مكة المكرمة- أحمد عبد الفتاح
تغلبت السلطات السعودية على أزمة "نظام تفويج الحجاج" بالاعتماد على موظفين وبشكل يدوي بعد أن رفض النظام الإلكتروني تغيير مواعيد التفويج بسبب التقويم الهجري.
وكشفت مصادر مطلعة أن تقرير رؤساء البعثات المصرية الثلاثة المنظمة للحج والتي تم رفعها إلى وزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج الرسمية الدكتور محمد مختار جمعة قد خلت من وجود أي أخطاء جسيمة من جانب منظمي الحج وأن السلبيات التي ظهرت أثناء موسم الحج هذا العام جميعها خارجة عن قدرة منظمي الحج وبسبب الزحام الشديد والتدافع الذي تسبب في كارثة شارع 204 في منى.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع حالات الوفيات جاء بسبب وقوع حادث التدافع في مشعر منى كما أن الأمور كانت تسير بشكل طبيعي حتى نهاية يوم عرفات إلا أن وقوع الحادث المأسوي في منى كانت له تداعيات أخرى منها انقطاع الكهرباء عن بعض المخيمات والتي وصلت إلى 10 ساعات، كما تسبب أيضا في تعطل أجهزة التكييف وإغلاق بعض المخيمات من الأساس لوجود حالات وفيات بها أو في الشوارع المؤدية إليها وهي أمور خارجة عن طاقة أي بشر.
وأوضح رئيس بعثة الحج السياحي محمد شعلان، أن هناك لجنة من السياحة توجهت صباح أمس السبت إلى المستشفىات المتواجدة فيها جاثمين الضحايا من أجل التعرف على شخصياتهم، واتخاذ الأجراء القانوني، وإبلاغ أهالي الضحايا إن كانوا يرغبون في دفن جثامين ضحاياهم في مكة أو تسفيرها إلى مصر.
وأضاف شعلان أن بعثة السياحة تتلقى البلاغات الخاصة بالتائهين واستفسارات أهالي ضيوف الرحمن، وتقوم ببحثها والتأكد منها، مؤكدا أن بعثة الحج اجتمعت مع مؤسسة الطوافة لبحث تعويض المتضررين من انقطاع الكهرباء وإعادة مستحقات ضيوف الرحمن.
وأشار إلى أن أولى رحلات عودة الحجاج المتعجلين انطلقت أمس وأن آخر رحلة طيران سوف تنطلق 25 ذي الحجة الحالي وأن لجان الحج السياحي المتواجدة في مكة مستمرة في عملها حتى سفر ضيوف الرحمن سواء إلى القاهرة أو إلى المدينة المنورة.
من ناحية أخرى تسبب تعطل نظام التفويج في تأخير إخلاء الحجاج المصريين لفنادق مكة ولولا الاتصالات المكثفة التي أجراها رئيس لجنة السياحة الدينية في غرفة الشركات السياحية باسل السيسي لحدثت كارثة، حيث من المفروض أن يتم إخلاء الفنادق في مكة أمس إلا أن السلطات السعودية لم تسمح للمطوفين بالتحرك لعدم تمكن النظام من إجراء أي تعديل على مواعيد ومسارات أتوبيسات نقل الحجاج إلى المدينة المنورة.
وزار وزير الأوقاف ورئيس بعثة الحج الرسمية المستشفىات السعودية الثلاثة للاطمئنان على المصابين المصريين من جراء حادث التدافع في مشعر منى وهي مستشفى النور ومستشفى طوارئ منى والملك عبد العزيز واطمأن الوزير على جميع المصابين ومنهم حالتين في العناية المركزة .
وتسلم الوزير تقريرًا من رئيس البعثة الطبية الدكتور هشام عطا بأسماء المصابين بناء على التقارير الواردة من البعثة الطبية المصرية والتيتم تدقيقها بمعرفة كل من: مساعد وزير الداخلية الرئيس التنفيذي للبعثة اللواء سيد ماهر، والأمين العام المساعد لمجلس الوزراء وسكرتير عام البعثة اللواء محمد حسن.
