بغداد ـ نجلاء الطائي
أعلن مجلس محافظة الانبار، الاثنين، استكمال التحضيرات لبدء عملية تحرير مدينة الرمادي من تنظيم "داعش"، مبينا أن طائرات التحالف الدولي ستوفر غطاءً جويًا مكثفاً للقوات الأمنية خلال عملية التحرير، يأتي هذا في وقت عزت وزارة الدفاع سبب توقف العمليات العسكرية في المحور الشمالي لقاطع عمليات محافظة الانبار في المدة الماضية إلى تأمين احتياجات القطعات المقاتلة هناك.
وذكر رئيس المجلس صباح كرحوت في بيان صحافي ورد لـ"العرب اليوم"، أن "تحضيرات بدء عملية تحرير مدينة الرمادي من تنظيم داعش استكملت، ومن المؤمل أن تنطلق العملية العسكرية قريبا ومن عدة محاور".
وأضاف كرحوت، أن "أكثر من 25 ألف جندي بالجيش و5 آلاف مقاتل من أبناء العشائر المنضوين تحت مسمى الحشد العشائري وكذلك عناصر من قوات من الشرطة المحلية والاتحادية سيشاركون بعملية التحرير ومسك الأرض بعد التحرير".
وتابع أن "طيران التحالف الدولي والعراقي سيوفران غطاءً جويًا مكثفاً لدعم القوات الأمنية في عملية التحرير، وقصف واستهداف تجمعات داعش في داخل الرمادي ومحيطها"، وعزت وزارة الدفاع العراقية، الاثنين، سبب توقف العمليات العسكرية في المحور الشمالي لقاطع عمليات محافظة الانبار في المدة الماضية إلى تأمين احتياجات القطعات المقاتلة هناك.
وأورد بيان صادر عن الوزارة ورد لـ"العرب اليوم"، أن "رئيس أركان الجيش وكالة الفريق الركن عثمان الغانمي وبرفقته عدد من القادة ومدراء الأسلحة والصنوف تفقدوا صباح الاثنين المحور الشمالي لقاطع عمليات الانبار ابتداءً من منطقة الثرثار وصولاً إلى السواتر الأمامية في مناطق البوعيثة والبو فراج والبوذياب والجرايشي".
ونقل البيان عن الغانمي قوله إن "الخطط العسكرية تسير وفق جدول مدروس ومخطط له ليتم تامين تنسيق المحاور والجبهات وتأمين القطعات من الخلف" ، مشيراً إلى إن "سبب توقف تقدم القطعات في المحور الشمالي للفترة الماضية هو لإكمال تأمين احتياجات القطعات لقيادة عمليات الانبار وقيادة فرقة المشاة الآلية العاشرة".
وأشاد الغانمي بأسلوب المباغتة الذي أذهل عناصر "داعش" نتيجة استخدام النيران المركزة والمباشرة لضرب تحصيناتهم وتحكيماتهم والقفزات النوعية والمدروسة والأسلوب المباغت الذي أربكهم وجعلهم يفقدون صوابهم ويتقهقرون أمام القطعات التي نجحت باستعادة بعض القرى والمناطق والأهداف الإستراتيجية ثم أخذت تحكم وتحصن وتكون العقد وتوزع الجبهات الأمامية لتأمين العمق المناسب تمهيدًا لبداية انطلاق الصفحة اللاحقة وفق الجدول المعد لها".
أكد رئيس مجلس قضاء الخالدية في محافظة الانبار علي داود، الاثنين، أن تنظيم "داعش" تكبد خسائر بشرية ومادية كبيرة بقصف كثيف على مواقعه داخل مركز مدينة الرمادي.
وأوضح داود أن "طائرات حربية ومدفعية الجيش قصفت بشكل مكثف مواقع وأهداف لتنظيم "داعش" داخل مركز مدينة الرمادي"، مضيفًا "القصف جاء بعد ورود معلومات استخباراتية"، مبينًا أن "القصف كبد تنظيم داعش خسائر مادية وبشرية كبيرة".
واتهمت النائب عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة الاثنين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بـ"التباطؤ والمماطلة" في التصدي لتنظيم "داعش" المتطرف إلى درجة "قيام التنظيم بتسيير طائرات استطلاع في الأنبار".
وذكرت في بيان أورده مكتبها الإعلامي أن "تباطؤ قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا في القضاء على تنظيم داعش في العراق باتت تثير العديد من التساؤلات حول حقيقة دور هذه القوات ومدى تأثير ضرباتها الجوية التي نسمع عنها بين الحين والآخر في وسائل الإعلام وعن دور قاعدة عين الأسد في الحرب ضد داعش".
وأضافت أن "شرطة حديثة أعلنت أخيرًا أنها أسقطت طائرة استطلاع مسيرة تابعة لداعش غربي الأنبار، وهذا يعني أن داعش الذي يتواجد في مكان غير بعيد عن قاعدة عين الأسد وصل إلى مرحلة تسيير طائرات استطلاع أمام أنظار القوات الأميركية التي يفترض أنها تمتلك تكنولوجيا متطورة للغاية، فهل يُعقل أن أميركا الدولة العظمى تقف قواتها مكتوفة الأيدي أمام حفنة من المتطرفين"
وبينت نعمة أن "كل ما فعلته قوات التحالف حتى الآن لا يتعدى التخلي عن الجيش والحشد الشعبي ومقاطعتهما رغم الانتصارات التي حققوها والمناطق التي تحررت على أيديهم، والتوجه بدلاً من ذلك إلى تسليح وتدريب العشائر، وكل هذا يأتي في ظل القلق من مدى صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن السياسة الأمريكية المغلفة بالطائفية التي تنتهجها في العراق".
وتابعت أن "دور التحالف الدولي بقيادة أميركا بحاجة إلى مراجعة دقيقة من قبل الحكومة العراقية، فأميركا بما تمتلكه من تكنولوجيا عسكرية متقدمة تستطيع القضاء على داعش خلال أيام معدودة، وهذا التباطؤ والمماطلة في حسم المعركة ميدانيًا والتخلي عن دعم الجيش العراقي والحشد الشعبي يمكن أن يفسر بشكل خطير، والشارع العراقي ليس ساذجاً ليصدق أن قوات التحالف عاجزة عن تطهير العراق من هذه العناصر المتطرفة".