رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل مع إسماعيل هنية لدى وصول الأول إلى غزة
رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل مع إسماعيل هنية لدى وصول الأول إلى غزة
غزة ـ محمد حبيب
أجمع مراقبون ومحللون سياسيون على أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، ووفود من أعضاء المكتب السياسي في الخارج، إلى قطاع غزة، ما كان لها أن تتم لولا انتصار المقاومة على الاحتلال في معركة "حجارة السجيل". وأوضح المحللون، أن زيارة وفد "حماس" لغزة جاءت عقب توقيع اتفاق
التهدئة الذي نجحت المقاومة خلاله باشتراط عدم المساس بقادة المقاومة من قبل الاحتلال كشرط أساسي للقبول بوقف إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية.
وأكدوا على أن الزيارة ستساهم بشكل كبير في دفع عجلة المصالحة إلى الأمام، من خلال اللقاءات التي سيجريها وفد "حماس" الزائر مع الفصائل كافة في غزة، واعتبارها استكمالاً لانتصار المقاومة.
ويرى المراقبون أن الزيارة تحمل كثيًرا من الأبعاد والرسائل السياسية على الصعيدين الفلسطيني والإقليمي، إضافة إلى التأكيد على الالتحام الحقيقي بين حماس الداخل و الخارج .
أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن زيارة وفد "حماس" إلى قطاع غزة، برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل تأتي في إطار تدعيم خيار المقاومة، والحفاظ على ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال: "إن زيارة مشعل للقطاع عقب انتصار غزة على الاحتلال عززت نهج المقاومة الذي تسلكه "حماس" لتحرير فلسطين"، لافتًا النظر إلى أن الاستقبال الجماهيري الذي حظي به وفد "حماس" يدلل على التفاف الجماهير الفلسطينية حول خيار المقاومة الذي تقوده الحركة.
وأوضح الصواف أن زيارة مشعل وإخوانه ثمرة من ثمار انتصار المقاومة على العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، مشددًا على أن المقاومة صاحبة الفضل في وصول مشعل والوفد إلى غزة.
وعن الرسائل التي أراد مشعل إيصالها من خلال زيارته منزل الشهيد الشيخ أحمد ياسين والشهيد أحمد الجعبري، أوضح أن مشعل أراد أن يوصل رسالة واضحة لكل الأطراف بأن "حماس" هي ذاتها التي أسسها الشيخ الياسين، وستبقى متمسكة بخيار المقاومة الذي انتهجه القائد الجعبري لتحرير فلسطين، مؤكدًا أن مشعل نجح في إرسال هذه الرسالة لكل من حاول تشويه الحركة.
وقال الصواف: "إن صورة جديدة للمشهد السياسي الفلسطيني سترسمها زيارة مشعل من خلال إتمام المصالحة، وإعادة الوحدة بين غزة والضفة"، مشددًا على أن زيارة مشعل ستوفر مناخًا إيجابيًا لإنهاء الانقسام إن توفرت النية الصادقة عند بقية الأطراف الفلسطينية.
وبين أن "حماس" قامت بخطوات إيجابية غير مسبوقة لطي صفحة الانقسام الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية وسمعة الشعب الفلسطيني المقاوم، منوهًا إلى أن حركة "فتح" مطالبة هي الأخرى بخطوات تساهم في اتمام المصالحة.
من جهته أكد المحلل السياسي د. هاني البسوس في الحديث عن الأبعاد السياسية لانطلاقة الحركة هذا العام أن "حماس" وصلت إلى مستوى سياسي مميز، وأنها تحظى بالتفاف وطني وإقليمي حولها, "فقد أسهمت الحرب الأخيرة على غزة في رفع مكانتها كثيرًا في المجتمع الفلسطيني وفي المحيط العربي".
وبين البسوس أنه بات واضحًا أن الحركة حققت إنجازات كبيرة على الصعيد الأمني والسياسي والعسكري والاقتصادي، "حتى أصبحت من الحركات الإسلامية التي تعتبر قدوة في فلسطين والعالم، بعد أن قدمت نموذجًا مميزًا على كل الأصعدة".
ولفت إلى أن حماس قدمت إنجازات ضخمة ستتوج حاليًا بزيارة مشعل لغزة في أجواء احتفالية، رفقة وفود عربية ستحضر خصيصًا لمهرجان انطلاقة الحركة، الذي من المتوقع أن يضم حشدًا جماهيريًا ضخمًا.
أما المحلل السياسي خليل شاهين فأكد بدوره أن زيارة مشعل إلى القطاع تتويج لانتصار المقاومة في غزة، واحتفال به, مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة أعطت حماس شرعية كبيرة، واعترافًا شبه دولي بها، وبحكمها في غزة.
