العريش ـ يسري محمد أكدت مصادر أمنية وحدودية وشهود عيان في مدينة رفح المصرية أن لا زالت مستمرة على الرغم من مواصلة الجيش المصري حملته الأمنية التي بدأها الشهر الماضي لتدمير الأنفاق. وأوضحت المصادر الأمنية المصرية في شمال سيناء أن الحملة الأمنية على الأنفاق لا زالت مستمرة بمنطقتي الصرصورية والبرازيل وأن عمليات الإغلاق تعتمد على الغمر بالمياه لكنها أصبحت طريقة غير فعالة للتخلص من الأنفاق بعد قيام أصحاب الأنفاق الأرضية بتبطينها بمواد عازله وخرسانية مقاومة للمياه وقيام الفلسطينيين باستخدام شفاطات مياه .
وأضافت أن أصحاب الأنفاق التي تم هدمها من قبل الجيش المصري خلال الفترة الماضية قام مهربون فلسطينيون بإعادة إصلاحها وتغيير مسارها وإعادتها للعمل من جديد .
وتابعت قائلة "كما أن أصحاب الأنفاق يقومون بإطلاق النيران على المدرعات التابعة للقوات المسلحة في منطقة البراهمه لوقف عمليات هدم الأنفاق إلا أن قوات الجيش تعاملت معهما وفروا هاربين دون وقوع إصابات" .
و شكلت الأنفاق في الفترة الأخيرة حافزًا للمتهمين بقضايا جنائية وأخلاقية للهروب من رفح المصرية أو الفلسطينية لسهولة الفرار من الأنفاق باتجاه مصر والعكس فخلال دقائق يمر الفرد تحت الأرض عبر الأنفاق  ويكون في عالم اخر وحياة جديدة قد تمكن الهاربين  الذهاب الى دول أخرى .
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن العشرات من المطلوبين لدى سلطات التحقيق المصرية والمطلوبين للثأر والخلافات القبلية سواء في مصر أو قطاع غزة تمكنوا من الفرار ، كما تكثر عمليات التهريب لجميع أنواع المخدرات خاصة الأقراص المخدرة مثل الترامادول والمنشطات الجنسية.
ودمرت مصر عشرات فتحات الأنفاق التي أعاد المهربون حفرها من جديد بعد قيام أجهزه الأمن بسدها خلال حملتها الموسعة على الأنفاق التي بدأت في أغسطس الماضي ضمن الحملة الضخمة بسيناء في أعقاب مقتل 16 ضابطا وجنديا مصريا في هجوم مسلح على نقطة حدودية برفح.
 وتنتشر في مدينة رفح المصرية البضائع الفلسطينية بكثافة والتي يتم تهريبها من غزة إلى مصر عبر الأنفاق ومنها الأغطية والمفروشات و البهارات بجميع أنواعها و الملابس الجديدة والمستعملة والقهوة والكاكاو وبعض المنتجات الإسرائيلية مثل الألبان البودرة و الصابون وبعض المنظفات.
وتقول المصادر الأمنية ان التخلص من الأنفاق يتم بثلاثة طرق الأولى الغمر بالمياه و الثانية التدبيش أو الردم بالأتربة والرمال إذا كانت داخل الكتلة السكنية و الثالثة التفجير إذا كانت بعيده عن الكتلة السكنية بالمزارع أو المناطق غير المأهولة بالسكان .
 وقال شهود عيان انه رغم سماح السلطات المصرية بمرور عدد من الشاحنات المحملة بالحمصة " الحجارة الصغيرة المكسرة التي تستخدم في خلطة الاسمنت " لقطاع غزة يوميا عبر معبر رفح البري في إطار الاتفاق المبرم بين الحكومة المصرية و القطرية من أجل إعادة أعمار غزة إلا أن عمليات تهريب أخرى ما زلت تتم عبر الأنفاق الأرضية المنتشرة ما بين مصر والقطاع بطول الحدود التي تبلغ حوالي 13 كيلو متر.
ويضيف شهود العيان أن الطريق الرئيسي لرفح و المعروف بالشارع العام أصبح أشبه بطريق المحاجر حيث تعبر الشاحنات الثقيلة يوميا في طريقها للأنفاق المختلفة بأحياء رفح القريبة من الحدود بمناطق " الصرصورية و البرازيل و صلاح الدين والبراهمه " شمالي معبر رفح .
ويقول محمد حسين أحد الموظفين العاملين بمدينة رفح "إن وجود العديد من الأكمنة والحواجز الأمنية على الطريق سواء من العريش إلي رفح أو الشوارع المؤدية لمناطق الأنفاق لم يمنع عبور بل سائقي الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع المهربة دون اعتراض من الأمن ".
وعند مسجد حي النور برفح وبالشارع الرئيسي العشرات من السيارات الأجرة والملاكي في انتظار المسافرين الفلسطينيين سواء القادمين أو العائدين إلى غزة عبر الأنفاق الأرضية وكلا له تسعيرة خاصة.
التجار الفلسطينيون أيضا يأتون لأسواق مصر خاصة أسواق رفح المصرية عبر المعبر بطريقة شرعية وينتظرون البضائع التي تصل إليهم عبر الأنفاق برفح المصرية للتهرب من دفع الضرائب والجمارك.
ويبدأ حفر الأنفاق عادة من الجانب الفلسطيني حيث يعمل في هذه المهنة الآلاف من الفلسطينيين وعند وصول النفق إلى الجانب المصري يتم اخرج العلامة وهنا يكون دور الوسيط المصري الذي يؤكد على أن هذا هو المكان الصحيح ليتم حفر الفتحة من الجانب المصري من الحدود.
و النفق ألذي يبدأ من الجانب الفلسطيني يسير في خط متعرج حتى لا تعرف بدايته إذا ضبط من الجانب المصري ، وعندما يقترب من الوصول إلى نهايته في الأراضي المصرية يتم عمل ثلاث فتحات أو أكثر للنفق الواحد حتى إذا تم ضبطت واحدة يظل العمل مستمرا عن طريق بقية الفتحات.

http://www.youtube.com/watch?v=vnu_pTWS2So&feature=youtu.be