قمة صينية أميركية

في أطول قمة صينية أميركية منذ زيارة الرئيس باراك أوباما الصين العام ٢٠١٢، نجح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارته واشنطن في إرساء تفاهمات جديدة حول ملفات الاحتباس الحراري، ووقف التجسس الإلكتروني والتعاون لتطبيق الاتفاق النووي مع إيران "بحذافيره" وطبقا "للقرارات الدولية".

وبعد اجتماعات استمرت أكثر من خمس ساعات تخللها عشاء ثنائي ليل الخميس الجمعة بين أوباما وشي، وعشاء دولة أمس في البيت الأبيض، حاول الزعيمان الأكثر نفوذاً اقتصاديا وسياسيا على المستوى العالم، إضفاء طابع إيجابي على العلاقة الصينية الأميركية على رغم التشنج الذي شابها أخيرا، وقال أوباما إن واشنطن "ترحب بصعود الصين طالما هو محفز للاستقرار والسلام العالمي"، وأكد التوصل إلى "تفاهمات جديدة" في قضايا التجسس الإلكتروني، وأن الجانبين اتفقا "على عدم اللجوء إلى القرصنة والتجسس الإلكتروني"، وأن "هناك خطوات عدة يجب اتخاذها لهذا الغرض".

وأكد أوباما تعاون الجانبين في تطبيق الاتفاق النووي مع إيران وأن هذا الملف سيكون حاضراً في اجتماعات الأمم المتحدة ويجب "تطبيق الاتفاق بالكامل طبقاً لجميع القرارات الدولية"، وتحدث أوباما عن النجاح في التوصل إلى اتفاق في شأن الاحتباس الحراري للحد من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة، وقال إن "التزام العملاق الصيني بهذا الأمر يزيل حججاً من أمام دول أصغر للاعتراض عليه".
وأعلنت الصين سوقًا لحصص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون العام 2017 من أجل تحديد سعر للكربون وبالتالي التشجيع على خفض انبعاثات الغازات في القطاع الصناعي، وسبق أن قامت الصين التي تحتل المرتبة الأولى بين كبار الملوثين في العالم بتجارب لكن من دون أن تقيم حتى الآن سوقًا على الصعيد الوطني.

وذكر أوباما إن الجانبين استعرضا أيضًا الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وإن الجانب الأميركي أكد على ضرورة عدم تقييد حرية الملاحة الدولية في تلك المنطقة.

وأوضح مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على قواعد تحكم المواجهات العسكرية في الجو بعد أيام من اتهام واشنطن طائرة صينية باعتراض طائرة استطلاع أميركية على نحو انطوى على خطورة.
وأشار المسؤولون إلى أن "البلدين اتفقا أيضًا على إجراءات جديدة تستهدف تسهيل المحادثات رفيعة المستوى بين الجيشين الأميركي والصيني، بما فيها المحادثات في حالة حدوث أزمة."

وأكد أوباما وشي أن المحادثات كانت "صريحة وشفافة"، وشدد أوباما على استمرار وجود خلافات في قضايا حقوق الإنسان واعتقال الصحافيين، وانتقد أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني "إشكالية" حقوق الإنسان في الصين.
وأضاف "عبرت بشكل صريح عن قناعتي العميقة بأن منع الصحافيين والمحامين والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني من العمل بحرية يعتبر إشكالية".

واعتبرت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، أنه إذا كانت المخاوف الأميركية حقيقية فلا يجب أن تحول دون السعي لإقامة علاقة بناءة مع الصين.