واعتبر شاهين أن الزيارة تأتي في سياق التحولات السياسية التي حصلت بعد الحرب على غزة والدور المتزايد لحركة حماس على صعيد الاعتراف بشرعيتها إقليميًا ودوليًا، "لكن هذا الاعتراف يتوقف على القبول بمبدأ التسوية السياسية".
وأضاف: "رؤية مشعل واقعية وتتواءم مع بدايات التحولات السياسية في الحركة، والدور الذي يمكن أن تضطلع به في المنظومة السياسية الفلسطينية".
وهنا، اعتبر البسوس أن مشعل يزور غزة في جو من الاطمئنان الأمني الكبير وثقة عالية في الله تعالى أولاً، "ثم في المقاومة التي حققت إنجازات ضخمة بعد الحرب الأخيرة، التي توجت باتفاق تهدئة", قائلاً: "مشعل مطمئن على أن المقاومة قادرة على ردع قوات الاحتلال، في حال أقدم الأخير على ارتكاب أي عمل قد يقلب المشهد السياسي والميداني".
وشدد على وجود تخوف كبير لدى المسئولين الأمنيين من إقدام إسرائيل على اغتيال مشعل، باعتباره على رأس المكتب السياسي لحماس, منوهًا إلى أن حضوره مهرجان الانطلاقة سيؤكد الوحدة الوطنية, "لأن انطلاقة الحركة في هذا العام ستكون انطلاقة لقطار المصالحة، التي عطلت فترات طويلة", متوقعًا إنجاز الأخيرة قريبًا.
وأوضح البسوس أن هذه الزيارة تؤكد أن "حماس" تمثل الشرعية الوطنية المنتخبة، "وهذا ما أجمع عليه كل من زار غزة خلال الحرب وبعدها, فالحكومة أصبحت محل ثقة الجميع، بعد أن نفذت دورًا كبيرًا على الصعيدين الأمني والسياسي في غزة".
واعتبر زيارة مشعل إعلانًا عن نقطة تحول نوعية في تاريخ الحركة، التي ستدخل في نوع جديد من العمل السياسي والدبلوماسي, متوقعًا أن تقود حماس الشعب الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة نحو التحرر والاستقلال، "خاصة أنها تحظى بشعبية كبيرة وغالبية ساحقة على الأرض".
وبيّن أن نقطة التحول تأتي ضمن منظومة فلسطينية جديدة ومتكاملة تضم جميع أطياف الشعب، "لكن حماس ستكون صاحبة اليد الكبرى في هذه المنظومة، نظرًا إلى قوتها في الشارع الفلسطيني".
بدوره، قال المحلل السياسي حسن عبده: "إن زيارة مشعل وأعضاء من المكتب السياسي إلى غزة ما كان لها أن تكون لولا الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية على الاحتلال، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع الساحلي، والذي استمر لمدة 8 أيام".
وأوضح عبده، أن زيارة مشعل لقطاع غزة تستكمل مشوار الانتصار الذي حققته المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي خلال المعركة التي عرفت بـ "حجارة السجيل"، مشيرًا إلى أن زيارة وفد "حماس" دليل على انتصار المقاومة في معركتها مع الاحتلال.
وأضاف أن مشعل يزور غزة في ظل اتفاق التهدئة الذي أبرمته المقاومة مع (إسرائيل) بوساطة مصرية، لافتًا النظر إلى أن وفد "حماس" برئاسة مشعل يزور غزة للمرة الأولى بعد نجاح المقاومة في انتزاع تعهد من الاحتلال بعدم المساس بقادة المقاومة، كشرط رئيس للدخول في التهدئة.
وتوقع عبده أن تنعكس زيارة مشعل إيجابًا على المصالحة، وإعادة توحيد الموقف السياسي الفلسطيني، مبينًا أن مشعل تعهد للفلسطينيين بإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة في اللحظات الأولى من دخوله للقطاع الساحلي.
وأشار إلى تواجد "فتح" وكافة الفصائل الفلسطينية في معبر رفح الحدودي لاستقبال خالد مشعل، لافتًا النظر إلى أن هذا ما كان ليحدث لولا الأجواء الإيجابية التي طفت على الساحة السياسية في الآونة الاخيرة.
في سياق متصل تناولت "هآرتس" العبرية الجمعة، دخول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى قطاع غزة، واحتفالات الحركة بالذكرى السنوية الـ 25 لتأسيسها، مشيرة إلى أنه قبل الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، والتي أطلق عليها "عامود السحاب"، قد كان يعتبر أن دوره قد انتهى من الناحية السياسية الداخلية للحركة. واليوم في إمكانه أن يتجول بحرية في قطاع غزة، كما أصبح الحديث عن "اتفاق مصالحة فلسطينية ليس من قبيل الأوهام".
