الرئيس اليمني الأسبق في جنوب اليمن علي ناصر محمد
صنعاء - علي ربيع
انضم الرئيس اليمني الأسبق في جنوب اليمن، علي ناصر محمد، السبت، إلى مجموعة من القيادات اليمنية المطالبة بعقد لقاء شامل للقوى السياسية الجنوبية برعاية خليجية وعربية، وطالب في رسالة بعثها إلى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر بسرعة اتخاذ خطوات عملية لعقد اللقاء
بحسب الاتفاق مع المبعوث الأممي في اتفاق سابق في دبي.
ويقاطع عدد من القادة اليمنيين الجنوبيين المقيمين في الخارج أعمال الحوار الوطني المنعقد في صنعاء، فيما يتمسك فصيل جنوبي يتزعمه نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، بمطلب الانفصال عن شمال اليمن واستعادة الدولة التي كانت قائمة في جنوب البلاد قبل أن تتوحد اندماجياً مع الشمال في العام 1990.
ويقيم علي ناصر محمد في الخارج منذ خروجه من اليمن،قبل أكثر من عقدين، وكان رئيساً في جنوب اليمن حتى العام 1986، حين فر من الجنوب بعد أحداث دامية بين جناحين في الحزب "الاشتراكي" الحاكم آنذاك، عرفت بأحداث "13يناير"، التي أسفرت عن غلبة التيار الذي يتزعمه خصمه اللدود علي سالم البيض.
وقال محمد في رسالته إلى بنعمر والتي تلقى"العرب اليوم" نسخة منها،نتطلع إلى اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ ما جاء في بيان اللقاء التشاوري مع معاليكم في دبي بتاريخ 9آذار/مارس 2013 الماضي حول التنسيق مع مجلس تعاون دول الخليج العربي وجامعة الدول العربية، لرعاية لقاء شامل للقوى الجنوبية للخروج برؤية ومرجعية سياسية، يتم الاتفاق عليها بين كافة الاطراف المشاركة والمؤمنة بالقضية الجنوبية العادلة".
وأبدى الزعيم اليمني الجنوبي ارتياحه عن تقرير المبعوث الأممي الذي قدمه إلى مجلس الأمن الدولي، الخميس، وقال"شعر الملايين داخل وخارج اليمن، للمرة الأولى، بأن صوتاً صادقاً أوصل صوت القضية الجنوبية، بأمانة إلى مجلس الأمن والعالم أجمع". واصفاً موقف بنعمر "بأنه الموقف الشريف والشجاع تجاه القضية الجنوبية".
وكان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة قدم تقريراً، الخميس، في جلسة مغلقة، إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات العملية الانتقالية في اليمن، وأحاط المجلس بتزايد الغليان الشعبي في جنوب اليمن والعصيان المدني المتصاعد، بسبب الظلم والإحباط الذي قال إنه أصاب الجنوبيين منذ عقدين، مطالباً الحكومة في صنعاء باتخاذ "تدابير فورية" لإعادة"ثقة" الجنوبيين.
وبعث القياديان الجنوبيان عبدالرحمن الجفري وبن فريد، الجمعة، برسالة مماثلة إلى المبعوث الأممي بنعمر، تحثه على الترتيب للقاء يجمع مختلف القوى في جنوب اليمن برعاية خليجية وعربية، لتوحيد مواقفهم تجاه مستقبل الجنوب في سياق العملية الانتقالية الحالية التي تشهدها البلاد.
ومن جهة أخرى، أمر الرئيس عبدربه منصور هادي، السبت، بإلغاء أي اتفاقيات تجارية وقعتها الحكومة تسمح بالاصطياد في المياه الإقليمية اليمنية، في سياق محاولة الرئيس اليمني، لتهدئة الغليان الذي يعم محافظة الحديدة(غرب البلاد)، بسبب شكاوى الصيادين، والاعتداءات على الأراضي من قبل نافذين.
وقال هادي بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية"آن الآوان لرفع الظلم عن محافظة الحديدة"، وأمر بـ"إلغاء أي اتفاقية اصطياد بالمياه الإقليمية اليمنية كونها مخالفة للقوانين والأنظمة" و"سرعة تحويل مبلغ من مخصصات الدعم الدولي لتطوير وتأهيل ميناء الحديدة على أحدث الأسس المتعارف عليها عالمياً، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع الصرف الصحي لمدينة الحديدة ".
ويعيش اليمن فترة انتقالية أعقبت تنحي الرئيس اليمني السابق صالح عن السلطة، بموجب خارطة طريق خليجية مدعومة دولياً وتشرف الأمم المتحدة على تنفيذها، في حين تشهد البلاد حواراً وطنياً بموجب هذه الخارطة، بدأ في الـ18 من آذار/مارس الماضي، ويستمر لمدة ستة أشهر، لمناقشة مستقبل البلاد، وإيجاد حلول توافقية بين الأطراف بشأن شكل الدولة وكتابة الدستور الجديد، وتحقيق العدالة الانتقالية، وصولاً إلى انتخابات عامة في شباط/فبراير 2014.