صنعاء ـ علي ربيع قصف الجيش اليمني، مواقع لمسلحي القبائل في محافظة مأرب(شرق صنعاء) الأربعاء، رداً على مهاجمتهم خطوط نقل الطاقة الكهربائية، في وقت تصاعدت فيه توترات المشهد السياسي في البلاد إثر تلويح جماعة الحوثي(الشيعية) بتعطيل مؤتمر الحوار الوطني إذا لم تقم السلطات بمحاسبة مسؤولي جهاز الأمن القومي الذين تتهمهم بقتل 13 محتجاً من أنصارها وإصابة العشرات أثناء تظاهرهم  قبل أيام أمام مقر الجهاز الأمني وسط صنعاء.
وأكدت مصادر محلية في مأرب لـ"العرب اليوم" أن قوات الجيش شنت هجوماً بالمدفعية الثقيلة على مناطق آل جردان في مأرب، حيث يتحصن مسلحون متهمون بتنفيذ ثلاث هجمات من الاثنين على خطوط نقل الطاقة الكهربائية الرئيسية القادمة من محطة التوليد في مأرب".
وقالت المصادر إن تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي شوهد في أجواء المنطقة، التي دمر القصف المدفعي ثلاثة منازل فيها، قبل أن يتدخل زعماء قبليون لدى الجيش لوقف القصف بحثاً عن تسوية مع المسلحين الذي يطالبون بإطلاق سجين لهم تم حبسه في قضية جنائية".
هذا، ويتواصل انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء ومدن أخرى لليوم الثاني على التوالي، في حين كان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي هدد قبل نحو 10 ايام باستخدام القوة ضد مسلحي القبائل الذين  يكررون من وقت لآخر هجماتهم على المصالح الحيوية للبلاد في مأرب".
على صعيد آخر، لوحت جماعة الحوثي(الشيعية) بالانسحاب من الحوار الوطني وأمهلت السلطات ثلاثة أيام لاتخاذ إجراءات بحق مسؤولي جهاز الأمن القومي الذين تتهمهم بقتل 13 من أنصارها وجرح نحو 100 آخرين، كانوا شاركوا في تظاهرة احتجاجية الأحد، أمام مقر الجهاز الأمني في صنعاء، قبل أن تتطور الأحداث إلى مواجهات مع المحتجين المطالبين بحل الجهاز وإطلاق سجناء لهم.
وانتقدت الجماعة ، في بيان لها، الأربعاء، طريقة تعاطي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تجاه ملف"قضية صعدة"، مشيرة إلى وجود ضغوط خارجية حالت دون اتخاذه قرارات لمعالجة أوضاع صعدة(شمال اليمن) على غرار قراراته بشأن معالجة الأوضاع في جنوب اليمن.
 وقالت"لا نخفي على الجميع أننا ابلغنا ومن مصادر موثوقة بأن هناك فيتو من بعض دول الإقليم ومن بعض القوى الدولية وحتى المحلية, أدت الى إخراج قضية صعدة من تلك المعالجات وبشكل منهجي ومتعمد, ودون أي مبررات منطقية, وبالتالي فقد ثبت لدينا أن هناك مؤامرة على قضية صعدة وبشكل واضح لا لبس فيه". في إشارة منها إلى ضغوط سعودية.
وأمهلت الجماعة السلطات حتى الجمعة القادم، وقالت إنها تعطي "فرصة أخيرة إلى نهاية يوم الجمعة القادمة للشخصيات والقوى السياسية التي وعدتنا أنه سيتم إطلاق كافة المعتقلين وإحالة المسئولين عن المجزرة إلى القضاء" في إشارة إلى الضحايا من أنصارها في اشتباكات الأحد.
وهددت الجماعة المتهمة بولائها لإيران بتنفيذ أعضائها في الحوار الوطني اعتصاما مفتوحاً داخل قاعة الحوار الوطني ابتداء من السبت القادم إذا لم يتم تنفيذ مطالبها التي أجملتها في "إطلاق كل المعتقلين في الأمن القومي وإحالة مرتكبي المجزرة إلى القضاء والبدء بمعالجة الجرحى ومعاملتهم مع الشهداء أسوة بزملائهم من شباب الثورة كما تم وعدنا, ووضع برنامج زمني واضح لإصدار قرارات تعالج قضية صعدة أسوة بالقرارات المتخذة بمعالجة القضية الجنوبية وثورة  فبراير 2011".
وتحكم الجماعة التي تطلق على نفسها اسم"أنصار الله" قبضتها على مناطق صعدة شمال اليمن، منذ توقف آخر مواجهة لها مع الجيش اليمني في عهد صالح مطلع 2010. كما قبلت بالمشاركة في الحوار الوطني الدائر في البلاد بموجب اتفاق نقل السلطة، ويمثلها فيه 35 عضواً من إجمالي 565 يمثلون بقية الأحزاب والقوى السياسية".