وفي حين أشارت إلى دخول زوجة مشعل قطاع غزة، الخميس، أشارت إلى أن غزة تنتظر من وصفته "المنتصر الحقيقي في المواجهات الأخيرة خالد مشعل، حيث من المتوقع أن ينضم إليها مشعل ظهر الجمعة. كما من المتوقع أن يدخل قطاع غزة معه عن طريق معبر رفح نائبه موسى أبو مرزوق.
وكتبت أيضًا إلى أنه حتى بدء "عامود السحاب" فقد كان من المفترض أن يتنافس أبو مرزوق مع رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة إسماعيل هنية، في انتخابات سرية، على رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس.
وأشارت في هذا السياق إلى أنه بسبب دور مشعل المصيري في بلورة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، فإن التقديرات المصرية والفلسطينية تشير إلى أنه سيبقى في منصبه إلى حين انتخابات الرئاسة الفلسطينية على الأقل.
كما كتبت أن زيارة مشعل إلى قطاع غزة كانت تنطوي في السابق على مخاطرة كبيرة، بسبب الخشية من الاغتيال الإسرائيلي، ولكن في "العصر الجديد بعد عامود السحاب، والذي يتم الالتزام فيه بوقف إطلاق النار، فإن مشعل يستطيع أن يتجول بأمان في غزة".
واعتبرت الصحيفة أن زيارة مشعل ستكون بمثابة تحريك عملية المصالحة الفلسطينية مجددًا، خاصة بعد أن أعلنت حركة فتح أنها ستشارك في احتفالات "حماس" السنوية. وكتبت أنه "فجأة يصبح اتفاق المصالحة ليس وهمًا، وإجراء انتخابات لا يثير السخرية في وسط سكان قطاع غزة".
في غضون ذلك، كشف مصدر مطلع في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة تتجه لتجديد ولاية رئيس مكتبها الحالي خالد مشعل، السبت، وإعلان ذلك خلال المهرجان الذي تعتزم تنظيمه، السبت، في مدينة غزة.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن "مشعل عدل عن رأيه بشأن عدم تجديد ولايته رئيسًا للمكتب السياسي، نزولاً على ضغوط أعضاء المكتب".
وأضاف: "لن يتم إعادة انتخاب مشعل، بل تجديد ولايته، لأن هناك إجماعًا مسبقًا على التجديد له، لكنه كان يرفض ذلك، وقبوله يعني تجديد ولايته دون انتخاب".
وكان مشعل قد صرّح أكثر من مرة بأنه يرغب في ترك مكانه في رئاسة المكتب السياسي للحركة، بغرض إفساح المجال لقيادات أخرى.
ورجّحت المصادر أن تكون التطورات الأخيرة، وعلى رأسها اغتيال القائد البارز في حماس، أحمد الجعبري على يد إسرائيل منتصف الشهر الماضي، لها دور كبير في قرار مشعل.
وذكرت المصادر أن إعلان التجديد لمشعل، هو "المفاجأة" التي يحملها مهرجان ذكرى تأسيس حماس، الذي سيعقد ظهر السبت، والتي تحدثت عنه حركة حماس، أكثر من مرة.
وأوضحت أن رئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية والقيادي البارز في الحركة هو من سيعلن هذا القرار خلال المهرجان.
وانتهت الانتخابات الداخلية لحركة حماس في قطاع غزة قبل أشهر، ومن أبرز الشخصيات التي انتخبت لعضوية المكتب السياسي للحركة الأسيران المحرران يحي السنوار، وروحي مشتهى، اللذان أفرج عنهما ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، أخيرًا، والأعضاء السابقون محمود الزهار، وخليل الحية ونزار عوض الله، وأحمد الجعبري (الذي اغتالته إسرائيل منتصف الشهر الماضي)، وإسماعيل هنية –الذي يشغل حاليًا قائد "حماس" في قطاع غزة-، بالإضافة إلى زياد الظاظا –الذي عين في التعديل الوزاري الأخير نائبًا لرئيس حكومة قطاع غزة - وهو عضو جديد انضم للمكتب السياسي.
وأعضاء المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة 15 عضوًا، والأسماء السابقة أبرز الشخصيات التي تم انتخابها.
ويتولى خالد مشعل قيادة حركة حماس منذ 16 عامًا، حيث كان نائبه موسى أبو مرزوق رئيس المكتب السياسي للحركة قبله.