رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل
غزة ـ محمد حبيب
أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور خليل الحية، أن الإنتخابات الداخلية للحركة التي جرت مؤخراً في القاهرة قد إلتزمت بتطبيق معاني الديمقراطية بأعلى صورها وإشراف قضائي مهني وشفاف.
وأوضح القيادي في "حماس" في تصريحات لصحيفة "الرسالة" المحلية التابعة للحركة نشرت الثلاثاء، أن العملية
الإنتخابية تمت بنجاح بعد أن شملت كل الساحات والدول التي فيها وجود لـ"حماس"، لافتا إلى أنها كانت طويلة ومعقدة بتعقد الوضع الفلسطيني، "لكنها تُوجت بانعقاد مجلس شورى الحركة العام في جو من الصفاء والأخوة والمودة".
وأوضح الحية أن خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي للحركة نالوا الثقة من مجلس شورى الحركة في غزة والضفة والخارج والسجون، منوها إلى أن الحركة لا يقودها شخص، "بل تقودها مؤسسة إلى جانب أن تنوع أعضاء المكتب السياسي وهذا يدل دلالة قاطعة على قدرتها على الوقوف أمام التحديات التي تواجهها". معربا عن شكره لمصر لإحتضانها إنعقاد مجلس شورى الحركة على أرضها".
وفي معرض رده على سؤال "ما الجديد لدى مشعل بعد 16 عاما"؟، قال الحية "إختياره مجددا دلالة على قناعة غالبية مجلس الشورى بأن مشعل يستحق أن يضطلع بدوره مجددا"، مشددا على أن "أبو الوليد" لم يفرض نفسه على مجلس الحركة ، معتبرًا أن مشعل لا يستطيع وحده أن يقدم وحده كل شيء، منبها إلى وجود فريق من عدد من قيادات الحركة ذات الكفاءات تمتلك من الحيوية القدرة على التعامل مع الملفات الوطنية والحركية والتنظيمية والدولية، "ما يؤهل المكتب السياسي إلى أن يكون قادرا على أن يقدم كل ما هو جديد وأن ينتقل بالحركة إلى الأمام".
وفي السياق فإنه يرى أن الدورة الانتخابية التي أطلق عليها اسم "دورة الشهيد الجعبري" تدل على إنتماء الحركة إلى برنامج المقاومة وحفظ كرامة الشهداء، موضحا أن التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي قادرة على التعامل مع القضايا المستجدة وقيادة الحركة في هذه الظروف.
وعند سؤاله هل حملت انتخابات حركة "حماس" أي مفاجآت؟، أجاب الحية "كل الثقة والتقدير لمن خرج من المكتب (...) نحن نجري انتخابات دورية منذ عشرات السنوات، مكتفيا بالقول"أعان الله كل أخ إستلم منصبًا، وسلم الله من أفلت من حمل الأمانة والمسؤولية العظيمة".
وقال إن "اللقاءات التي جرت مؤخرا كانت أعمق وأكثر ورضا من أي اجتماعات سابقة".
وحول ما تشهده السجون من حالة غضب وتوتر في صفوف الأسرى بعد استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية نتيجة مواصلة قوات مصلحة السجون (الإسرائيلية) سياسة الإهمال الطبي بحق المعتقلين الفلسطينيين أكد الحية أن حركة المقاومة الإسلامية تستخدم الوسائل التي من شأنها أن تُخفف عن الأسرى حتى الإفراج عنهم، مشيرا إلى أن المقاومة لها ظروفها، مؤكدا أن قيادة حماس تَضع على سُلم أولوياتها قضية الأسرى.
وقال "من المعيب أن يُقال أن حماس يَقتصر دورها على الإستنكار إزاء ما يتعرض له الأسرى بعد أن أنجزت صفقة وفاء الأحرار"، وأضاف "إن لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ مطالب أسرانا وتقديم العلاج والحياة الكريمة لهم كما كفلتها القوانين فإن الحركة تعلم الأسلوب الذي سيخرجهم، وعندما تتوافر الظروف لن نستأذن أحدا في الإفراج عن أسرانا".
وترحم القيادي على شهيد الحركة الأسيرة أبو حمدية مثمنا وقفة الأسرى بأمعائهم الخاوية وهم يتحدون عنجهية الاحتلال، لافتا إلى أن هذه الانتفاضة "وإن كانت على مستوى مصغر فإنها تنم عن حالة الإحتقان التي يعيشها الشعب الفلسطيني والتضامن مع أبطال الشعب".
