حملة القصف المكثف في تشرين الثاني على قطاع غزة
لندن ـ سليم كرم
قامت الحكومة البريطانية بانتقاد إسرائيل وذلك بإدراجها ضمن قائمة تضم 28 دولة تثير قلقها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، ومن شأن هذه الانتقادات البريطانية أن تتسبب في إزعاج إسرائيل التي طالما كانت تفتخر بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي تعتبر بريطانيا حليفًا لها في ظل تزايد
الانتقادات الأوروبية لسياساتها، فيما جاء في التقرير الربع سنوي الذي نشر،الخميس ، الماضي عن الفترة الربع الأخيرة من عام 2012، أن إسرائيل تشترك مع دول مثل أفغانستان وبيلاروسيا وإيران وزيمباوي، والتي تنظر وزارة الخارجية البريطانية إلى سجلها في حقوق الإنسان بعين القلق، كما ضم التقرير السلطة الفلسطينية إلى جانب هذه الدول وذلك على الرغم من إشارة التقرير إلى أن رفض إسرائيل دفع الإيرادات الجمركية إلى الفلسطينيين قد أضعف من قدرة الزعامة الفلسطينية على تنفيذ النظام والقانون، وعلى جانب آخر رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق رسميًا، الجمعة، على تقرير الحكومة البريطانية، إلا أن مصادر رسمية بالخارجية الإسرائيلية قالت " إنها قرأت تفاصيل التقرير وأنها لا تجد فيه سوى اختلاف في وجهات النظر وأنهم على اطلاع بذلك".
هذا وقد ركز التقرير الذي تناول أوضاع حقوق الإنسان في إسرائيل في 4 صفحات ،على حملة القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، والخطط الإسرائيلية التي أعلنت أخيرًا لتوسيع النشاط والتواجد الاستيطاني المثير في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.
وكانت إسرائيل في أعقاب نجاح السلطة الفلسطينية في ترقية وضعها إلى دولة غير عضو في الأمم المتحدة ، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قد أعلنت عن اعتزامها على المضي قدمًا في بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في المنطقة المعروفة باسم (E1) في القدس الشرقية والضفة الغربية. وقد ردت كل من بريطانيا وإسبانيا والدانمارك والسويد آنذاك بتسليم السفير الإسرائيلي لديها احتجاجًا على ذلك.
ومن جانبهم يعترف دبلوماسيين بريطانيين في إسرائيل بتزايد انزعاج وإحباط الحكومة البريطانية من عناد بنيامين نيتانياهو في توسيع المستوطنات اليهودية لتشمل المناطق التي يفترض أن يقام عليها الدولة الفلسطينية في المستقبل، وهي سياسية تعتقد بريطانيا أن يمكن أن تقضي تمامًا على العملية السلمية، وقيام الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات أقوى للتعبير عن هذا إحباطها.
وقبل عملية التصعيد الأخيرة التي شهدها قطاع غزة وإعلان نيتانياهو بشأن توسيع النشاط الاستيطاني بالمنطقة (E1)، قام السفير البريطاني ماثيو غولد في إسرائيل بتحذير إسرائيل من أن الاستمرار في التوسع الاستيطاني يزيد من تضاؤل الدعم الدولي لها.
ومن ناحيته قال غولد في تصريحات أدلى بها إلى القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي "الدعم الذي تحظى به إسرائيل بدأ يتآكل، وأن هذا التآكل بات ملموسا في الكتلة الوسطى بالبرلماني وليس الكتلة الهامشية " وأكد على أنه بدأ يرى تحولا في هذه المجموعة".
وتأتي الانتقادات البريطانية في الوقت الذي حثت فيه الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية على عدم القيام بمقاطعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، وهي خطوة متوقعة من الجانب الإسرائيلي، لاسيما وأن المجلس سوف ينعقد في جنيف يوم الثلاثاء القادم ومن المرجح أن يثير مسألة توسيع المستوطنات الإسرائيلية وحصارها المستمر لقطاع غزة. وكثيرا ما تشكو إسرائيل مما تقول إنه "التحيز متأصل ومتلازم" ضد الدولة اليهودية داخل الأمم المتحدة، وفي حال عدم مناقشة تلك المسألة بالمجلس فإن ذلك سوف يكون بمثابة تجاهل متعمد غير مسبوق.