صنعاء ـ علي ربيع أكدت السلطات اليمنية، على لسان مصدر أمني مسؤول، خبر مقتل الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" في اليمن السعودي الجنسية سعود الشهري، الذي أعلنته مصادر سعودية، في وقت سابق، مع اختلاف بشأن تفاصيل مقتله. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، مساء الخميس، تصريحًا لمصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا، أكد فيه مقتل نائب زعيم تنظيم"القاعدة" في اليمن سعيد الشهري، متأثرًا بجراحه، جراء عملية وصفها المصدر بـ"النوعية" استهدفته في 28تشرين الثاني/نوفمبر، أثناء تواجده في محافظة صعدة (شمال اليمن).
وقال المصدر اليمني الذي  لم يكشف عن اسمه،"إنه وفي إطار الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية وفي إطار الشراكة والتنسيق والتعاون الدولي لمكافحة (الإرهاب) تمكنت الأجهزة الأمنية من تنفيذ عملية نوعية بتاريخ 28 تشرين الثاني 2012 في محافظة صعدة نتج عنها إصابة (الإرهابي) سعيد الشهري، سعودي الجنسية، بإصابات بالغة دخل على إثرها في غيبوبة توفى بعدها متأثرًا بجروحه".
وتابع المصدرالمسؤول بالقول" إن (الإرهابي) الشهري قد تم دفنه من قبل تنظيم القاعدة في مكان مجهول كإستراتيجية يعتمدها التنظيم للحفاظ على معنويات عناصره".
وتتناقض هذه الرواية اليمنية بشأن مقتل الشهري المطلوب أمنيًا لدى السلطات اليمنية والسعودية، مع ما ذكرته المصادر السعودية، في وقت سابق،  نقلاً عن  محيط أسرة الشهري ، حيث قالت إنه قتل متأثرًا بجراحه جراء إصابته في الأسبوع الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في عملية للجيش اليمن.
ويرجح "العرب اليوم" أن الشهري قتل في غارة جوية لطائرة أميركية استهدفت منطقة آل أبو جبارة في مديرية كتاف التابعة لمحافظة صعدة (شمال اليمن)، وهو ما ألمح إليه تصريح المصدر اليمني بالقول "وفي إطار الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية وفي إطار الشراكة والتنسيق والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب".
 لكن بخلاف ما ذكره المصدر الأمني اليمني، ومن قبله المصادر السعودية، حول تاريخ العملية، يعتقد أن سعيد الشهري أصيب في 28تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وليس تشرين الثاني، كما ذكر المصدر اليمني، حيث يتطابق هذا التاريخ مع تاريخ الغارة الجوية الوحيدة التي استهدفت محافظة صعدة(شمال اليمن) أواخر العام الماضي 2012، والتي تواترت الأنباء عنها، آنذاك، مفيدة، مقتل سعوديين اثنين ويمني، جراءها، لم يتم التأكد من هويتهم، فيما كانت ألمحت مصادر مقربة من"القاعدة" حينها لـ"العرب اليوم" إلى مقتل قيادي سعودي رفيع في التنظيم، في إشارة منها للشهري، أو مواطنه خبير المتفجرات إبراهيم عسيري.
وسبق للسلطات اليمنية أن أعلنت مقتل الشهري أكثر من مرة، في العامين الأخيرين، آخرها في أيلول/سبتمبر الماضي، وهو ما كان  ينفيه الشهري نفسه في تسجيلات صوتية لاحقة.
ويعد الشهري، نائبًا لزعيم تنظيم"القاعدة" في اليمن، ناصر الوحيشي، و سبق له أن اعتقل في أفغانستان وسجن في غوانتانامو، قبل أن تتسلمه السلطات السعودية، في 2007 من واشنطن، وتقوم بإطلاق سراحه بعد أن أخضعته لبرنامج "المناصحة"، حيث عُلم لاحقاً أنه تسلل إلى اليمن للالتحاق بتنظيم"القاعدة" في جزيرة العرب، والذي نتج عن دمج جناحي التنظيم في السعودية واليمن، في كيان موحد يقوده  ناصر الوحيشي وينوبه فيه سعيد الشهري.