البابا بنيديكت السادس عشر
روما ـ مالك مهنا
قوبل اليوم بحفاوة بالغة بعد ظهوره الأول منذ الإعلان عن استقالته المفاجئة، و في الوقت الذي كانت الجماهير في الفاتيكان تهتف باسمه الإيطالي "بنيديكتو" خلال كلمة الوعظ الأسبوعية في ساحة بول السادس وترفع لافتات تقول "شكرا قداسة البابا"، طالب البابا البالغ من العمر 85 عامًا ،
الجماهير المحتشدة بأن "تصلي من أجله"، وعلى جانب آخر قال المتحدث باسم الفاتيكان فريدريكو لومباردي "إنه يتوقع أن يتم اختيار البابا الجديد مع عيد الفصح الذي يحل في 31 آذار/ مارس من هذا العام، ولكنه لم يذكر بعد الموعد المحدد لقيام المجمع السري لانتخاب بابا جديد للمسيحيين الكاثوليك في العالم الذين يبلغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة.
وعلى الرغم من أن علامات التعب والإنهاك كانت تبدو عليه إلا أن ذلك لم يخف علامات الارتياح بعد أن أزاح عن كاهله عبء البابوية بقراره الأخير، وقال البابا "إنه اتخذ هذا القرار من أجل صالح الكنيسة، وطالب الجماهير بأن تواصل الصلاة من أجله ومن أجل الكنسية ومن أجل البابا المقبل".
كما بعث البابا أيضا بأول تغريدة له على موقع "تويتر" بعد الإعلان عن استقالته قال فيها "خلال موسم الصوم الكبير الذي يبدأ الأربعاء، نجدد التزامنا بطريق الهداية ومنح الرب مساحة أكبر في حياتنا".
وأضاف البابا الذي يعد البابا الأول الذي يستقيل طوعًا منذ سبعمائة عام " إنه يلمس حب المؤمنين في هذه الأيام الصعبة".
و من جانبه قال المتحدث باسم الفاتيكان فريدريكو لومباردي "إنه يتوقع أن يتم اختيار البابا الجديد مع عيد الفصح الذي يحل يوم 31 آذار/مارس من هذا العام ، ولكنه لم يذكر بعد الموعد المحدد لقيام المجمع السري لانتخاب بابا جديد للمسيحيين الكاثوليك في العالم الذين يبلغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة.
و في السياق ذاته و يقول الكثير من المراقبين والمعلقين "إن السن قد يلعب دورًا أساسيا في عملية اختيار البابا الجديد التي يشارك بالتصويت فيها 117 كاردينالا"، و يأتي ذلك في الوقت الذي تحوم فيه الشائعات بشأن ماهية البابا الجديد.
يُذكر أن بطاقات حضور وعظ كانت قد صدرت الأربعاء من قبل الإعلان عن الاستقالة، الأمر الذي أتاح لأصحاب البطاقات الذين حضروا الأربعاء فرصة التعايش مع لحظة تاريخية بعد يومين فقط من إعلان البابا استقالته التي تسري اعتبارا من 28 شباط/ فبراير الحالي.
هذا و سيقوم البابا في وقت لاحق بإقامة ما يسمى بقداس أربعاء الرماد الذي يمثل أو أيام الصوم الكبير وسوف يكون ذلك بمثابة القداس الأخير للبابا وأحد آخر التزاماته كبابا للفاتيكان.
و يشار إلى أنه عادة ما يعقد هذا القداس في كنيسة سانتا سابينا فوق تل أفنتين في روما ، إلا أن هذه المرة سوف ينتقل إلى باساليقا (كنيسة) سانت بيتر مراعاة للبابا ولاستيعاب الحشد من المصلين الذين يرغبون في حضور الحدث الذي يمثل نهاية فترة ثماني سنوات من البابوية وهي أقصر فترة بابوية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الحديث.
وفي ختام قداس الأربعاء الذي يشهد بدء فترة التوبة التقليدية التي تسبق عيد الفصح وفقا للتقويم المسيحي ، سيقوم البابا بمسح جباه المصلين بالرماد. و سيحضر كذلك كافة الارتباطات التي تستلزم تشريفه خلال أيامه الأخيرة على كرسي البابوية.
كما أنه سيعقد الخميس اجتماعه السنوي مع قساوسة روما، كما يتلقي كذلك برؤساء كل من غواتيمالا ورومانيا وفقا لجدول مواعيده المقررة من قبل. وخلال الأسبوع القادم سوف يقوم بخلوة روحانية في الفاتيكان. وخلال يومي الأحد المقبلين سيقوم بنيديكت بتلاوة صلاة البشارة من نافذة شقته بالفاتيكان.
أما في 27 شباط/ فبراير يعقد البابا آخر لقاء له بالجماهير في حفل وادع بميدان سانت بيتر قبل أن يعتزل في أحد الأديرة المتواضعة داخل جدران الفاتيكان.
ومن جانبها تقول مصادر في الفاتيكان "إن البابا سوف يمضي وقته بعد الاستقالة في الصلاة وليس في إعطاء النصح والإرشاد".
يذكر أن البابا سيليستين الخامس هو البابا الوحيد الذي سبق وأن استقال في عام 1294 بسبب عدم قدرته على ممارسة المهام البابوية ، وكان قد تقدم باستقالته بعد أشهر قليلة من تنصيبه وعلل ذلك بقوله "إنه غير قادر على تحمل مكائد ودسائس روما".
و تجدر الإشارة إلى أن هناك من يأمل بأن يكون البابا الجديد من أفريقيا أو آسيا بينما يأمل البعض الآخر بأن يكون من أوروبا أو أميركا الشمالية، وأيًا كانت ماهية البابا الجديد فإنه سوف يواجه أحد أكبر التحديات التي تواجه الكنيسية الكاثوليكية اليوم وهو تنامي المذاهب العلمانية الدنيوية على حساب الدين.
و هذا و يقول الكاردينال بيتر أبياه توركسان الغاني ، وهو أحد اثنين من المرشحين من أفريقيا لتولي منصب البابا، "إن العالم المسيحي الكاثوليكي قد يكون مستعدًا لاستقبال بابا أفريقي". وأضاف قائلاً "لتكن مشيئة الرب".
و على جانب آخر قال رئيس إدارة السلام والعدل في الفاتيكان "إن الكنيسة لديها أتباعها في كل مكان وأن أفريقيا قارة هامة للمذهب الكاثوليكي وكذلك آسيا وان الكنسية باتت مرادف للعالمية."
يذكر أن الكنسية الكاثوليكية على مدى عمرها البالغ 2000 سنة قد ترأسها ثلاثة بابوات من قبل من أفريقيا وهم فيكتور الأول مع نهاية القرن الثاني الميلادي وميلتياديس خلال الفترة من سنة 311 وحتى 314 ثم جيلاسيوس الأول وهو أب من أصول بربرية خلال الفترة من سنة 492 وحتى سنة 496.