واشنطن- يوسف مكي
تعتزم "بورشه" مضاعفة موازنتها لتطوير وبناء سيارات كهربائية جديدة بحلول عام 2022، وفقاً لما ذكره أوليفر بلومه، رئيس الشركة، لوكالة الأنباء الألمانية. وقال بلومه: "إننا نتحرك حتى الآن في نطاق نحو 3 مليارات يورو (3.75 مليار دولار أميركي)، لكننا حالياً قريبون من 6 مليارات يورو سوف نضخها لتطوير السيارات الكهربائية". وستوجه الأموال إلى كل من النماذج الهجينة والسيارات الكهربائية الجديدة على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وقال بلومه إن الشركة الألمانية حافظت على هدفها طويل الأمد، وهو تحقيق عائد بنسبة 15 في المائة من رقم الأعمال، مع الإشارة إلى أن الرقم الحالي يزيد قليلاً، مضيفاً: "ربما سيكون هناك وقت قد نكون أقل قليلاً، لكن الهدف الاستراتيجي سيظل قائماً". وفي عام 2016، سجلت "بورشه" إيرادات بلغت 3.22 مليار يورو، وأرباحاً تشغيلية تقدر بنحو 9.3 مليار يورو. وقال بلومه إن الشركة تخطط لنشر نتائج أعمال عام 2017 في مارس (آذار) المقبل، مضيفاً: "وثمة شيء يمكن أن أقوله اليوم، وهو أن توريداتنا في عام 2017 زادت بنسبة 4 في المائة، مقارنة بعام 2016".
ومن المقرر أن تطرح الشركة أول سيارة كهربائية بالكامل، تحت اسم "بورشه ميشن إي"، في الأسواق بحلول نهاية عام 2019، وقال بلومه: "لدينا بالفعل أفكار حول ما يمكن أن نضعه على أساس السيارة (ميشن إي)، ونحن ننظر في جميع الموديلات، ونبحث في أيها يمكن أن يكون التحويل إلى الطاقة الكهربائية منطقياً، وفي أي وقت يمكن هذا".
ولفت بلومه إلى أن هناك أفكاراً يمكن استنباطها من السيارة "ميشن إي"، مشيراً إلى أنه من الممكن أيضاً إنتاج سيارات كهربائية مستقلة أخرى.
وسيتم إنتاج السيارة "ميشن إي" في المقر الرئيسي في تسوفنهاوزن، وتخطط "بورشه" مبدئياً لإنتاج 20 ألف قطعة من هذه السيارة سنوياً. وأكد بلومه أنه سيتم الاستعانة بمصنع الشركة في لايبتسيج لمشاريع كهربائية أخرى، في إطار المنافسة الداخلية لمجموعة "فولكس فاغن"، التي تنتمي إليها بورشه، وأكد أن هناك فرصاً جيدة أمام مصنع لايبتسيج في هذه المنافسة.
وذكر أن كل العاملين في مصنع تسوفنهاوزن تنازلوا عن جزء من رفع الأجور بغرض تمويل مشروع إنتاج السيارة "ميشن إي"، وأضاف: "وفي لايبتسيج، نخطط لحزمة مستقبلية مشابهة، كما حدث في تسوفنهاوزن، وأعتقد أن هذه الحزمة جذابة للغاية".
وأوضح بلومه أن الاهتمام بالسيارة "ميشن إي" كبير للغاية في الولايات المتحدة على نحو خاص، وأيضاً في النرويج: "ولدينا بطبيعة الحال كثير من الطلبات من ألمانيا، لكن يجب القول إن تكنولوجيا النقل الكهربائي تسير هنا بوتيرة أبطأ بشكل ملحوظ، وهذا مرتبط أيضاً بالبنية التحتية".
وأعرب بلومه عن تفاؤله، قائلاً إن شبكة محطات التزود بالوقود في الخمسينات لم تنشأ بين عشية وضحاها، بل ارتبط تطورها بالتوازي مع أعداد السيارات، وهذا ما سيحدث أيضاً مع السيارات الكهربائية، موضحاً: "ونحن أيضاً لن يكون لدينا ملايين من السيارات الكهربائية في الطرق الألمانية بين عشية وضحاها، فهذه عملية ستتطور عبر السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، وعندئذ ستصبح وتيرة هذه العملية سريعة نسبياً"، مشدداً على رفضه للاستغناء عن السيارات التي تعمل بوقود الاحتراق.
وقال: "ستظل هناك في المستقبل سيارات رياضية نقية جداً تعمل بمحركات احتراق مقدمة من (بورشه)"، لافتاً إلى أن سيارات الديزل ستظل كذلك في برنامج الشركة، وذلك على الرغم من الضرر الذي لحق بصورتها، والذي لا يمكن استبعاده من النقاش. كانت "بورشه" قد استدعت في الصيف الماضي سيارات ديزل طراز "كاين" بسبب وجود برامج غير مسموح بها تقوم بغلق إصدار الانبعاثات. وكان قد صدر في بعض الأحيان بحظر على ترخيص هذه السيارات، كما كانت "بورشه" قد سحبت موديلها "ماكان" للمرة الثانية لإدخال تحسينات عليها.