قوات الأمن الأفغانية تتخذ موقعها بالقرب من مكان الهجوم الانتحاري
كابول ـ أعظم خان
شنت حركة "طالبان" هجومًا انتحاريًا على أحد مجمعات الشرطة في العاصمة الأفغانية كابول، فجر الإثنين، عندما قامت بتفجير سيارة مفخخة عند بوابة مقر شرطة المرور مما سمح لثلاثة من مقاتليها الانتحاريين الذين كانوا يرتدون سترات متفجرة بتفجير المبنى من الداخل، وقد أسفرت المعركة التي استمرت 8 ساعات عن
مقتل 3 رجال من شرطة المرور الأفغانية، هذا وقد أعلنت الحركة مسؤوليتها عن الهجوم قبل أن ينتهي، في خطوة وصفها المحللون بأنها رد عملي من "طالبان" على مزاعم الولايات والمتحدة وقوات "الناتو" التي تقول "إن أفغانستان باتت أكثر أمانًا وأن القوات المحلية قادرة على تحمل مسؤولياتها الأمنية في البلاد".
ويُعتبر هذا الهجوم هو الثاني الذي تتعرض له قاعدة أمنية في كابول خلال يومين، مما يوحي بأن المقاومة الأفغانية قد عدلت من أساليبها بهدف للتعرف على القدرات الدفاعية، في الوقت الذي تقوم فيه القوات الدولية بتسليم المهام والمسؤوليات الأمنية في البلاد إلى القوات المحلية الأفغانية، وتأتي الواقعة لتؤكد حجم التحديات التي تنتظر قوات الأمن الأفغانية بعد انسحاب القوات الدولية، حيث يقول شهود عيان "إنه تم استدعاء القوات الخاصة النرويجية إلى موقع الحدث لمساعدة القوات الأفغانية في التصدي للمهاجمين".
ومن جانبه، قال المتحدث باسم قيادة "الناتو" في أفغانستان الجنرال غونتر كاتز، "إنه من الواضح أنه كلما تولت القوات الأفغانية المزيد القيادة والمسؤولية الأمنية كلما زاد معدل استهداف المقاومة الأفغانية لهم، إن (طالبان) تتعرض الآن للهزيمة، وتحاول شن هجمات تحقق لها أكبر قد ممكن من التغطية الإعلامية".
وقد ذكرت مصادر في الشرطة الأفغانية أن "المقاتلين الـ5 بدأوا هجومهم في الساعة الخامسة والنصف صباحًا، وقد قام الأول بتفجير سيارة بينما قتل الثاني عندما انفجرت سترته عند البوابة، مما سمح للثلاثة الآخرين باقتحام المبنى الذي يقع في غرب العاصمة، وقد قام هؤلاء بإطلاق قذائف صاروخية ونيران أسلحة آلية خفيفة من خلال نوافذ المبنى مستهدفين بذلك منشآت الشرطة الأخرى القريبة من البناية، وقد ظلت أصوات الانفجارات تتردد طوال ما يزيد عن ثماني ساعات".
وأفاد رئيس شرطة كابول محمد أيوب سالانجي، أن "أربعة من رجال شرطة المرور وثمانية من المدنيين قد أصيبوا خلال الهجوم، وأن قوات الأمن المحلية لم تفشل في التعامل مع الهجوم"، مشيرًا إلى "وجود وثائق مهمة داخل إدارة المرور الأمر الذي كان يحتم على رجال الأمن التعامل بحذر خلال العملية حتى لا تحترق الوثائق والمستندات في المبنى، وأن هذا كان السبب في أن تستغرق المهمة كل هذا الوقت".
ومن جهتها، أعلنت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن الهجوم قبل أن ينتهي، وقال المتحدث باسم الحركة ظبي الله مجاهد، عبر مكالمة هاتفية مع صحيفة "الديلي تلغراف" "إن هدفنا هو مقر شرطة حرس الحدود وأكاديمية التدريب التي يتواجد فيها المستشارين الأجانب ومدربيهم، وإن مقاتلينا بدأوا إطلاق نيرانهم عليهم بعد الانفجار الأول".
وكان 6 من الانتحاريين من حركة "طالبان" قد قاموا، الأربعاء الماضي، بمهاجمة مقر مديرية الأمن الوطني ومقر وكالة الاستخبارات الأفغانية في وسط كابول، حيث قام أحدهم بتفجير سيارة "فان" محملة بالمتفجرات عند البوابات، قبل أن يخرج الخمسة المسلحين الآخرين الذين كانوا يرتدون سترات متفجرة من السيارة الثانية، وأسفر الهجوم عن مقتل حارس وإصابة العشرات من المارة بالإضافة إلى مقتل الانتحاريين الستة.