المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي
طهران ـ مهدي موسوي
يشير خبراء ومحللون سياسيون إلى أن الشخصية الوحيدة المؤثرة في نتيجة الانتخابات لا تتمثل في أي من مرشحي الرئاسة الستة في الانتخابات الإيرانية المقرر عقدها، الجمعة، وإنما تتمثل في شخصية ، الذي يهمين بشبحه على أجواء الانتخابات، حيث إنه يبذل أقصى
جهوده ليفرض سيطرته وتأثيره على المرشحين والإرادة الشعبية الممثلة في الناخبين، فهو الرجل صاحب الكلمة الأخيرة في كل قرار يتعلق بالشؤون الإيرانية داخل المنظومة السياسية الإيرانية.
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً لمراسلها روبرت تايت الذي سبق وأن أمضى ثلاث سنوات في طهران ثم قامت السلطات الإيرانية بطرده في إطار حملتها ضد المراسلين الأجانب في إيران.
وفضلاً عن ذلك، فإن هذا هو نفسه رأي المرشحين أنفسهم.
فقد لخص تلك الحقيقة عمدة طهران محمد باقر قاليباف، عندما قال في المناظرة التليفزيونية إن مهمة الرئيس هي تنفيذ البرامج التي يحددها لها المرشد الأعلى.
وعلى ما يبدو فإن خامنئي قد عقد العزم على تجنب تكرار ما حدث في أعقاب انتخابات 2009 كما أنه على استعداد لتحمل المزيد من الميول الاستقلالية التي أبداها أحمدي نجاد، الذي فشل في تحدي سلطة المرشد الأعلى.
وأكد خامنئي سلطاته من خلال مجلس حماية الدستور، الذي قام بتصفية المرشحين من حوالي 700 مرشح إلى ثمانية فقط، وذلك من أجل ضمان وجود مرشحين طيعيين، بل إن المرشح الإصلاحي البارز والشيخ المعتدل حسن روحاني، البالغ من العمر 64 عاما، يرتبط بعلاقات وثيقة مع المرشد الأعلى بفضل دوره السابق في المفاوضات النووية الإيرانية.
يذكر أن خامنئي هو الشخصية المحورية في إيران منذ أن خلف الزعيم الروحي للثورة الإسلامية آية الله الخُميني العام 1989 وهو متهم بدعم نظام فريد يتحكم فيه الشيوخ الإسلاميون والذي سبق وأن قام بوضعه لفه.
وعلى الرغم من ذلك فقد كان هناك شخصيات وقوى أخرى داخل اللعبة الإيرانية مثل الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، الذي سبق وأن ذاق معه الإيرانيون طعم الحرية التي لم يسبق لهم التمتع بها من قبل.
وهناك أيضًا ابن السبعين، والرئيس الإيراني الأسبق وأحد أعمدة الثورة الإسلامية علي أكبر هاشمي رافسنجاني، والذي اصبح بمثابة نقطة يتجمع حولها الشباب الإيراني سعيًا وراء الحفاظ على مظهر من مظاهر الحرية والليبرالية، وسط أجواء من القيود الاجتماعية المتشددة، وقد كانت هناك علاقة قوية بينه وبين المرشد ولكنهما اختلفا بشأن مسألة العلاقات مع أميركا.
ووضع خاميسوس من أجل حماية سلطاته من أي تهديد كل موارد الدولة لدعم انتخاب أحمدي نجاد العام 2005، والذي لم يكن ذائع الصيت آنذاك، ونجح أنذاك بفضل عدم تمتع رافسنجاني آنذاك بتأييد الكثير من الناخبين، ومع ذلك فإن نجاد لم يكن بالرئيس الذي كان يحلم به خامنئي فقد كان استفزازيا ومصدرًا للتسلية لوسائل الإعلام المحلية والخارجية.
وعلى الرغم من عدم وجود وصفة للاستقرار السياسي الذي ينشده خامنئي، إلا أن الناخب الإيراني وهو يتوجه إلى صندوق الاقتراع سوف يكون ذهنه مشغولاً ليس بأي من المرشحين الموضحين بورقة الاقتراع، وإنما بهيمنة وسيادة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وسوف يختار من يحقق للمرشد تلك الهيمنة والسيادة.