء والملتزمين بمبادئ الحزب، نخبته الصاعدة، نعلن رسميًا كسر جدار الصمت ومحاربة كل أشكال الانحراف والفساد"، بينما قال عيسى في شأن هذه المجموعة "كل ما يصدر عن الحزب يتم من خلال المكتب السياسي وفي بيان موقع"، في إشارة منه إلى عدم التزام الأفلان بما ورد في بيان "الكتلة الصامتة".
وقد عبرت حركة "تقويم وتأصيل الجبهة"، على لسان ناطقها الرسمي محمد الصغير قارة، عن ارتياحها لنتائج اللقاء التشاوري الذي جمع أعضاء المكتب السياسي، وصنّف اللقاء بأنه "إيجابي"، مرتكزًا في ذلك على اعتراف ضمني في بيان، بتنازل أعضاء المكتب السياسي المطالبين بترشيح بلخادم عن المطلب ذاته، وقال "الجمعة حصل إقرار بترشيح أمين عام جديد، والقراءة السياسية للبيان معناها إسقاط بلخادم من أجندة المرشحين".
وبرز اسم محمد بوخالفة بقوة خلال الأيام الأخيرة، ومعلوم أن رئيس "كتلة الثلث الرئاسي" في الغرفة العليا للبرلمان، التزم منذ بداية أزمة الحزب، الوقوف على مسافة واحدة بين الأمين العام السابق وبين خصومه من التقويميين والمركزيين، وكان بوخالفة أحد الخمسة الذين شكّلوا ما عرف بـ"لجنة العقلاء"، إلى جانب كل من الراحل بوحارة، ورفيقاهما في مجلس الأمة عفان قزان جيلالي، وأحمد السبع، وكذلك سفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار، وكلهم لعبوا دور الناصح لقيادة الحزب.