الجزائر- حسين بوصالح  اكدت مصادر أمنية ان مقتل أمير منطقة الصحراء لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد الحميد أبو زيد، حدث قبل أيام في غارة جوية للطيران الفرنسي على تغرغارين بجبال آفوغاس، بعد طلب القوات التشادية المساعدة  ليدفن معه سر كنوز الصحراء وملايين اليورو التي  حصل عليها في عمليات فدية.و أوضحت المصادر أن عبد الحميد أبو زيد تولى بنفسه قيادة مجموعة من مقاتليه في المعركة الحامية التي جرت بعد الكمين الذي أعد للقوات التشادية الخاصة، وأنه كان يسعى إلى خطف جنود فرنسيين لاضافتهم على الرهائن الذين كانوا بحوزته، مشيرة إلى مقتل أكثر من 50 عنصرا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي  خلال المعارك من ضمنهم قادة ميدانيون لم يتسن التأكد من أسمائهم.  
وقال خبراء أنه بمقتل عبد الحميد أبو زيد يضيع سرّ كان الوحيد الذي يملك مفاتيحه وهو مصير ملايين اليورو التي  حصل عليها في عمليات فدية آخرها 16 مليون يورو تسلمها من جهة وسيطة يعتقد أنها من قبل شركة آريفا مقابل اطلاق ثلاث رهائن، من أصل سبعة يعملون في الشركة، هم أليكس كودجو من التوغو، فرانسواز لا ريب (زوجة احد الرهائن)، وملغاشي يدعى جان كلود راكوتريالو.
واشتهر أبو زيد بالتقتير في صرف النفقات وكان الوحيد الذي يتصرف في الأموال الكثيرة التي جناها من فدية الرهائن، وفي غياب وسائل لحفظ الأموال الكثيرة التي تدفقت عليه في السنوات الأخيرة كان عبد الحميد أبو زيد  يخفي ملايين اليوروهات في الصحراء، مستعينا على حفظ مكانها بإحداثيات الجي بي أس لا يعرفها سواه.
وظل أبو زيد يحرص على الذهاب وحده في مناطق من الصحراء الشاسعة لإخفاء الأموال التي نذرها لشراء السلاح والسيارات لكتيبته، كما اشتهر بأنه الأكثر شجاعة والأكثر جرأة، وظل الفرنسيون يعتبرونه ابن لادن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد اشتهر أيضا بكرهه للفرنسيين واستهدافه للمصالح الفرنسية، وقد نجح في الوصول إلى الرقم القياسي من حيث المشاركة في العمليات العسكرية  في ليبيا وموريتانيا والنيجر.
وكان أبو زيد قد اختطف العدد الأكبر من الرهائن، ويعتبر في تنظيم القاعدة الأكثر براعة في قيادة السيارات الصحراوية، وسبق له أن اشتبك مع مجموعة محمد ناجم  القائد العسكري وزعيم الحركة الوطنية لتحرير أزواد على الحدود الليبية الجزائرية، كما عبر إلى تونس حيث قصف آنذاك من قبل الطيران الفرنسي وقتل عدد من رجاله جراء القصف، وتمكن هو من النجاة من الطيران الفرنسي، وكاد يموت عطشا في رحلته تلك حيث نفذت المياه التي كانت بحوزته ورفاقه، وسافر أسبوعا كاملا في الصحراء من دون مياه، وقتل منهم العطش حوالي 7 أشخاص.
ومن بين من كان مع أبو زيد في رحلة الخوف تلك مؤسسو جماعة التوحيد والجهاد الذين التحقوا بكتيبته منذ التحاقهم بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخاصة المنحدرين من جبهة البوليزاريو، وعين عبد الحميد أبو زيد اخيرا كنائب أمير منطقة الصحراء يحي أبو الهمام بعد مقتل نبيل أبو علقمة.
واشتهر أبو زيد أيضا بمعرفته الواسعة التي لا تضاهى بالدروب في الصحراء، وهو فضلا عن ذلك ميكانيكي بارع، ومستخدم جيد لكافة أنواع الأسلحة، ويحظى باحترام كبير جدا بين العناصر الشابة خاصة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي