الرئيس الفلسطيني محمود عباس و رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام

أكّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس وجود تنسيق كامل مع الحكومة اللبنانية من أجل متابعة الوضع داخل المخيمات، مشيرًا إلى أنّ مسؤولي البلدين متفاهمون حول المفاوضات والاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل".
وأضاف عباس في تصريحات صحافية، الأحد، "طرحنا قضية الأقصى مع كل الذين قابلتهم وزرتهم، منهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كذلك كنت في موسكو وفرنسا، والجميع موقفهم كان واحدًا، ما يجري في الأقصى هو نقل الموضوع إلى صراع ديني وليس سياسيا، وإسرائيل تريد أن تجعل هذا الصراع دينيا، ونحن نرفض ذلك. وعلى العالم إيقافها عند حدها، وأن يوقف هذه الهجمات والاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون، وإلا العواقب ستكون وخيمة، ولا أحد يدري كيف تتطور الأمور وإلى أين يمكن أن تصل".

جاءت تصريحات عباس بعد أن التقى رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، في فندق "غراند حياة" في نيويورك، وتناول الاجتماع الأوضاع والتطورات في المنطقة.
واندلعت مواجهات صباح الأحد، بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة في آخر أيام عيد الأضحى، في وقت بدأت مساء الأحد الاحتفالات بيوم "المظلات" اليهودي "سوكوت" الذي يستمر سبعة أيام، وهو من المناسبات التي تدفع عددًا أكبر من اليهود إلى التوجه إلى الأقصى.

ونشرت الشرطة الإسرائيلية الآلاف من رجال الأمن داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة وفي محيطها، كما منعت زيارات غير المسلمين إلى المسجد بسبب عيد الأضحى، وتم رفع القيود العمرية على الرجال المسلمين.
وأفادت الشرطة في بيان لها، أن شباناً فلسطينيين "رشقوا بالحجارة الشرطة" التي استخدمت الكثير من الوسائل لمكافحة الشغب من أجل تفريقهم في الباحة، مؤكدة أنها "سيطرت على الوضع". وأضافت أن المواجهات توقفت بعد فترة قصيرة، وعاد الهدوء إلى باحة الأقصى والبلدة القديمة.

وأكد نائب زعيم الحركة الإسلامية في "إسرائيل"، الشيخ كمال الخطيب، أنّ "الأقصى مكان مقدس، لكنه أيضاً يعد رمزاً وطنياً للفلسطينيين والعرب".
وتنظم الحركة الإسلامية منذ عشرين عاماً تجمعاً سنوياً باسم "الأقصى في خطر"، لكن الخطيب المبعد عن الأقصى منذ تسعة أشهر، أكد أنه "في العام الحالي، فإن الأقصى في خطر كبير جداً". وأضاف "يرغب يهود متطرفون في تدمير الأقصى لبناء الهيكل الثالث، ويتلقون الآن دعماً من الحكومة الإسرائيلية التي تضم ائتلافاً يعد الأكثر تشدداً في تاريخ الدولة العبرية، ويضم أحزاباً دينية وقومية متطرفة".

ولفت أحد قيادات الحركة الشيخ خيري إسكندر، "خائفون من رغبتهم في تقسيم المسجد الأقصى لأن المتطرفين اليهود يريدون السيطرة عليه". وأضاف "هدفنا هو منعهم من تدنيس الأقصى بزيارته"، مؤكداً "في الأيام المقبلة، سيكون لدينا الكثير من الأشخاص الذين سيبقون هنا".
ورابط في الأقصى 150 شخصًا ارتدوا قبعات خضر يعتمرها عادة أعضاء الحركة الإسلامية أو أنصارها. وداخل المسجد، ردد الموجودون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

وأوضحت هالة التي قدمت من بلدة الفريديس شمال "إسرائيل" وتخطط للبقاء حتى الثلاثاء،
"سنبقى هنا كل اليوم، نريد أن نمنع اليهود من مهاجمة الأقصى".
وندد رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست "البرلمان الإسرائيلي"، أيمن عودة الذي كان حاضراً في التظاهرة بالحكومة الاسرائيلية، مؤكداً أنها "المجرم الأساسي" في ما يحدث في المسجد الأقصى.

وأبرز شاب فلسطيني ملثم "21 سنة" أطلق على نفسه اسم "أبو عبيدة" موجود داخل المسجد: "سندافع عن مسجدنا". وأضاف أنه سينام كل ليالي الأسبوع وخلال احتفالات اليهود داخل المسجد ترقباً لزيارات اليهود. وأوضح رداً على سؤال عن الشرطة الإسرائيلية وزيارات اليهود: "نحن هنا، جاهزون للرد على هجمات المستوطنين".
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية أربعة شبان فلسطينيين بتهمة إلقاء الحجارة على سيارة "إسرائيلي"، ما تسبب في حادث سير أدى إلى مقتله قبل أيام.