القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد أثارت الظروف والملابسات الغامضة التي أحاطت بوفاة السجين الإسرائيلي بن زيغلر المعروف باسم "السجين إكس" داخل زنزانة انفرادية تخضع لاحتياطات أمنية مشددة داخل أحد السجون الإسرائيلية، عاصفة من التقارير الإعلامية في العالم تزج بكل من الحكومتين الأسترالية و الإسرائيلية في القضية. وذكرت مجلة "دير شبيغل الألمانية" و"صنداي مورنينغ هيرالد الأسترالية" أن "بن زيغلر كان يأمل في استعادة رضاء رؤسائه في جهاز الموساد الإسرائيلي عن طريق تحويل عميل لحزب الله اللبناني من أوروبا الشرقية إلى عميل مزدوج للمخابرات الإسرائيلية". وكان جهاز الموساد الإسرائيلي قد قلل من منزلته في العمل، وسحبه من العمل الميداني والاكتفاء بوضعه في وظيفة مكتبية في تل أبيب. إلا أن محاولته تلك قد جاءت بنتائج عكسية أسفرت عن تعريض عمليات الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان للخطر.
وزعمت تلك التقارير أنه "وفي ظل عدم قدرته على تحمل المهانة ومواجهة عقوبة السجن لسنوات، قام بن زيغلر بشنق نفسه في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2010 بعد مكالمة هاتفية مع أمه لويز".
ونسبت "صنداي مورنينغ هيرالد" إلى مصدر مطلع بأن "زيغلر أراد القيام بعمل شيء ما، وفشل في تحقيقه وتجاوز حدوده"، وقال المصدر إنه "سلك منطقة وعرة والتقى بشخص ما كان أكثر مهارة وحرفية منه".
ويُقال إن "الجاسوس الإسرائيلي الذي ولد في ملبورن في أستراليا، قام بالاتصال بعميل حزب الله في أواخر العام 2008، وفي محاولة منه لإثبات أنه يعمل في الموساد، اضطر إلى الكشف عن معلومات استخباراتية وأسرار وبيانات، من بينها الكشف عن هوية اثنين من كبار عملاء إسرائيل من اللبنانيين، وهما زياد الحمصي ومصطفى علي، وقد تم إلقاء القبض عليهما في ربيع العام 2009 وصدر الحكم ضدهما بالسجن 15 عامًا أشغالًا شاقة.
يذكر أن الموساد يعتمد على شبكة من العملاء المزدوجين في منطقة الشرق الأوسط.
ويصف ضباط سابقون في الموساد عملية التجنيد بأنها "عملية غاية في الدقة والمخاطرة لكل من العميل الإسرائيلي والأمن القومي الإسرائيلي".
ويقول عميل سابق للموساد في حديث مع صحيفة "الديلي تلغراف البريطانية" إنه نادرًا ما يلتقي العميل مع شخصية إسرائيلية، وهناك الكثير من الجواسيس العرب الذين يعملون الآن لحساب إسرائيل، وهم على قناعة بأنهم يعملون للـ "سي آي أيه الأميركية" أو "إم آي 6 البريطانية". وعندما يكتشفوا أنهم إنما يعملون لحساب إسرائيل، يكون الوقت قد فات، ويصبح من المستحيل عليهم التراجع".
وأضاف أن "غالبية عمليات التجنيد، تتم بالدم والعرق والدموع، ولا يوجد من عملاء الموساد من يتحمل مثل تلك الظروف، سوى قلة قليلة تكون قادرة على السير في هذا الطريق".
وكشف مراسل صحيفة "مورنييغ في حديث مع الإذاعة الأسترالية عن أنه "تحدث مع عدد من كبار المسؤولين في إسرائيل الذين شاركوا في التحقيق وأنهم أكدوا له ما نشره في الصحيفة".