فقير محمد أحد القادة في حركة "طالبان" الباكستانية
كابول ـ أعظم خان
استطاعت السلطات الأفغانية أن تلقي القبض على أحد كبار زعماء حركة "طالبان" الباكستانية و يدعى يدعى فقير محمد في كمين في المنطقة (الجنوبية الشرقية) في أفغانستان، وقد لاقت تلك الخطوة ترحبيًا دوليًا كبيرًا باعتبارها مؤشرًا مهمًا بشأن مدى التقدم والتحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات بين أفغانستان
وباكستان، وقد قامت السلطات الأفغانية باعتقاله الاثنين الماضي في موماند أحد أحياء المنطقة الحدودية بين البلدين، وبصحبته 3 من حراسه وبعض من الأسلحة، وقد وصفت باكستان نبأ الاعتقال بأنه مؤشر إيجابي يدل على أن إسلام آباد وكابول قادرين على التكاتف الأمني ضد "طالبان"، فيما قال مدير معهد دراسات السلام الباكستاني محمد أمير رانا "إن ذلك يعد بمثابة خطوة مهمة، وأنه على الرغم من أن الملا فقير قد شجع "طالبان" الباكستانية على شن هجمات داخل أفغانستان، فإنه كان أحد كبار المسؤولين عن حملة "طالبان" في إقليم سوات وهذا في حد ذاته يجعله سعيدا بنبأ اعتقاله.
ومن جانبه قال مسؤول بإقليم نانغارهار الأفغاني أن الكمين تم على يد كل من وكالة الاستخبارات الأفغانية والشرطة الأفغانية.
و أفاد المتحدث باسم محافظ الإقليم "إن قوات الأمن في كابول جاءت إلى المنطقة وألقت القبض على القائد الطالباني في كمين واصطحبتهم في سيارة مع 4 رجال آخرين".
وقد أكد الرئيس السابق لمكتب السلام والمصالحة في جلال آباد حاجي ساناغول ، على وجود فقير محمد ضمن المجموعة التي تم اعتقالها، وأضاف أيضا "إن فقير كان قد انتقل من باكستان قبل 18 شهرًا إلى إقليم كونار الأفغاني الشمالي ، وعندما استشعر أن حياته باتت في خطر انتقل بصحبة عائلته إلى إقليم وزيرستان في باكستان ثم استقر أخيرًَا في إقليم بيشاور الذي يبعد 100 كيلومتر عن منطقة موماند التي ألقي القبض عليه فيها".
وعلق المتحدث باسم "طالبان" أفغانستان ظبي الله مجاهد على ذلك بقوله "إنه يأتي ويذهب فيما بين بيشاور ونانغارهار، وأنه من المرجح أن يكون قد اعتقل أثناء إحدى رحلاته" ، ولكن المتحدث لم يؤكد علمه بعملية الاعتقال".
هذا وقد رفضت وكالة الاستخبارات الأفغانية التعليق على تلك التقارير أو الإدلاء بأي تفاصيل عن الواقعة واكتفت بالتأكيد على أن عملية الاعتقال تمت في نانغارهار، لكن أحد المسؤولين في الوكالة رفض ذكر اسمه، وقال إن "الموضوع غاية في الحساسية".
وقد وصفت باكستان نبأ الاعتقال بأنه "مؤشر إيجابي يدل على أن إسلام آباد وكابول قادرين على التكاتف الأمني ضد طالبان. وقال مدير معهد دراسات السلام الباكستاني محمد أمير رانا "إن ذلك يعد بمثابة خطوة هامة، وأنه على الرغم من أن الملا فقير قد شجع طالبان الباكستانية على شن هجمات داخل أفغانستان، فإنه كان أحد كبار المسؤولين عن حملة طالبان في إقليم سوات وهذا في حد ذاته يجعله سعيدا بنبأ اعتقاله".
وفي العام 2009 اضطرت باكستان إلى شن حملة لطرد "طالبان" من إقليم سوات الذي يبعد ساعات قليل عن العاصمة والذي أصبح ملاذا لحركة "طالبان" الباكستانية.
ويقول محللون ودبلوماسيون في إسلام آباد "إن العلاقات بين البلدين قد ازدادت دفئا بصورة ملحوظة خلال الأشهر الستة الماضية، فقد زاد التعاون فيما بينا استخبارات البلدين وتبادل الاجتماعات الدورية لمناقشة المشاكل المشتركة".
وكانت العلاقة بين البلدين قد شهدت توترا على مدى السنوات الماضية واتهام كل منهما للأخرى بإيواء المتمردين.
وتأمل باكستان بقيام أفغانستان بمطاردة الملا فضل الله المعروف باسم الملا راديو الذي بشأن إقليم سوات إلى إقطاعية خاصة به، ويعتقد بأنه يختبأ الآن على الحدود الأفغانية فيما بين كونار ونوريستان. ويقول رانا "لو استطاع الأفغان تسليمه إلى باكستان فإن ذلك سيكون بمثابة انفراجة ضخمة" في العلاقة بين البلدين".