جندي يحرس السفارة الأميركية في بغازي   لندن ـ سليم كرم دعت بريطانيا جميع مواطنيها إلى مغادرة مدينة بنغازي الليبية فورًا، في ضوء معلومات تفيد بوجود "خطر واضح ووشيك يتهدد حياة الغربيين" هناك، فيما رجَّحت مصادر مطلعة، أن تكون معلومات استخباراتية وراء الدعوة. وبينما حذَّرت وزارة الخارجية في بيان لها، البريطانيين من التواجد في بنغازي، إلا أنها لم تُشر إلى أي تفاصيل عن طبيعة هذا التهديد، فيما قالت صحيفة "الغارديان"، إنه "من المرجح أن يكون هذا البيان صدر بناء على معلومات استخباراتية تم الحصول عليها بشأن الأوضاع الأمنية في بنغازي". وقالت الخارجية البريطانية:"نحن الآن نعلم بوجود خطر وشيك وواضح يتهدد الغربيين في بنغازي، وعليه فإننا نحث أي مواطن بريطاني لا يزال في المدينة على ضرورة المغادرة فورا".
ومن بين المؤشرات الدالة على احتمال وقوع هذا الخطر "إغلاق المعبر الحدودي الليبي مع مصر قبل يومين أمام جميع الجنسيات باستثناء المصريين، في محاولة واضحة لمنع الغربيين من الخروج من شرق ليبيا، كما قامت الولايات المتحدة بنشر طائرات من دون  طيار في المنطقة وسط تكهنات حول احتمال قيام المتطرفين بشن هجوم أو تعرضهم إلى هجوم".
وقد شهدت مدينة بنغازي خلال أيلول/ سبتمبر الماضي هجومًا على القنصلية الأميركية أسفر عن مقتل سفير واشنطن في ليبيا، وخلال الصيف الماضي أيضًا نجا السفير البريطاني من محاولة اغتياله بعد تعرض سيارته إلى قذيفة صاروخية.
من ناحيتها،  قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كليتنون، الأربعاء، أثناء الإدلاء بشهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، أن "الليبيين لديهم الرغبة في توفير الأمن والأمان للدبلوماسيين في بنغازي، ولكنهم لا يملكون المقدرة على ذلك".
وأعلنت كلينتون صراحة أن "الموقف الأمني في شمال أفريقيا والشرق الأوسط مازال يشكل تهديدًا منذ قيام الثورات العربية"، لافتة إلى خروج كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا إلى الجزائر ومناطق أخرى، قائلة:" إن صندوق الويلات والشرور في المنطقة، والمعروف في الثقافة الغربية باسم (صندوق باندورا) لا يزال يشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا ورئيسيًا".
بدوره، قام مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروتش، الأربعاء، بزيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء علي زيدان بشأن التعاون والتنسيق الأمني، كما التقى نائب رئيس الوزراء صادق عبد الكريم، فيما ركزت المباحثات حول المسائل الأمنية، ومدى قدرة بريطانيا على تقديم مساعدات في هذا المجال.
ومنذ أيلول/ سبتمبر الماضي، تواصل الخارجية البريطانية توجيه نصائحها إلى مواطنيها بعدم السفر إلى بنغازي وغيرها من المناطق الليبية باستثناء مدن: طرابلس، والزوراء، والزواية، والخمس، وزلتان، ومصراته.