بغداد ـ نجلاء الطائي
يأتي انتشار مرض الكوليرا مكملًا لأضلاع المشاكل العراقية المتعددة، إذ أن ثلث الأراضي العراقية ما زالت ترزح تحت سيطرة تنظيم "داعش" ولا تبدو في الأفق القريب أية علامة على قدرة الحكومة العراقية استعادة تلك الأراضي، وثمة في الأفق عودة قوية للتنابز السياسي القديم بين كتلة "دولة القانون" وغريمها إياد علاوي.
وإلى جانب ذلك تتواصل الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، ويمثل العجز الاقتصادي أحد أركان المعضلة العراقية بعد أن كشف مشروع الموازنة العامة عجزًا ماليا بحدود الـ25 مليار دولار أميركي ووجود مخاوف جدية من عجز الدولة تسديد مرتبات موظفيها في الأشهر القليلة المقبلة.
وانعكست الظروف المعقدة التي يعيشها العراق سالبًا على قطاعات مختلفة، ولعل الإعلان عن انتشار وباء الكوليرا أحد مظاهر سوء الأوضاع، وخصوصًا الصحية منها.
وكشفت وزارة الصحة عن تسجيل أربع وفيات و48 حالة إصابة، غالبيتها في منطقة أبو غريب غربي العاصمة، وبرغم إعلان وزارة الصحة عن وضع خطة لمواجهة وباء الكوليرا مطلع أيلول / سبتمبر الجاري، إلا أن ذلك لم يحل دون تسجيل العديد من الحالات في بغداد والنجف.
ويعزو مجلس محافظة بغداد أسباب انتشار وباء الكوليرا في منطقة أبو غريب إلى إغراقها بالمياه من قبل تنظيم "داعش" العام الماضي، إلى جانب توقف مشروع الماء فيها بسبب قلة التخصيصات المالية.