العماد ميشال عون
بيروت – جورج شاهين
شن رئيس تكتل الإصلاح والتغيير هجوما على الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي اقترح التمديد لقائد الجيش معتبرا موقفه إستغلالا لأحداث صيدا وأنه "يعطي ما يشبه الغاية التي تبرر التمديد". وقال "لن نتناول التمديد لأنه موضوع ثانوي، نظرا لطبيعة الأحداث التي تحصل، ولكن أحب أن
أقول له إن تضحيات الجيش لا تقرش بالتمديد، ورد الرئيس سعد الحريري على العماد عون رافضا اعتقاده بان هذا الملف مهمة طرف واحد سياسيا كان ام طائفيا فالجيش للبنانيين كلهم".
وكان العماد عون يتحدث بعد اجتماع تكتل الإصلاح والتغيير، فقال إن البحث فيه تناول الأحداث التي حصلت في صيدا، فما جرى هو حادث جلل، خصوصا أنه سفك دماء الكثير من الشهداء. وبعده، حصلت الكثير من التلميحات والدعوات، فالأسير دعا إلى انشقاق السنة عن الجيش، ولم تكن تصاريح البعض واضحة إزاء هذا الأمر، ولكن نشكر العقلاء من الطائفة السنية الذين فهموا عمق القضية وشجعوا الجيش على موقفه ودافعوا عنه. لا يمكن لأحد منا القبول بفصل السنة عن الجيش، لأننا جميعا مواطنون سواسية، وخصوصا أن ما قام به الجيش هو رد على اعتداء، فليس هو من توجه وهاجم الأسير في منزله وفي مربعه الأمني، فما حصل كان كمينا مبرمجا، ومنطقة المربع الأمني كانت مليئة بالقنابل والأفخاخ، وكان قتال الشوارع قتالا مريرا.
وقال عون "في السياق نفسه، سمعت اليوم تصريحا لسعد الدين الحريري يقول فيه إن الوضع خطر ويجب التمديد لقائد الجيش، فهو يعطي ما يشبه الغاية التي تبرر التمديد. لن نتناول التمديد لأنه موضوع ثانوي، نظرا لطبيعة الأحداث التي تحصل، ولكن أحب أن أقول له إن تضحيات الجيش لا تعني التمديد له، وخصوصا أننا نعارض التمديد بالمطلق، وهذا ليس تصريحا خاصا بهذه المناسبة، بل هو سعي منا لعدم المساس بتراتبية الجيش، ولعدم اللعب بقوانين الجيش المعمول بها في دول العالم كلها، إذ لا يجوز أن يتناول كل منا هذا الموضوع على سجيته. هذا موضوع ثانوي يريدون من خلاله فتح سجال بمواضيع أخرى. إضافة إلى ذلك، عليهم أن يعلموا أننا الأولى بإعطاء الرأي بموضوع تعيين قائد للجيش، فنحن أولى من سعد الحريري ومن أي حزب آخر، وفقا لتقاليد التعيينات، ولا يجوز أن يتجاوزنا أحد في هذا الموضوع، لأننا نحن من نمثل المسيحيين في الحكومة، ونحن من نمثل الأكثرية من المسيحيين في أكثر من قضاء، ولسنا مرتهنين لأي أحد بقراراتنا، ونتمنى من الجميع احترام القواعد المعمول بها وألا يقوم أحد بتجاوزها".
وبعد أقل من ساعتين على تصريحات عون رد الرئيس الحريري في بيان صدر عن مكتبه بالقول "هلّ علينا الجنرال ميشال عون بإعلان رفضه التمديد لقائد الجيش، والمجاهرة بحقه الحصري في مقاربة هذا الامر. فاسمح لنا يا حضرة الجنرال، لأن الجيش اللبناني هو للبنانيين كلهم، مسيحيين ومسلمين، وقيادة الجيش تختزل هذا المفهوم الوطني منذ تأسيس الجيش ولا يجوز لأي طرف سياسي أو طائفي أن يدعي احتكار ذلك. أما ادعاؤك بمعرفة الجيش والقيادة أكثر من سواك، فهو على ما أعتقد أمر مشكوك فيه، إذا عدنا بالذاكرة إلى القيادة التي وجدت الهروب من القصر تحت وطأة قصف النظام السوري، الحليف الحالي والعدو السابق للجنرال، أفضل وسيلة للتعبير عن القيادة المثالية. إن شهداء الجيش هم شهداء لبنان سواء قدموا أرواحهم فداء للوطن في صيدا أو نهر البارد او على متن طوافة عسكرية يا حضرة الجنرال.لقد أعلنا عن وقوفنا مع الجيش قولا وعملا، وأعطيناه الغطاء الكامل للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الدولة وتهديد السلم الوطني. فحبذا لو فعلت الشيء نفسه يا جنرال عندما تعرض الجيش للاعتداء على يد حليفك حزب الله في مارمخايل أو بعد حادثة الطوافة واستشهاد الضابط سامر حنا.
تزامنا نفت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ما تناوله عدد من المواقع الإلكترونية وبعض الصحف عن وضع قائد الجيش العماد جان قهوجي استقالته بتصرف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حال لم يتم السماح للجيش باقتحام المربع الأمني للمسلحين في منطقة عبرا.
وأشارت القيادة في بيان إلى أن سليمان أعرب عن ثقته الكاملة بالمؤسسة العسكرية وقيادتها، وعن دعمه للإجراءات الأمنية كلها التي سيتخذها الجيش للرد على اعتداء المسلحين وإعادة فرض الأمن والاستقرار في المنطقة المذكورة".