تونس ـ أزهار الجربوعي   اعتبر رئيس الحكومة التونسية الأسبق، الباجي قائد السبسي، أن تونس أصبحت نقطة ارتكاز لتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الاسلامي، فيما أكد القيادي في حزب حركة "نداء تونس"، عادل الشاوش، في حديث لـ"العرب اليوم"، أن مصافحة السبسي، وزعيم حزب حركة "النهضة" الإسلامي الحاكم راشد الغنوشي، خلال جلسة الحوار الوطني، لا تعبر بالضرورة عن توافق في الأراء بين الطرفين، لكنها تشكل بداية لكسر الجليد ونبذ التوتر الناجم عن الاستقطاب الثنائي بين أكبر قوتين سياسيتين في تونس.
وشدد الشاوش على أن قانون تحصين الثورة "العزل السياسي" لن يمر،  معتبرًا أن "القضاء هو الوحيد القادر على إصدار أحكام بالإقصاء والحرمان من الحقوق السياسية والمدنية"، في حين أكد رئيس الحكومة التونسية الأسبق الباجي قائد السبسي، أن تونس أصبحت نقطة ارتكاز لتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الاسلامي، داعيًا إلى تغيير سياسيات ورموز الحكومة الحالية التي يقودها حزب "النهضة" الإسلامي، موضحًا أنه "لا توجد مشكلة شخصية بين رئيس (النهضة) الحاكمة، راشد الغنوشي، وزعيم (نداء تونس) رئيس الحكومة التونسية الأسبق، الباجي قائد السبسي، وأن المصافحة بين أكبر قطبين سياسيين في البلاد، التي جرت، السبت، خلال جلسة الحوار الوطني، تحمل رسائل طمأنة إيجابية للرأي العام في تونس، الذي يخشى أن يقع الشعب التونسي ضحية التجاذبات، وأن يدفع فاتورة الاستقطاب الثنائي الحاد بين (النهضة) و(نداء تونس)".
وأعرب الشاوش عن ارتياحه للتحلحل والتغير الطارئ في مواقف حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم، تجاه خصمه السياسي الأكبر حزب "نداء تونس"، مشددًا على أن "النهضة" كانت ترفض مجرد مشاركة قيادات حزب السبسي في برامج تلفزيونية، كما سبق ورفضت المشاركة في مبادرة الحوار التي أطلقها اتحاد الشغل "كبرى المنظمات النقابية في البلاد"، لسبب حضور "نداء تونس"، معتبرًا أن "رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي (الأمين العام لحركة النهضة الاسلامية الحاكم)، هو صاحب الفضل والمبادرة بكسر الجليد بين حزبه وبين (نداء تونس)، بعد أن استقبل السبسي خلال مفاوضاته التي أجراها بشأن تشكيل حكومة تكنوقراط محايدة عن الأحزاب السياسية، ثم تلته لاحقًا مبادرات رئيس الحكومة الحالية علي العريض ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي".
كما رحب القيادي في حزب "نداء تونس"، بما اعتبره تحولاً إيجابيًا في مواقف الشيخ الغنوشي، الذي قال في أحد اللقاءات الصحافية "إن الباجي قائد السبسي له حق الترشح للانتخابات الرئاسية مثل كل مواطن تونسي"، موضحًا أن المصافحة التي جرت السبت، بين الغنوشي والسبسي، مؤشرًا لتسهيل الانتقال الديمقراطي وتخفيف حدة التوتر، إلا أنها تبقى ذات دلالة رمزية أكثر مما تعنيه من تقارب حقيقي، لأن الخلافات السياسية موجودة بين الحزبين، مشددًا على أن ذلك لا يجب أن يتعدى إطار الديمقراطية والعلاقات لحضارية بين الجانبين، وأن الواقع السياسي قد يفرض على "نداء تونس" و"النهضة" التحالف عقب الانتخابات المقبلة.
وبشأن قانون العزل السياسي، المعروف في تونس بـ"تحصين الثورة"، صرح الشاوش لـ"العرب اليوم"، أن "قانون تحصين الثورة لن يمر لأنه لا يصلح لتونس، لأن المحكمة الدستورية التي سيفرزها الدستور المقبل قادرة على إسقاطه والطعن في شرعيته، وأن القضاء هو الوحيد الذي يملك صلاحية العزل وحرمان أي شخص من حقوقه السياسية والمدنية، ولم نكن تحت نظام النازية حتى نطبق قانون العزل السياسي".
وأضاف القيادي في حزب "نداء تونس"، "تونس عاشت ثورة حقيقية وديمقراطية والعودة للوراء مستحيلة ، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال عودة سياسة الحزب الواحد، وتحصين الثورة لا يكون إلا من خلال  بناء مؤسسات ديمقراطية، وأن العديد من السياسيين الحاليين تم الكشف عن انتمائهم سابقًا إلى حزب (التجمع) الدستور المنحل، على غرار النائب في المجلس التأسيسي عن حركة (وفاء) أزاد بادي"، مشددًا على أن عدد منخرطي حزب الرئيس المخلوع ناهز المليوني منخرط، ولا يمكن أن نلقي بهم بعد الثورة في البحر".
وقد أثارت مصافحة رئيس حزب "النهضة" راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة التونسية الأسبق، وزعيم حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، السبت، خلال الجولة الثانية من الحوار الوطني، التي عُقدت برعاية منظمة الأعراف التونسية "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة"، جدلاً واسعًا وطرحت باب التساؤلات عما يمكن اعتباره عودة المياه إلى مجاريها بين أكبر خصمين سياسيين في تونس، بعد حالة قطيعة تامة شابها الكثير من التوتر وتبادل الاتهامات بين الجانبين.
وشكك رئيس حركة "نداء تونس" قائد السبسى في إمكان تنظيم الانتخابات خلال العام الجاري، مضيفًا " تونس تسير فى اتجاه غير صحيح"، منتقدًا تأخر تركيز الهيئة العليا المستقلة للإشراف على الانتخابات ووضع قانون انتخابي.  
وبشأن أحداث الشعانبي، اعتبر رئيس حركة "نداء تونس"، أنها ليست وليدة هذه الايام، كما أنها لن تنتهى اليوم، وأن المجموعات الارهابية اتخذت تونس نقطة ارتكاز لتنظيم (القاعدة) في بلاد المغرب العربي، وانتقلت إلى تنفيذ المرحلة الثالثة من أجندتها المتمثلة في القيام بتصفيات جسدية في البلاد"، على حد قوله.
كما دعا السبسي إلى استبدال الرجال الحاليين في قيادة البلاد بآخرين، وتغيير السياسات لإصلاح الوضع الحالي للبلاد، متهمًا العديد من الأطراف السياسية في الحكم بالتحريض على العنف.
وأكد رئيس الحكومة التونسية، علي العريض، السبت، أن "تونس تقدمت كثيرًا على المستوى الأمني، وتمكنت من تطويق الجريمة وتأمين البلاد وتأمين حدودها وملاحقة الإرهابيين، معلنًا القبض على متورطين جدد في الأحداث الارهابية في مرتفعات الشعانبي الحدودية، موضحًا أن عمليات التمشيط وملاحقة المسلحين لا تزال متواصلة، لهدف القضاء على مغاور ومخابئ العناصر الإرهابية المحاصرة في جبال الشعانبي في محافظة القصرين