باريس ـ مارينا منصف يخضع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لتحقيق قضائي، لتهمة تلقي مبالغ مالية لتمويل حملته الانتخابية من رجال أعمال، وفاقدي الأهلية، وكذلك من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وقال مسؤول في مكتب المدعي العام الفرنسي أنه قد تم فتح تحقيق بعد ادعاءات رجل الأعمال اللبناني - الفرنسي زياد تقي الدين، الذي يتم التحقيق معه بشأن مبيعات الأسلحة إلى باكستان عام 1990.
ويواجه ساركوزي (58 عامًا)، اتهامات عدة، منها الرشوة والفساد واستغلال الأصول العامة واستغلال النفوذ، وفقًا لمصدر قضائي، الذي أوضح أن القانون الفرنسي يُحرم على المرشحين تلقي أموال نقدية تزيد عن 6،300 جنيه استرليني، غير أن هناك إدعاء بأن تبرعات القذافي تم غسلها في حسابات بنكية في بانما وسويسرا.
وتشير وثيقة باللغة العربية، نُشرت العام الماضي، إلى أن القذافي وقع على إتفاق لدعم حملة المرشح ساركوزي، أثناء الانتخابات الرئاسية، مقابل مبلغ يقدر بـ50 مليون يورو، كما تم تسريب مجموعة من أدلة الإتهام، من قبل أعضاء من المجلس الانتقالي الوطني، الذي يحكم ليبيا بعد ثورة الربيع العربي، بالإضافة إلى أوراق تثبت توزيع الأموال بواسطة زياد تقي الدين (62 عامًا)، الذي كان الوسيط بين الطاغية العربي والسياسي الفرنسي.
وقال تقي الدين، الذي حقق معه  القاضي الفرنسي رينو فان ريمبيك، في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن "معظم الأموال تم دفعها في الفترة بين كانون الأول/ديسمبر 2006، وكانون الثاني/يناير 2007، أي قبل خمسة أشهر من تولي ساركوزي السلطة.
ومن جانبه، أصر سيف الإسلام القذافي (نجل الرئيس الليبي) على أن ليبيا قامت بتمويل الحملة الانتخابية لساركوزي، حيث قال "يجب أن يقوم ساركوزي بإعادة الأموال أولاً، التي أخذها من ليبيا، لتمويل حملته الانتخابية".
وكانت زيارة القذافي إلى باريس، في نهاية عام 2007، قد أثارت تعجب العالم، وكان يلقبه الرئيس الفرنسي بـ "القائد الشقيق"، ويسمح له بنصب خيمته جانب قصر "الإليزيه".
كذلك، يُتهم ساركوزي بفضيحة فساد أخرى، حيث تلقى الملايين، بصورة غير قانونية، من المليارديرة ليليان بتنكور، مالكة شركة "لوريال" لمستحضرات التجميل.
وتحول ساركوزي ضد صديقه القذافي، في بداية الثورة الليبية، حيث كانت الطائرات الفرنسية هي أول من هاجم دبابات القذافي، في حملة عسكرية وحشية، انتهت بمقتل القائد الليبي.