رئيس حزب "المستقبل" الموريتاني محمد ولد
نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
أكد بربص أن موريتانيا تعيش ظروفًا صعبة، وتراجعًا غير مسبوق في الديمقراطية والحريات، في ضوء انفراد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالسلطة، حيث وصفه بـ"المنتهك للدستور"، مشيرًا إلى أن الشعارات التي يحملها النظام لمحاربة الفساد والرشوة "جوفاء"، حيث وصل
الفساد والمحسوبية إلى ذروتهما في موريتانيا.
وأكد ولد بربص في تصريح لـ"العرب اليوم" الثلاثاء، أنهم في صدد إطلاق مبادرة سياسية لحل الأزمة السياسية في موريتانيا، التي جاءت في ظل استمرار برلمان ومجالس بلدية منتهية الصلاحية، حيث أشار إلى أن معالم مبادرتهم ستتضح قريبًا، حيث لازالت منسقية المعارضة تدرس هذه الخطوة، مؤكدًا أن جلوس مختلف الأطراف السياسية للحوار بشأن مجمل القضايا المطروحة سيساهم في إرساء سفينة الاستقرار، مشددًا على تمسك حزبه بخط ونهج المنسقية، التي ينضوي تحت لوائها.
كما أوضح رئيس حزب "المستقبل" أثناء حديثه في مهرجان خطابي أقيم في نواكشوط، والذي يعتبر الأول لحزبه في العاصمة منذ حصوله على الترخيص، أن نظام الرئيس ولد عبد العزيز لا زال ينتهج أساليب تضليل الرأي العام، من خلال سياسة الترغيب والترهيب، من أجل ردع وثني معارضيه عن مسارهم المناهض للظلم والتهميش، واصفًا النظام بأنه "فشل في محاربة العبودية المشينة ومخلفاتها، و أخفق في القضاء على مظاهر الظلم والغبن و التهميش الممنهجة، والتسوية النهائية لملف الإرث الإنساني"، كما أضاف بربص قائلاً "إن تلك القضايا تعتبر أكبر المعوقات التي تحول دون تجسيد تلك الوحدة، لاسيما بعد تسارع اكتشاف حالات الاسترقاق وتواطؤ القضاء والإدارة والأمن مع معظم ممارسي الاسترقاق في موريتانيا".
كما تطرق بربص إلى المجال الاقتصادي، قائلاً "إن النهب والتسيب وانتشار الرشوة والزبونية وانعدام الخطط التنموية وغياب التقييم والمتابعة، شكلت عوامل رئيسية من بين أخرى كثيرة في إضعاف اقتصاد البلد، وبقاءه ضمن مصاف البلدان الفقيرة، رغم ما يحتوي عليه من ثروات متعددة، ورغم إدعاء الحكومة امتلاكها الموارد المالية، ورغم الأرقام التي ما فتئ النظام يقدمها من حين إلى آخر".
وعن الحرب الدائرة في شمال مالي، أكد رئيس حزب "المستقبل" محمد ولد بربص قائلاً "إن موريتانيا ليست بمعزل عن التدهور في شمال مالي، حيث تتربص بها أخطار خارجية، لعل أكثرها تهديدًا ظاهرة التطرف والإرهاب، وهي الظاهرة التي فككت تداعياتها وحدة دولة مالي المجاورة"، داعيًا إلى مساعدتها في لم الشمل، واستعادة حوزتها الترابية، وتجاوز مشاكلها العالقة بالحوار، منوهًا إلى "ضرورة استخلاص العبر من تجربة مالي المجاورة، لتفادي السقوط".