ودعا إلى ضرورة تضافر كل الجهود الفلسطينية لكشف زيف الإحتلال وجره إلى المحاكم الدولية، مؤكدا أن ما يتعرض له الأسرى خلف القضبان يَدل على هشاشة عملية التسوية التي لم تستطع أن توقف آلام أسرانا وذويهم.
ووفق رئيس كتلة "حماس" البرلمانية فإن ما يجري اليوم يجعل الشعب الفلسطيني أكثر إيمانا بأن قضية الأسرى لن تُحل إلا بما إستطاع شعبنا أن يخرج به الأسرى، "وهو اختطاف الجنود للتبادل".
وأوضح الحية أن للتهدئة ضوابطها، منوها إلى أن المقاومة فَرضت شروطها في حجارة السجيل، "فألزمت الاحتلال أن يَنصاع لها ويقبلها".
وذكر القيادي في حماس أنه في حال إخلال العدو بشروط التهدئة فإن الحركة ستطلع الراعي المصري على خروق الاحتلال حتى يفعل الراعي دوره لإلزام الإحتلال.
وقال: "لدينا قدرة على الصمود وإيلام العدو، لكننا نأمل أن يلتزم ضوابط التهدئة"، مستدركا "نحن في موقع الدفاع عن أنفسنا وحماية مصالح شعبنا ولم نختر الحرب يوما، لكن يد المقاومة ستكون طويلة وترغم العدو على التنازل".
وفيما يخص موقف حركة "حماس" من رفض حركة فتح المقترح القطري لعقد قمة مصغرة للمصالحة والخطوات المقبلة في هذا الملف، بَيَن الحية أن "حماس" أكثر الجهات التي كانت تقدم المرونة الكافية لإتمام المصالحة.
ونوه إلى أنه لم يعد خافيا على أبناء الشعب الفلسطيني أن معارضة أميركا المصالحة هي ما يقف عائقا في وجه إتمام الاتفاق إضافة إلى شروط الرباعية، وأكد أن "حماس" رحبت بالمقترح القطري، مشيرا إلى أن حركته ترحب بكل جهد عربي وخطوة من شأنها أن تقرب إنهاء الانقسام "مع بقاء مصر المحرك الراعي الرسمي والأساسي".
ولفت الحية إلى أن المصالحة بحاجة أفعال لا أقوال ولقاءات، قائلا: "لقد قدمنا كل التسهيلات لإنجاز إنتخابات التشريعي والرئاسة، وحتى نتقدم خطوة فنحن بحاجة خطوات واضحة لإنجاز ملف المجلس الوطني".
وبَيَن القيادي أن كل ملفات "الوطني" معلقة، متسائلا "كيف سنفعل انتخابات مجلس وطني وتشريعي في آن واحد"، وأضاف "إلى متى سيبقى ملف الحريات معلقا والاعتقالات مستمرة؟".
وأكد أن المصالحة بحاجة فعل واقعي حقيقي دون مواربة فتح خلف أسبابها، مشيرا إلى أن حماس جاهزة لتطبيق كل ما اُتفق عليه بالتوازي ورزمة واحدة.
كما نبه إلى ضرورة التقدم في ملف الحريات والمنظمة بوضوح، مطالبا فتح بألا تقع في فخ إغراءات كيري وزيارة أوباما وإمكانية إعادة المفاوضات.
وحول إتفاقية رعاية القدس التي وقعت بين العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ونصت على أن الأول هو صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في المدينة، أوضح الحية أن القدس ملك للأمة، قائلا "نرحب بكل جهد ويد تحمي فلسطين والمقدسات".
ولكنه أشار إلى أن القدس بحاجة حماية من التهويد والإبعاد أكثر من الرعاية المالية، "وهي بحاجة لجهود جبارة وصدق في هذه الحماية لا مجرد لقاءات وشعارات"، متسائلا "من المسؤول عن تهجير المقدسيين وضياع أملاكهم؟".
وفيما يخص التسوية بعد زيارة أوباما وجون كيري، قال "سَتحرق هذه الطبخة -عملية التسوية- في حال وصلت أوانيها (...) هذا الجهد الذي يبذل يأتي لتحسين صورة الإحتلال وتقديمه من جديد إلى المجتمع الدولي والمنطقة على أنه شريك وجار يمكن التفاهم معه".
ووصف الحية مشروع التسوية منذ بدايته بأنه بائس، "وسيصل في النهاية إلى طريق مسدودة"، موضحا أن مفاوضات التسوية لو كان لها أن تصل إلى حل لوصلت في أيام الراحل ياسر عرفات.
واختتم الحية حديثه بتأكيد أن أميركا تحاول تجميل صورتها مع الإحتلال للمحافظة على مصالحها أكثر من حماية مشروع التسوية.