باراك أوباما يرحب بديفيد كاميرون في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض واشنطن - عادل سلامة   سيواجه الرئيس الأميركي باراك أوبامًا ضغوطًا متزايدة خلال هذا الأسبوع من جانب حلفائه الدوليين وأعضاء الكونغرس الأميركي، لمطالبته بالتدخل في الحرب الأهلية السورية، في ظل تصاعد معدلات الموت واتساع نطاق الأزمة إلى الدول المجاورة لسورية، في حين تبدو الخيارات المطروحة كافة أمام أوباما صعبة وكئيبة وغير محببة.
ونشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالاً تناولت فيه الخيارات المطروحة أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الحرب الأهلية السورية، وذلك قبيل لقائه كلاً من رئيس الوزراء البريطاني ورئيس الوزراء التركي.
وأشار المقال إلى أن اللقاء الأشد صرامة سيكون يوم الثلاثاء عندما يلتقي أوباما مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الساخط بشدة بسبب تعرض بلاده لانفجارين، السبت الماضي، وأسفرا عن مقتل 46 شخصًا.
وتلقي تركيا - التي تقوم بدعم المقاومة السورية- باللوم في ذلك على النظام السوري، وسوف يقوم أردوغان بالضغط على أوباما المتردد حتي يوافق على زيادة معدل التدخل الأميركي.
ويلتقي الرئيس الأميركي قبل ذلك اللقاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البيت الأبيض، الإثنين، للتشاور في المستجدات بشأن تجدد الرغبة في حل دبلوماسي للأزمة، بعقد مؤتمر دولي يمكن أن يجمع نظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة السورية.
وبالإضافة إلى اجتماعات البيت الأبيض من المقرر عقد جلسات استماع في الكونغرس الأميركي هذا الأسبوع، بشأن الوضع في سورية، مما سوف يتيح الفرصة لبعض النواب لدعوة أوباما إلى عمل شيء ما لإنهاء الصراع.
وتقول الصحيفة إن الخيارات المطروحة كافة أمام أوباما تبدو كئيبة وغير محببة.
وفي ما يتعلق بالمؤتمر الدولي للسلام فهو عبارة عن مبادرة روسية أميركية مشتركة، ومن المقرر عقد في حزيران/ يونيو المقبل، وهو نظريًا يقدم أفضل فرصة لحل الأزمة بالجمع بين حكومة الأسد والمقاومة معًا، للتعرف على إمكان التوصل إلى اتفاق ينهي العنف، ويأتي بحكومة جديدة كحل وسط.
وعلى الرغم من أن إدارة أوباما ترى في ذلك الحل الأمثل إلا أن الكثيرين لا يرون فيه فرصة واقعية وعملية للتوصل لحل، والأمر يعتمد كثيرًا على روسيا الحليف الدائم لسورية، وفي أعقاب اجتماع كاميرون مع الرئيس الروسي قالت مصادر بريطانية إن كاميرون بصدد إبلاغ أوباما بأن بوتين أبدى استعدادًا لأن يكون مرنًا، ومع ذلك فإن بوتين لم يُبْدِ رغبة هذا العام في التعاون مع أميركا وبريطانيا وغيرهما من أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، وتواصل روسيا تسليح نظام الأسد بحجة أنها صفقات سلاح سبق التعاقد بشأنها من قبل.
ومع افتراض عقد المؤتمر فإن هناك الكثير من المشاكل العويصة التي تتمثل في ماهية جماعات المقاومة التي سوف يتم دعوتها إلى المؤتمر، وما إذا كانت المقاومة ستوافق على حكومة حل وسط يشارك فيها نظام الأسد، والمعروف أن المقاومة حاليًا تعاني من حالة انشقاق.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس الماضي، إنه لا مجال لحل وسط يبقي الأسد في السلطة.
أما نظيره الروسي سيرجي لافروف فأعلن أن رحيل الأسد لن يكون شرطًا مسبقًا لعقد المؤتمر.
وفي ظل الشكوك المحيطة بشأن إمكان نجاح المؤتمر فإن أفضل خيار بعد ذلك أمام إدارة أوباما هو أن ترى الأسد والدائرة المقربة منه قد غادروا سورية مع الإبقاء على رديف حكومته.
ويظهر أن البلدان العربية المقربة من الولايات المتحدة تحتفظ بعلاقات مع كبار الشخصيات في نظام الأسد، ومع افتراض رحيل الأسد ففي إمكان هؤلاء التوصل إلى اتفاق مع المقاومة.
وفي ما يتعلق بتسليح المقاومة فإن بريطانيا وفرنسا وبعض من النواب الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي يضغطون على أوباما كي يوافق على تسليح المقاومة السورية، كما تمارس بريطانيا وفرنسا ضغوطًا على الاتحاد الأوروبي كي يوافق على رفع الحظر عن الأسلحة للمقاومة.
ولا يزال أوباما مترددًا في دعم المقاومة السورية بالسلاح خوفًا من وقوع تلك الأسلحة في أيدي الجماعات الإسلامية المتشددة، وتحوُّل سورية إلى منصة لشن هجمات على إسرائيل في حال وصول الإسلاميين إلى الأسلحة الكيميائية في سورية.
ووافق البيت الأبيض على تزويد المقاومة بمعدات اتصالات ومعدات غير قتالية، وفي حال الرضوخ للضغوط والموافقة على تزويد المقاومة بالسلاح فإن البيت الأبيض لن يقدم سوى القليل من الأسلحة.
وأما بالنسبة إلى مسألة منطقة حظر الطيران فإن أردوغان يدعم فرض هذه المنطقة، لأنها سوف توفر الحماية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المقاومة السورية من الطيران السوري، ولهذا فهو سوف يضغط على أميركا من أجل تدخل أميركا، على ضوء انتهاكات حقوق الإنسان وارتفاع معدل الوفيات في الصراع، بالإضافة إلى مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية، كما أنه سوف يضغط بحجة مخاطر اتساع دائرة العنف ليس فقط إلى تركيا وإنما أيضا إلى الأردن وإسرائيل ولبنان، وذلك في ظل قيام إسرائيل بضرب أهداف في سورية، وفي ظل مشاركة مقاتلين لـ "حزب الله" في الصراع، وفي ظل أزمة اللاجئين التي تعاني منها الأردن.
ويبدو أن منطقة الحظر الجوي يمكن أن تعرض الطائرات الأميركية لهجمات الدفاع الجوي السوري، هذا فضلاً عن أن منطقة الحظر الجوي أثبت عدم فعاليتها إلى حد كبير في العراق.