عمال إيرانيون أمام مفاعل الطاقة النووية في بوشهر
طهران ـ مهدي موسوي
استأنفت إيران نشاط تحويل اليورانيوم المخصب تخصيبا متوسطا إلى وقود مؤكسد ، الأمر الذي يحد من نمو مخزونها ويمنح المزيد من الوقت أمام المفاوضات حول برنامجها النووي. وفيما كشفت مصادر دبلوماسية أن نشاط تحويل اليورانيوم قد بدأ بعد توقف استمر بضعة أشهر ، اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية
الإيرانية رامين ميهمانباراست "أن هذا النشاط يجري الآن وأن كل التقارير تم إرسالها إلى وكالة الطاقة الذرية بصورة وافية".
وتكمن أهمية تلك الخطوة أنه منذ بدء إيران في انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة العام 2010 ، بدأت مخاوف المجتمع الدولي تتركز حول إمكان أن يسفر ذلك في نهاية المطاف عن صنع قنبلة نووية. يذكر أن اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة يمكن تحويله بسهولة إلى الدرجة اللازمة لصناعة الأسلحة النووية (وهي نسبة 90 بالمئة) وذلك على نحو يفوق اليورانيوم المخصب فقط بنسبة 3.5 بالمئة الذي تقوم إيران بإنتاجه منذ أكثر من عشر سنوات والذي يفترض ظاهريا ان إيران تقوم بتخزينه لمنشآت طاقة نووية في المستقبل.
وفي التقرير الاخير لوكالة الطاقة الذرية الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي اعتبر أن إيران أنتجت ما يقارب من 233 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين بالمئة، ولكنها استخدمت من هذا المخزون حوالى 100 كيلوغرام في صنع وقود اليورانيوم المؤكسد الذي يصعب زيادة نسبة تخصيبه. وقد أدت المخاوف من تنامي مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة إلى حال من التوتر عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في أيلول سبتمبر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن إسرائيل لن تتسامح مع مسألة نمو مخزون إيران اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة إلى الحد الذي يمنحها القدرة على صنع قنبلة نووية والذي يحدده المسؤولون في إسرائيل بأنه 240 كيلوغرام ، بينما يحدده خبراء دوليون بأنه 380 كيلوغرام.
وفي شهر أكتوبر الماضي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن قرار الإيرانيين استخدام بعض مخزونهم من اليورانيوم المخصب في صناعة الوقود قد أرجأ قرارا إسرائيليا بضرب المنشآت النووية الإيرانية إلى "فترة تتراوح ما بين ثمانية إلى عشرة اشهر". إلا أن وكالة الطاقة الذرية ذكرت في تقريرها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي أن عملية تحويل اليورانيوم إلى وقود قد توقفت ما أثار المخاوف بشأن إمكان زيادة المخزون الإيراني بمعدلات أسرع الأمر الذي يغلق الباب أمام المساعى الدبلوماسية لإيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية.
وكان عدد من المفتشين قد أبلغوا مجلس وكالة الطاقة الذرية أن التوقف الإيراني يبدو لأسباب فنية تقنية ، وفي حال ثبوت ذلك ، فإن استئناف إيران نشاط تحويل اليورانيوم إلى وقود يعني أن إيران استطاعت أن تتغلب على تلك المشاكل التقنية. ومن المنتظر أن يصدر عن وكالة الطاقة الذرية تقريرا جديدا خلال الأيام القليلة المقبلة والذي سيكشف مدى تزايد حجم المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة ونسبة استخدامه في صناعة الوقود. وسيحدد هذا التقرير ملامح سيناريو الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 المكونة من القوى الكبرى في العالم ، في مدينة آلماآتا القازاخستانية يوم 26 شباط فبراير المقبل.
وكلما زاد معدل نمو المخزون الإيراني كلما انعكس ذلك على المحادثات وتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وذلك على الرغم من أن المسؤولين في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا يرفضون حجة إسرائيل بأن 240 كيلوغرام من اليورانيوم هو الخط الأحمر الذي يفصل إيران عن قدرتها في إنتاج القنبلة النووية.