وأكد أن جميع البعثات النوعية تقوم بمتابعتهم حالة في المستشفيات، وهم: حياة النفوس عاطف أبو زيد – مستشفى النور . حسن عبدون عبد السلام – طوارئ منى ..و نبيلة حمدي محمد جنيدي – طوارئ منى .. وفاطمة السيد إسماعيل – منى الجسر ..وحسام حسن السيد، ومصطفى – منى الجسر ..و سوسن ناصر محمد ناصر – منى الجسر ..و سلوى علي محمد السيد – منى الوادي..وأمينة عبد المجيد إبراهيم – مستشفى النور..ومحمد محمود أحمد العصفوري – منى الجسر..و سامي عفيفي محمد مقبل – منى الجسر ..و مختار مصطفي قاسم – منى الجسر .. وهناء علي علي أبو الغار – منى الجسر.. ومصطفي إبراهيم حسن محمدين – مستشفى النور..ومحمد توفيق محمد علي – منى الجسر ..وجمالات شحاتة محمد شحاتة – منى الجسر ..وعصمت محمد أحمد فرج – منى الجسر ..وحسن صابر شعبان – منى الجسر ..و أحمد معوض إمام – الملك فيصل ..ونفيسة محمد عبد الله امبابي – مستشفى النور.
وراوية عبد الحميد – مستشفى النور .. ومحمد متولي أحمد – مستشفى النور..وزينب عاشور أحمد – مستشفى النور ..و حميدة عبد الرحيم العوضي – مستشفى النور ..وأم العبد العال عبد العال – مستشفى النور. وزكية محمد عبد العزيز سالم – مستشفى النور ..و سعيدة علي صالح خضر – منى الجسر .
وأعادت بعثة الحج السياحي انتشارها أمس استعدادا للموسم الثاني لزيارة المدينة المنورة وتمت زيادة أعداد اللجان المشكلة من الوزارة لرقابة عمليات التفويج وعدم حدوث أي مشاكل قد تسبب عمليات تكدس سواء في مكة المكرمة أو في بالمدينة المنورة .
من جانبه قال رئيس بعثة الحج السياحي في المدينة المنورة صبح عبد الفتاح، إن لجان المدينة انتشرت في المدينة وجاهزة لاستقبال زوار المدينة من ضيوف الرحمن/، فيما أوضحت رئيس الإدارة المركزية للشركات إيمان قنديل أن هذا العام قد شهد تنوعا كبيرًا في تصميم البرامج السياحية حيث اتسع مفهوم قصر البرامج على الإقامة خلال الموسم الأول فقط في مكة المكرمة وامتد هذا المفهوم ليسمح للشركات التي تقوم بتنظيم الحج البري للإقامة خلال الموسم الثاني في مكة المكرمة والذي يبدأ عقب انتهاء فترة المناسك بعد13 ذي الحجة.
من ناحية أخرى أرجع عضو مجلس إدارة غرفة الشركات أحمد إبراهيم، ظاهرة افتراش الحجاج الشوارع إلى العادات الخاصة بالحجاج الذين يصطحبون أقاربهم ومعارفهم داخل الخيام، بالإضافة إلى قيام عدد كبير من الحجاج الفرادى بالتسلل إلى خيام الحجاج واستخدامهم جميع المرافق المخصصة لهم.
ولفت اللواء العطار إلى أن وزارة الداخلية تقدم خدمات الحج دون أي ربح، وتتحمل أعباء إضافية لراحة ضيوف الرحمن، فيما أعرب عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام عن استيائهم من سوء الأوضاع داخل مخيمات الحجاج في منى نظرا لزيادة أعداد الحجاج من جميع دول العالم، وتخصيص مساحات صغيرة لبعثات الحج لا تتناسب مع أعدادها من حجاج بيت الله بالإضافة إلى حجاج الفرادى الذين يفترشون الأرصفة والطرقفي جميع الاتجاهات .
وتحولت شوارع منى إلى تلال من القمامة، ومخلفات أغراض الحجيج والتي يلقون بها على الأرض مما ينذر بانتشار الأمراض المزمنة والأوبئة إضافة إلى توقف شبه تام في حركة المرور في الشوارع المؤدية بين منى ومكة المكرمة نتيجة كثافة الحجاج وتوجههم إلى منى في أيام التشريق.
ولم يختلف الوضع داخل مخيمات الحجاج المصريين عن الطرق والشوارع في منى حيث يوجد بداخلها أعدادغفيرة من الحجاج المصريين الذين يكادون ينامون فوق بعضهم البعض في ظل إصابة بعضهم بنزلات شعبية تنذر بانتقال المرض للآخرين .